“وحش” الصويرة .. .مجرم بالفطرة

غادر الدراسة مبكرا واستأنس بحياة الشارع وفر من الإصلاحية ليواصل تنفيذ مخططاته الإجرامية لا يخفي أحد اليوم، تنامي ظاهرة الإجرام بمختلف المدن المغربية، ما جعل المواطنين يفقدون الإحساس بالأمن والطمأنينة عموما.. غير أن العديد من الأحياء بالمدن المغربية، تعرف سطوة مجرمين من طينة خاصة، تجدهم معروفين لدى العموم، يزرعون الرعب في نفوس المواطنين ويتحكمون في تحركاتهم.الصويرة، واحدة من المدن التي تعرف ارتفاعا في مؤشر الإجرام، المرتبط في الغالب الأعم باعتراض السبيل والسرقة الموصوفة والسرقة تحت التهديد، وأبطال هذه الجرائم في أحايين كثيرة، هم مجرمون معروفون بسوابقهم، وكذا ألقابهم."الوحش" مجرم زرع الرعب في نفوس سكان العديد من أحياء الصويرة، خصوصا الشعبية منها. ازداد في 1994 بالحي الصناعي وسط أسرة فقيرة، الشيء الذي جعله يغادر الدراسة، في سن مبكرة، ولأنه عاطل عن العمل، أصبح يقضي اليوم كله في التسكع بشوارع المدينة، ما سهل عليه التعرف على عدة منحرفين معروفين بالتعاطي لجرائم السرقة بسبب إدمانهم على المخدرات بشتى صنوفها، فوقع الاتفاق بينه وبين باقي المجرمين، وأصبح يعترض رفقتهم المارة، وسلبهم ما بحوزتهم، بواسطة السلاح، وممارسة العنف عليهم وتعريضهم للضرب والجرح، وذلك كله قصد تدبير حاجياتهم اليومية.عند اعتقال أفراد هذه العصابة، سيقوم "الوحش" بتنفيذ العمليات لمفرده، وصار يعترض المارة ليلا ونهارا مستعينا بالسلاح الأبيض، غير آبه، بالسقوط بين يدي رجال الأمن.وبعد تنفيذه للعديد من الجرائم، تم إيقافه وتحويله بموجب أمر قضائي، على مركز حماية الطفولة بمراكش، وغادره بعد ذلك، ثم أعيد اعتقاله، وإيداعه المركز ذاته، غير أنه هذه المرة تمكن من الفرار من مركز حماية الطفولة.ومباشرة بعد مغادرته للمركز، اتصل "الوحش" بأفراد العصابة الذين كان ينشط رفقتهم، وأصبح هذه المرة زعيما لهم، وصار يضع الخطط الإجرامية، والشروع رفقتهم في تنفيذها.وحين بلوغه الرشد، تم إيقافه وتقديمه أمام النيابة العامة من أجل السرقة الموصوفة، وأدين بعد ذلك بعقوبة سالبة للحرية، عاد بعد قضائها إلى مواصلة نشاطه الإجرامي، وربط الاتصال بالعديد من المجرمين، ممن تعرف عليهم بالسجن والمعروفين بمسارهم الإجرامي، ويتعلق الأمر بكل من "جعيجيعة" و"حليلفة" و"حقيق"، فوقع التفاق بينهم على اقتراف سرقات في أوقات وتواريخ مختلفة.خلال 14 أكتوبر الماضي، توجه المتهم رفقة أحد أفراد عصابته وفتاة تلقب "المعفونة"، إلى أحد الأحياء القريبة من المدينة العتيقة، وهناك احتسوا الخمر، إلى ساعات متأخرة من الليل، وقرروا بعد ذلك التوجه نحو أحياء المدينة العتيقة، من أجل البحث عن أحد الضحايا، والذي لم يكن سوى المسمى "م.ن" الذي كان بدوره مخمورا، ونظرا لسبقية معرفتهم به، تعقبوه إلى زنقة بوطويل، وهناك تمت محاصرته، فحاول إبداء مقاومتهم، غير أنهم وجهوا له ضربة على وجهه بواسطة السلاح، ليسقط أرضا، فتم الاستحواذ على مبلغ مالي كان بحوزته وكذا حذائه الرياضي، وفروا من مكان الحادث.