من الجندية إلى الشارع

يتفحص (ع.ب)، وسام الاستحقاق الوطني بدرجة ممتاز الذي زينت به سترته الكاكية ذات توشيح ملكي للمرة الألف، ويعيده من جديد إلى غشائه، ثم يغرسه، متحسرا، تحت قطعة كارتون يفترشها في العراء، وقربه زوجته وأبناؤه الستة، بعد طردهم من المنزل، حيث كانوا يقطنون أزيد من 35 بالبيضاء.لا يملك (ع.ب)، العسكري السابق في القوات المسلحة الملكية، غير وسام ملكي وحزمة وثائق ومئات "الوصولات" يشهرها أمام عدسات الكاميرات، مؤكدا أنها دليل قاطع على وفائه بأداء واجبات كراء المنزل الذي كان يقطن به مباشرة بعد التحاقه بسلك الجندية، وحرص على الالتزام بهذا الواجب، حفاظا على أمن أبنائه وأسرته من التشرد، بعد أن حالت الظروف وقلة ذات اليد في امتلاك منزل أو شقة يقيهم شر الكراء.يقول الجندي السابق إنه كان مواظبا على أداء واجباته، بل إنه كان يؤدي أشهرا مقدمة، بسبب طبيعة اشتغاله وغيابه عن المنزل، وحتى لا يقع في دائرة المماطلة، إذ كان أصحاب المنزل يتحينون أي خطأ لتصيده وإيقاعه في حبال القضاء من أجل الإفراغ، وبالتالي الاستفادة من هامش رفع السومة الكرائية للمنزل نفسه مستقبلا.وأكد الجندي أنه بعد أن أحكم إغلاق جميع المنافذ التي يمكن أن تتسرب منها بعض التجاوزات تكون ذريعة لإفراعه من شقته، لجأ أصحاب الملك، حسبه إلى حيلة شيطانية، حين رفعوا عليه دعوى قضائية زعموا فيها أنهم وجهوا إليه إنذارا من أجل أداء واجبات كراء متأخرة لمدة شهرين، ما فوجئ به، كما فوجئ بتحديد تاريخ جلسة المحكمة التي أصدرت حكمها ابتدائيا بإنصافه بناء على الأدلة القاطعة والرسوم الثابتة مع مذكرة الطعن بالزور الفرعي التي تقدم بها دفاعه إلى المحكمة.وبدا أن هذا الحكم لم يرق أصحاب المنزل، يقول الجندي، إذ لجؤوا إلى استئنافه، مستندين إلى "شطارة" محام من العائلة، ونفوذ وخبرة قاض "صديق"، إذ انقلبت الأحكام إلى العكس تماما، وصدر قرار بالإفراغ من المنزل جرى تنفيذه بواسطة القوة العمومية أمام أنظار السكان، علما أن محامي المشتكي دفع بمذكرة وقف التنفيذ بموجب الفصل 163 من مسطرة العقار الذي يعطي كامل الحقوق لوقف التنفيذ، في انتظار صدور قرار نهائي عن محكمة النقض.يوسف الساكت

من الجندية إلى الشارع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتقان جديد بوزارة بلمختار بعد عزل 120 أستاذا

افتتاح أكبر سوق بإنزكان يشغل أزيد من 6000 شخص

مقالات ذات صلة