رحيل المسيوي… العصامي في الرياضة والسياسة

النصيري: تجمع في الراحل ما تفرق في غيره ولم يعرف معنى الهزيمة سوى مرة واحدة طوى عبد العزيز المسيوي، المسؤول الحكومي والرياضي والحزبي السابق، آخر صفحة في حياته، فجر أمس (الاثنين) بالدار البيضاء، حيث فارق الحياة عن عمر يناهز 67 سنة.وعانى عبد العزيز المسيوي، الذي ستشيع جنازته اليوم (الثلاثاء) بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، مشاكل صحية تفاقمت أكثر في الفترة الماضية، فحد من نشاطه، قبل أن يستسلم لها، تاركا وراءه أربعة أبناء هم أمين وسناء ووفاء وعمر، وسجلا حافلا من الإنجازات في المجالين الرياضي والسياسي، وأربعة مؤلفات هي "أضواء على القوانين الجديدة للرياضة" و"ملتمس الرقابة" و"مذكرات نائب برلماني" و"التصريح الحكومي".وكان الراحل، الذي وصفه ابنه أمين بأنه كان عصاميا حتى آخر رمق، قال في آخر حوار مع "الصباح" العام الماضي، إنه بصدد تأليف كتاب آخر عن الرياضة المغربية، بعنوان "الرياضة واقع وآفاق"، "أتناول فيه واقع الرياضة، وأعطي وجهة نظري في القضايا الرياضية".رأى عبد العزيز المسيوي النور في 18 يونيو 1944 بمراكش، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام، ليستقر أكثر في الدار البيضاء، حيث انخرط في فريق الرجاء الرياضي سنة 1969، وكان من مؤسسي الكونفدرالية الدمقراطية للشغل وحزب الاتحاد الدستوري، الذي صار أمينا له لفترة بعد وفاة المعطي بوعبيد، كما كان عضوا في البرلمان الدولي ومسؤولا حكوميا مكلفا بشؤون المغرب العربي بين سنتي 1995 و1996.كان الراحل وراء كتابة نصوص قانون الاحتضان منتصف الثمانيات في عهد الوزير السابق للشبيبة والرياضة عبد اللطيف السملالي، ومن منظمي ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، ومن مرافقي الوفد المغربي إلى الألعاب الأولمبية سنة 1984 بلوس أنجلوس. وارتبط اسم الراحل بالرجاء الرياضي الذي تقلد فيه عدة مناصب تسييرية، وفاز معه بلقب البطولة الوطنية سنة 1988، وكأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1989، كما تولى مهام الكتابة العامة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لسنوات، ورافق المنتخب الوطني في مجموعة من التظاهرات الدولية.يقول محمد النصيري، المسير الرياضي، "كان المرحوم رجلا عصاميا. جسد عصامية نادرة، سواء في تكوينه الثقافي أو المهني، فقلما عرفه كثيرون حتى سطع نجمه على المستوى الرياضي، بمعية الأستاذ الكبير عبد اللطيف السملالي، الذي اقتنع بكفاءاته، فكان واحدا من فريقه الذي اعتمد عليه في تنظيم الألعاب المتوسطية لسنة 1983".وأضاف النصيري "المسيوي لم يكن يفرق بين الليل والنهار في تلك التظاهرة. اقتربت منه كثيرا، لأنني كنت أحد المسؤولين الفرعيين في التنظيم. فقد كان يشتغل مثل آلة لا تتوقف، بجواره فنجان قهوة سوداء وعلبة سجائر، وأمامه ا أكوام من الأوراق والملفات".ويتابع "كان المسيوي مرجعا في الميدان الرياضي في التأليف والقوانين والحضور الدائم، مجسدا قدرته على تجاوز وضعيته الصحية التي جعل منها عامل قوة وشحنة إضافية للعطاء والابتكار، كما شاءت الأقدار أن أكون مع الرجل في الجانب السياسي إذ سهر الليل ليهيكل حزب الاتحاد الدستوري، كحزب حرج من معطف مرحلة في تاريخ المغرب، كان رائده الراحل المعطي بوعبيد ورفيق دربه عبد اللطيف السملالي، ولمست في الرجل الثقافة الواسعة، والاهتمام بالجوهر قبل الشكل في معالجته لكل المواضيع".ويرى النصيري أن كفاءة المسيوي ومؤهلاته جعلته عنصرا استراتيجيا في الحزب والحكومة والفرق البرلمانية والجماعات المحلية والرياضة، "فقد تجمع فيه ما تفرق في غيره، ولم يعرف معنى الهزيمة إلا مرة واحدة، حين غلبه المرض". عبد الإله المتقي

رحيل المسيوي… العصامي في الرياضة والسياسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غريتس يطالب بتأهيل الكوثري وامرابط

الرويسي أبرز المرشحين لقيادة الديربي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات