متسول بالرباط ينعت قاضيا بـ “كرش الحرام”

رفض منحه صدقة فوجه إليه عبارات بذيئة تحيل الضابطة القضائية على النيابة العامة، الكثير من الملفات المرتبطة بالتسول، ويتم تكييف تهمة التسول في بعض الأحيان إلى تهم أخرى، حسب نتائج الأبحاث والاعترافات.ومن ضمن الملفات التي سبق أن أحيلت على ابتدائية الرباط، ملف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة طلب صدقة من قاض غير بعيد عن المحكمة الابتدائية بالرباط، وبعدما رفض منحه "صدقة" رد عليه المتسول بعبارة "كرش الحرام" وبعدها ربط المسؤول القضائي الاتصال بالضابطة القضائية بالمنطقة الأمنية الأولى، التي قامت بإيقافه ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معه في تهم التسول والسب والقذف. وأحيل المعاق الذي يلقب ب"الترومبي" في حالة اعتقال على وكيل الملك، قصد استنطاقه في التهمة المنسوبة إليه، وجرى إحضاره على متن كرسيه المتحرك.وبعد ذلك تطوع المحامي سعيد بشيري من هيأة الرباط، للدفاع عن الموقوف، وحضر معه جلسة الاستنطاق، وبعد ملتمس إلى النيابة العامة، أوضح فيه بشيري أن الموقوف يعاني ظروفا اجتماعية مأساوية وأن اعتقاله سيزيد من تعميق أزمته، فمتعته النيابة العامة بالسراح المؤقت، وتنازل له المسؤول القضائي عن المطالب المدنية. وبعــد مراحـل من التقاضي أدانت المحكمة الابتــدائيــة المتســول بعقوبــة حبسية موقــوفــة التنفيــذ، وراعــت رئيــسة الجلســة ظــروف التخفيــف في حقه، بعـدما تبين أنــه يعيــش مآسي اجتماعــية، كمــا اعتبر دفــاعه أن القيام بشـؤونه من واجبات ذويه أو مؤسسات الرعاية الاجتمـاعية تحــت ضمان ومسؤولية الدولــة طبقــا للمــادة 54 من مدونة الأسرة.وفي سياق متصل، أوضح بشيري أن الكثير من الحملات الأمنية بمدن الرباط وسلا وتمارة، تسقط العشرات من المتسولين، الذين يجري وضعهم رهن الحراسة النظرية قصد تقديمهم إلى النيابة العامة، بتهمة التسول.ويرى المتحدث ذاته أن تهمة التسول يمكن أن تتطور إلى تهمة أكثر عقوبة وهي الابتزاز أو التهديد بارتكاب جريمة والسب والقذف أو السرقة، في حال ما رفض الضحايا منح صدقات إلى المتسولين، مشيرا إلى الضابطة القضائية إذا تبين لها من خلال وسائل الإثبات أن التسول مرتبط بتهم أخرى، يجد الموقوف نفسه أمام الاعتقال الاحتياطي. وأوضح بشيري أن النيابة العامة تلجأ إلى متابعة المتسولين الذين تثبت في حقهم تهمة التسول فقط في حالة سراح، فور استنطاقهم، كما يجرى في بعض الأحيان إحالة البعض على مراكز الإيواء بالمدينة العتيقة للرباط، أو مركز مؤسسة الرعاية الاجتماعية بعين اعتيق.ومن خلال ما عاينته "الصباح" في الكثير من الحملات فإن المتسولين يرفضون صعود سيارات النجدة، خوفا من إيداعهم مراكز الرعاية الاجتماعية بالمدينة العتيقة للرباط أو مركز عين اعتيق ضواحي الصخيرات، ما يحدث متاعب للأمن خصوصا من قبل المسنات.وبات المتسولون يطلقون سيقانهم للريح فور مشاهدتهم لدوريات الأمن الوطني أو القوات المساعدة، كما يرفض الكثير منهم التوقيع على محاضر الاعتراف أمام الضابطة القضائية.عبد الحليم لعريبي

متسول بالرباط ينعت قاضيا بـ “كرش الحرام”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نمط الاقتراع يقصي أحزابا من السباق الانتخابي

كراء الأطفال

مقالات ذات صلة