دعا إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الذي بات يحلم برئاسة الحكومة المقبلة، في تطور مفاجئ، برلمانيي حزبه الذين اجتمع معهم، الثلاثاء الماضي، بمقر البرلمان، إلى نهح "معارضة حكيمة"، وعدم سب الوزراء.وهدد العماري الذي استقبل أول أمس (الأربعاء) في المقر المركزي لحزبه بالرباط، سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بفضح كل برلماني "بامي"يتغيب عن الحضور إلى المؤسسة التشريعية لمراقبة العمل الحكومي، والرفع من وتيرة التشريع، ومحاسبة الحكومة، وذلك أمام المواطنين الذين صوتوا لفائدته، وأمام الرأي العام الوطني. وتحدث إلياس في أول اجتماع له مع برلمانيي حزبه من الفريقين بلغة "قاسحة"، عندما قال لهم "لا مكان لمن يبحث عن الامتيازات والمناصب داخل الأصالة والمعاصرة، وألف مرحبا بمن يريد أن يخدم البلاد". وقال إلياس الذي حث برلمانيي الحزب على تفعيل وتقوية الدبلوماسية البرلمانية، والقطع مع دبلوماسية السفريات التي يمارسها نواب آخرون من خارج حزبه "أعرفكم واحدا واحدا، واللي تيقلب على شي حاجة أخرى، راه ما غاديش يلقاها هنا"، في إشارة منه إلى غضب بعض الأسماء التي كانت ترغب في الحصول على منصب سفير. وأفادت مصادر مطلعة "الصباح"أن إلياس العماري، الذي يستعد رفقة مقربين منه لإصدار صحيفة ورقية تكون ناطقة باسم الحزب، عقد الاجتماع مع أعضاء فريقي حزبه، وذلك بهدف التواصل الفعال ومنح دينامية جديدة للحزب عبر واجهة المؤسسة التشريعية. وأوضح العماري الذي بات يراهن على احتلال حزبه للمركز الأول في استحقاق سابع أكتوبر المقبل، والبحث عن رئاسة الحكومة، سواء في شخصه، أو استقطاب شخصية معروفة في الأوساط الحكومية الحالية تتحدر من منطقة سوس، أن اللقاء هو مناسبة لإطلاع النواب والمستشارين "الباميين"، على تفاصيل الأجندة الحزبية للفترة المقبلة، مشددا على أهمية تكريس سلوك الالتزام البرلماني والانضباط لقرارات رئاسة الفريق، وكذا لقرارات الحزب. كما يتوجب على كل برلمانيي الحزب، يقول العماري، المساهمة في تقوية التنظيم الحزبي على امتداد التراب الوطني، وكذا اعتماد خطة إعلامية وتواصلية فاعلة داخليا وخارجيا وعلى مختلف المستويات لضمان تفاعل أكثر لهياكل الحزب في ما بينها وفي علاقتها بمحيطها. وأشار الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى مجموعة من القرارات التي اتخذت على مستوى المكتب السياسي والمكتب الفدرالي والتي تهم بالأساس تطوير أداء الحزب وتفعيل دور الدبلوماسية الحزبية واعتماد آليات جديدة في هذا السياق والانفتاح أكثر على مغاربة العالم. وفي ما يتعلق بتدبير علاقات الحزب مع المؤسسات والهيآت الوطنية، أوضح العماري أنه ستتم دراسة تدبير العلاقات مع باقي الشركاء السياسيين والحزبيين لما فيه المصلحة العليا للوطن، وأن المكتب السياسي للحزب قد شكل لجنة لهذا الغرض. ولم يستبعد مصدر قيادي من "البام"أن يتم الإعلان عن صلح "تاريخي"مع العدالة والتنمية، وليس رئيس الحكومة، في شخص بنكيران. ويترقب مناضلون في "البام"تشكيلة المكتب الفدرالي الجديد الذي سيكون هو من يتحمل إنتاج ومراقبة وتفعيل كل مناحي الحياة التنظيمية للحزب، بدل المكتب السياسي الذي سيتحول إلى هيأة "صورية"، لا تغني ولا تسمن الحزب من جوع، على حد قول مصدر بارز من الحزب نفسه.عبد الله الكوزي