طفل ليساسفة…تضامن في انتظار القصاص

مواطنون يزورون المكان الذي عثر فيه على عمران مدفونا حيا في الطرق المهملة من أحياء ليساسفة المتناثرة، تلك التي حولتها مشاريع البناء الزاحفة على جنبات البيضاء، إلى مطرح لنفايات مواد البناء، تجمعت حشود المواطنين، كل واحد منهم يسأل عن الحفرة التي دفن فيها عمران حيا، وبعد أن يشبعوا فضولهم بتفاصيل أبشع جريمة اغتصاب تهز قلوب المغاربة، يرفعون مطرقة القاضي، ويحكمون بالإعدام على الفاعل."خاصو الإعدام هذا اللي دار هاذ الشي"، عبارة ترددت على أكثر من لسان، وأعطت صورة واضحة عن رأي المغاربة في جرائم اغتصاب الأطفال، الذين يرون فيها كبيرة الكبائر الجنائية، عكس مراكز القرار التي لم تمتلك بعد الجرأة لوضع جرائم اغتصاب الأطفال في موقعها الحقيقي، وهي خلاصة نقاشات دارت حول الحفرة التي دفن فيها عمران حيا، قبل أن تتحول إلى غضب تفجر في مسيرات ووقفات احتجاجية.ورغم مرور ثلاثة أيام على الواقعة مازال مشاعر الغضب والسخط والمواساة مستنفرة منذ الأربعاء الأسود، اليوم الذي شاء القدر أن يعثر فيه تلاميذ أبرياء على طفل مدفون حيا في حفرة بليساسفة، بعد أن اختطف مساء الثلاثاء الماضي، واغتصب بطريقة وحشية، ودفن حيا. "كان ابني مع الأطفال الذين شاهدوا عمران في وضعية حرجة، وستبقى هذه الصورة عالقة في ذهنه، لأنه مجرد طفل وإن كان عمره 13 سنة، تغير كثيرا منذ تلك اللحظة"، تقول والدة أمين، أحد التلاميذ الذين صدموا بالمشهد المروع. فيما أكدت أم أيوب أن ابنها تأثر أيضا منذ الواقعة، وطالبها بمرافقته إلى المدرسة.تجلى الغضب في مسيرات نظمت في حي ليساسفة ووقفات احتجاجية أمام مخفر الشرطة بالحي نفسه وأمام المقاطعة، والسخط نزل برؤوس عناصر الأمن، التي تقف مكتوفة الأيدي أمام بلاغات اختفاء الأطفال، ولا يسعفها النقص الحاد في الموارد البشرية، في تمشيط المناطق الخلاء القريبة من أماكن الاختطاف، والتنسيق مع دوائر أمنية أخرى لتفتيش كل النقط السوداء المنتشرة في الأحياء، خاصة الجديدة. أما المواساة فظهرت في الزيارات التضامنية لحقوقيين ولمبادرات داخل بعض المدارس لجمع مساعدات لأسرة الضحية، الذي مازال يرقد بين الحياة والموت، في قسم الإنعاش بمستشفى الأطفال بابن رشد بالبيضاء، إذ نظمت فعاليات حقوقية ومستشارون جماعيون وسياسيون من الحي الحسني، زيارة تضامنية مع أسرة الضحية، التي لم تبرح المستشفى، فيما غاب البرلمانيون المنشغلون بحسابات الانتخابات المقبلة.من جهتها قالت والدة الضحية، في اتصال هاتفي أجرته معها "الصباح"، صباح أمس (الجمعة)، إن الأطباء المشرفين على حالة صغيرها، أكدوا لها أن حالته خطيرة، وأنه في حالة غيبوبة منذ أن نقل إلى قسم الإنعاش. وأضافت الأم، التي لم تتوقف عن البكاء، إنها تدعو الله أن يبقي طفلها حيا، خاصة أنها خسرت السنة الماضية طفلا آخر في الرابعة من العمر، نتيجة معاناته مرض السرطان، كما خسرت قبله توأما، مضيفة أن أبناءها يتساقطون كأوراق شجرة، و"لم يبق لي سوى عمران وشقيقه الأصغر لقمان، ومع ذلك الحمد لله". وأحيت قضية الطفل عمران، النقاش حول عقوبة الإعدام، إذ عدا أن المحتجين طالبوا في مسيرات ليساسفة بتسريع الأبحاث وإلقاء القبض على المجرم، كما طالبوا بإعدامه، وردت عليهم مديرية الأمن الوطني ببلاغ، بأن الأبحاث جارية لإيقاف الفاعل، خرجت تصريحات حقوقيين يهتمون بقضايا الطفولة، مطالبة باحترام حق الطفل في الحياة، وأن هذا الحق لا يعلو عليه حق الوحوش التي تنهش أجسادهم في الحياة، وأنه آن الأوان لتطبيق هذه العقوبة في حق كل من تورط في اغتصاب طفل أو هتك عرضه بأي شكل من الأشكال.ضحى زين الدين

طفل ليساسفة…تضامن في انتظار القصاص

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحل هو إخصاء المغتصبين

شريط إباحي يستنفر اليوسفية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات