وصف عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة، إلياس العماري، المنتخب حديثا، أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، بأنه " بانضي" يمارس السياسة بالمناورات، والدسائس، للتشويش على إصلاحات الحكومة، ويكسر تحالفات حزب " المصباح" باستقطاب حلفائه المقربين لإفساد تشكيل المجالس الترابية ، وفق ما أكدته مصادر " الصباح". وكشفت مصادر "الصباح" أن بنكيران في اجتماع عقده أخيرا بأطر حزبه بالرباط، لصياغة البرنامج الانتخابي للحزب، ميز بين نوعين من السياسة، واحد يمارس من قبل البعض لأجل تحقيق منافع خاصة، وآخر يمارس ب " المعقول" وهو ما يصبو إليه المغاربة، حتى ولو ارتكب الفاعل السياسي أخطاء. وأوضح بنكيران أن المغرب منذ استقلاله شهد صراعا بين تيار وطني يسعى إلى تطوير البلاد، وآخر إلى نهبها، من خلال إفساد العقول والسلوكات، وأن حزب الأصالة والمعاصرة من النوع الثاني الذي يراكم الأموال والثروات، متسائلا عن مصدر غنى إلياس العماري، وعن الكيفية التي استثمر بها 6.5 ملايير سنتيم لإطلاق مشاريعه الإعلامية الخمسة، ومصدر تلك الأموال. وأكد بنكيران أن حزب " البام" لم يفز في الانتخابات السابقة، مستندا على ذلك بعدم تنظيمه لأي تجمع احتفالي، مشيرا إلى أن حاملي مشاريع سياسة " المعقول" هم من سيفوزون، وليس مستعملو الدسائس والمناورات التي لا تجدي نفعا، حاثا الجميع على تعبئة الكفاءات، والتشبث بالقيم الوطنية، وعلى رأسها الدين الإسلامي والوحدة الترابية، والخيار الديمقراطي، والنظام الملكي، مشددا على أن المؤسسة الملكية هي عماد ووحدة الأمة، وبدونها لا يتحقق أي إصلاح. وأضاف بنكيران أنه سيخوض الحملة الانتخابية لحزبه، لحظة فتحها قانونيا، بالطريقة نفسها التي خاض بها حملته في الانتخابات الجماعية والجهوية والتي جال فيها مختلف الجهات، وهاجم فيها العماري وحزبه. وأعلن بنكيران عن موعد لإجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، محددا إياه في الأسبوع الأول من أكتوبر، ما يعني ازدحاما في الأجندة السياسية، لأن الملك محمد السادس سيفتتح دورة الخريف في الجمعة الثانية من أكتوبر، كما أن الفصل 62 من الدستور يرغم الحكومة على إجراء انتخابات مباشرة بعد انتهاء ولايتها، ما يحتم على بنكيران مراجعة تاريخه المعلن لرفاقه في الحزب. ورحب بنكيران بالحوار الذي أجرته وزارة الداخلية مع أساتذة الغد، في إطار المرسومين، مضيفا "إذا استمررنا في التخوف من التكوين فإننا سنغامر بالبلد، وأنا أفضل أن أغامر بحزبي". وكشف بنكيران عن لقاء أجراه معه عزيز أخنوش، وزيره في الفلاحة والصيد البحري، بخصوص الإشراف على صندوق محاربة الفقر والتهميش في القرى والجبال، مؤكدا تبديده لسوء الفهم بينهما، مشددا على وجود ثقة متبادلة بينه وبين وزيره في الفلاحة، مشيرا إلى أنه استقبل أخنوش بحي الليمون بالرباط، وتم طي الملف بصفة نهائية. وأضافت المصادر أن بنكيران قال إنه اصطدم بمقاومة تغيير العقليات بالمغرب التي تتجه نحو خدمة المصالح الذاتية والحزبية الضيقة التي دأب على رؤيتها المواطنون، وهي التي تعني وضع حلول تعجب الناس وتدغدغ مشاعرهم حتى ولو أدت إلى تخريب الاقتصاد الوطني وتدمير المؤسسات، بدلا من حلول تطمئنهم على مستقبلهم حتى ولو كانت صعبة جدا تستلزم من الجميع التضحيات. أ. أ