وفي يوم آخر، وبعد مرورهم ليلا، بزنقة الوفاوي بالمدينة العتيقة، وقع بصرهم على رياض نجمة موكادور، بابه مفتوح، وبعدما تأكدوا من خلو المكان من الحراسة، ولجوا إليه، وتوجهوا نحو "القمطر" الخاص بمكتب الاستقبال، وقاموا بفتحه دون العثور على أي شيء، قبل أن يفطن إليهم أحد المستخدمين، ما جعلهم يغادرون.ولأنهم صاروا أكثر عزما، على تنفيذ سرقة بذلك المحل، عادوا للرياض نفسه في منتصف الليل، وفي غفلة من المستخدم، نفذوا السرقة والتي طالت محفظة ظهرية كانت توجد بمكتب الاستقبال، وخلال تفتيشها عثروا بداخلها على وثائق وأغراض تخص صاحبها.ونفذ المتهم بمعية أفراد عصابته الإجرامية، سرقة أخرى همت دراجة نارية بتجزئة البحيرة المتاخمة لإحدى الغابات التي كان يتردد عليها المتهم للمبيت، غير أنه أمر أفراد عصابته بإرجاع الدراجة النارية، بعدما علم أنها في ملكية ابن موظفة بالسجن المحلي بالصويرة.واقترف المتهم جريمة أخرى، تتعلق بالسرقة والضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح، إذ أمر خليلته "س.ح" باستدراج فتاة قاصر تدعى "س.أ"، وهو ما تم إذ شرعوا في احتساء الخمر بالغابة التي يتخذها "الوحش" ملجأ، وفي فترة معينة لاحظ أن أحد شركائه يرغب في ممارسة الجنس على القاصر "س.أ"، فقام بضربه بمدية، إلى أن سقط أرضا، ليقوم الأخير بعد مرور ربع ساعة تقريبا، ويغادر المكان، آنذاك طلب "الوحش" من القاصر، ممارسة الجنس معه، غير أنها صفعته ورفضت طلبه، فوجه لها لكمات إلى وجهها، قبل أن تتدخل خليلته "س.ح" لتهدئة الأوضاع، ليعود مجددا لاحتساء الخمور.ونظرا لأنه كان في حاجة إلى إشباع نزواته الحيوانية، فقد أمسك بالقاصر وطلب منها ممارسة الجنس معه، غير أنها صفعته، فثارت ثائرته، وتحوز مدية، وشرع يوجه إليها الضربات تلو الأخرى إلى أمكان متفرقة من جسدها، إذ أصبح في حالة هستيرية، وقص شعرها بواسطة سكين، وواصل ضربها إلى أن سقطت أرضا مغشيا عليها، وطلب من رفقائه، الامتناع عن تقديم المساعدة لها، ثم عمد إل سرقة هاتفها ونزع حلقتين من المعدن الأصفر من أذنيها.وفي الوقت الذي خلد "الوحش" للنوم، تم نقل الضحية من قبل خليلته وأحد شركائه إلى خارج الغابة، ومن هناك تم نقلها إلى المستشفى، إذ تقرر الاحتفاظ بها نظرا لخطورة حالتها الصحية.كما نفذ المتهم بمعية شركائه العديد من عمليات السرقة في حق الأجانب بالمدينة العتيقة، قبل أن يتم اعتقال أفراد هذه العصابة، ومن بينهم الرأس المدبر، المبحوث عنه لدى مصالح الأمن بالصويرة. محمد العوال (الصويرة)

“وحش” الصويرة .. .مجرم بالفطرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الموكـب الملكـي ... ثغـرات الاختـراق الأمنـي

نساء زغردن لاعتقال "الجربة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات