المنتوجات العضوية المغربية تغري الألمان

استطاع الرواق المغربي في معرض «بيوفاش 2016»، الاستحواذ على اهتمام الألمان، سواء المستهلكين أو المستوردين، إذ جذب الرواق الممتد على مساحة 178 مترا مربعا، عشرات الزوار منذ اليوم الأول، من خلال تنوع المنتوج المعروض وصرامة الشروط الخاصة بحمل علامة «بيو»، ذلك أن جميع المشاركين حاصلون على هذه العلامة من منظمات المصادقة على الجودة في أوربا وأمريكا الشمالية، وهو ما ساعد على كسب ثقة الزوار الألمان، الذين يقبلون بشكل كبير على المنتوجات العضوية، ويولون أهمية كبرى لشروط الإنتاج والتسويق، يؤكد سليم قباج، رئيس الجمعية المغربية لمنتجي الزراعة العضوية، الذي أوضح في تصريح لـ»الصباح»، أهمية المشاركة في مثل هذه التظاهرات، للتعريف بالمنتوج العضوي المغربي، خصوصا أن أسواقا مثل ألمانيا وبولونيا والدول الاسكندنافية، وكذا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة، تحوي فرصا تجارية عذراء، وتتيح تعزيز قدرات التصدير، إذ يتعين في هذا الشأن الاهتمام بتثمين المنتوج العضوي، وإيجاد قنوات مثالية لتسويقه في هذه الأسواق.ويتحدث الخبير في المنتوجات العضوية، عن مزايا الجودة والسعر والقرب الجغرافي لتسويق المنتوج العضوي بالسوق الألماني، مؤكدا أن أسواقا مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، لم تعد واعدة بالنسبة إلى المنتجين المغاربة، وبالتالي يتعين تكثيف الجهود التسويقية في دول أخرى، والتركيز على تسويق المنتوجات المحولة، ذلك أن عملية التحويل تساهم في رفع قيمة المنتوج بزائد 300 % في أحيان كثيرة، مشيرا إلى أن مخططات التصدير الجديد، تستند إلى تطور إجمالي المساحة المزروعة بالمنتوجات العضوية من 11 ألف هكتار قبل 20 سنة، إلى 20 ألف هكتار حاليا، مشددا على أن هذه المساحة تظل غير كافية، ويتعين توسيعها مستقبلا، ذلك أن فرنسا مثلا، تتوفر على مساحة مزروعة تصل إلى مليون و300 هكتار من منتوجات «البيو»، وبالتالي فتوسيع المساحة المزروعة وتعميم المصادقة على علامة «بيو»، رهان المرحلة المقبلة، إلى جانب تدعيم التواصل بين الوزارة الوصية والفاعلين حول آفاق القطاع، ضمن اللجنة الوطنية للإنتاج البيولوجي.وعاينت «الصباح»، خلال جولة في الرواق المغربي بمعرض «بيوفاش 2016»، إقبالا من لدن الزوار على المنتوجات العضوية المغربية، خصوصا النباتية منها، وما يرتبط بها من زيوت، وهو مبتغى ستيفان رايز، مستورد وموزع زيت زيتون ألماني، الذي يبحث عن تعزيز عرضه من المنتوج البيولوجي، موضحا أن لديه زبناء يتوفرون على شبكات خاصة من المتاجر التي تسوق هذا النوع من المنتوجات، يطلبون باستمرار كميات أكبر من زيت الزيتون «البيو»، مشيرا إلى أنه يدرس عروضا للاستيراد من تونس وإسبانيا حاليا، فيما شدد على مزايا المنتوج المغربي، الذي يتوفر على شهادة مصادقة دولية، مقبولة في السوق الألماني، ويعرض بسعر تنافسي، إلا أنه عاد ونبه إلى قلة الكميات المعروضة من قبل المنتجين المغاربة، ما سيصعب الحصول على تعاقدات ضخمة.وبهذا الخصوص، أكد لحمر محمد، نائب رئيس الجمعية المغربية لمنتجي الزراعة العضوية، أهمية تجميع سلاسل الإنتاج في الزراعات البيولوجية، في إطار تجمعات التعاونيات «GEO»، ورفع الإنتاج إلى مستويات كبيرة، موضحا أن الجهود المبذولة من قبل وزارة الفلاحة ما زالت غير كافية، مقارنة مع أهمية القطاع وجدواه التجارية، فرغم التقدم الحاصل على مستوى الإطار التشريعي، إلا أن الجانب التمويلي ما زال محدودا، خصوصا ما يتعلق بالتمويلات المقدمة من قبل مجموعة القرض الفلاحي، وكذا دعم تكاليف المصادقة على علامة «بيو»، مشيرا في هذا الشأن إلى أن دعم الدولة يصل إلى 100 % في هذا الباب بتونس مثلا، مؤكدا في الآن نفسه، أن من شأن توسيع دائرة المستفيدين من المصادقة على الجودة، تعزيز جهود تثمين المنتوجات البيولوجية المغربية في الخارج، بما يدعم جهود التصدير.

الملك يطلق العد العكسي للانتخابات البرلمانية

بيزنـس "البيـو"... تطلعـات نحـو التصديـر

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات