تسبب حادث إطلاق الذخيرة الحية من قبل القوات العسكرية الجزائرية بالشريط الحدودي بفكيك، مساء الجمعة الماضي، في وفاة شاب يتحدر من قبيلة بضواحي بوعرفة، وإصابة قريبه بجروح قبل اعتقاله ونقله إلى الجهة الأخرى، فيما تكلفت عناصر الدرك الملكي بنقل الخبر إلى والديهما وأسرتهما بقبيلة أولاد مسعود بالجماعة القروية عبو لكحل.واستنفر الحادث الجديد القوات العسكرية المغربية وعناصر الدرك الملكي وأعوان السلطة والقوات المساعدة التي قامت بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة الحدودية التي تعرف، منذ أسبوعين، توترا كبيرا، بسبب إغلاق جميع المنافذ والممرات في وجه مجموعات المهربين، بعد الشروع في أشغال توسعة الخندق الترابي المحاذي للسياج المغربي.وأكدت مصادر متطابقة لـ"الصباح"، صحة الأخبار التي تداولتها جمعيات حقوقية ومدنية بعد ساعات من إطلاق الذخيرة الحية على شابين تربطهما علاقة عائلية يبلغان من العمر حوالي 25 سنة، إذ اخترق الرصاص جسد أحدهما على بعد أمتار من الشريط، فيما اعتقل الثاني داخل التراب الجزائري، ورحل إلى مكان مجهول.وتداولت المصادر عددا من المعطيات حول أسباب وجود الشابين قرب الشريط الملغم بقوات الحرس الحدودي الجزائري. ففيما قال مصدر إن الشابين كانا يستعدان إلى تهريب كميات من المخدرات الصلبة تقدر بثلاثين كيلوغراما عبر هذه المنطقة القريبة من فكيك، قال مصدر ثان، إن الشابين من أبناء القبيلة ويقطنان بالمنطقة نفسها وقد يكونان من رعاة الغنم، وكانا يتعقبان قطيعهما في تضاريس متشابهة جغرافيا بين المغرب والجزائر ووجدا نفسيهما مباشرة أمام رصاص العسكر الجزائري.وقالت المصادر إن عناصر الدرك الملكي باشرت التحقيق في الحادث في سرية تامة، فيما لم تعرف أي معطيات عن هوية الضحية المغربي وقريبه المعتقل. وتتكرر حوادث إطلاق النار في هذه المنطقة الشاسعة بين فكيك وبوعرفة المتاخمة للحدود الغربية الجزائرية. ويأتي هذا الحادث بعد استعمال الذخيرة الحية ضد فلاح مغربي السنة الماضية، أعقبته حالة استنفار قصوى على الحدود. وعلاقة بحوادث الحدود، علمت "الصباح" أن ثلاثة شباب تعرضوا إلى إصابات بالغة، قبل ثلاثة أيام، حين حاولوا اقتحام الخندق الترابي، فسقطوا وسطه على عمق 10 أمتار، ما تسبب لهم في كسور مختلفة، نقلوا إثرها إلى المستشفى.يوسف الساكت