قبل ساعات قليلة على موعد انطلاق مسيرة الأساتذة المتدربين، سارعت حكومة عبد الإله بنكيران، التي مثلها والي جهة الرباط، إلى دعوة المطالبين بسحب مرسومين وزاريين، يفصل أحدهما التوظيف عن التكوين، ويقلص الآخر قيمة المنحة، إلى عقد اجتماع، بحضور ممثلي خمس مركزيات نقابية، وأعضاء المبادرة المدنية لحل مشكلة أساتذة الغد، من أجل ثنيهم عن النزول إلى الشارع.وكشف سفيان أيت العمري، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، إن المحتجين استجابوا للدعوة، وجلسوا، مساء أول أمس (السبت) على طاولة الحوار، مشيرا إلى أن والي الرباط الذي أكد أنه يمثل الحكومة، اشترط عدم مناقشة المرسومين، خلال الاجتماع.وأوضح أيت العمري أن المسؤول عرض صفقة الحكومة من أجل التراجع عن تنظيم المسيرة، وتعليق الاحتجاجات، موضحا أنه بعد ما يقارب ثلاثة أشهر من مقاطعة الأساتذة المتدربين، للدراسة في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وما رافق ذلك من اعتصامات ومسيرات مطلبية، أبانت الحكومة عن استعدادها لتوظيف عناصر الفوج الحالي على دفعتين بعد مباراتين، الأولى في شهر غشت من 2016 والثانية بعد أجل لا يتعدى أربعة أشهر.وكشف المتحدث ذاته، أنه خلال الاجتماع الذي دام حوالي ساعتين، ونصف الساعة، تعهد الوالي، في حال تراجع الأساتذة المتدربين عن احتجاجاتهم، بالاستمرار في الحوار حول المنحة، وفي النقاش العمومي في مجالاته حول المواضيع ذات الصلة.واسترسل عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين "استجبنا لدعوة الحكومة من أجل عقد الاجتماع، وتوصلنا بمقترحاتها، ولدينا مقترحات أخرى من أجل العودة إلى الدراسة، وتعليق الاحتجاجات، إذ نشدد على ضرورة سحب المرسومين بشكل نهائي"، مضيفا أنهم لم يرحبوا بالاتفاق، سيما أنهم يعتبرونه مقاربة أمنية للملف، ولا يهدف، إلى إنقاذ التعليم بالمغرب. ومن جانبه، تحدث محمد بلحرش، أستاذ متدرب حضر الاجتماع، أن خلافا كان حول أرضية النقاش، مضيفا في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح، أن الأساتذة المتدربين استجابوا لدعوة الحكومة من أجل مناقشة النقطة المتعلقة بسحب المرسومين، إلا أنهم فوجئوا بوالي الجهة، يفرض عليهم التطرق إلى نقطة أخرى، وهي التوظيف.وأوضح بلحرش أن الاجتماع تحول إلى جلسة للاستماع لمقترح الحكومة، على أساس رفعه إلى التنسيقية من أجل التداول فيه، مشيرا إلى أن الحكومة تنتظر الجواب، وبما أن الأساتذة المتدربين مطلبهم واضح ولا تراجع عنه، ستعمل التنسيقية على إعلان موقفها الرسمي الرافض للمقترح، خلال الاجتماع الذي سيعقد خلال الأيام المقبلة.يشار إلى أن الحكومة تنتظر مداولات ممثلي الأستاذة للعودة إلى الدراسة، خلال لقاء من المنتظر أن يعقد الأسبوع المقبل، بهدف مناقشة المقترح المطروح على ضوء المقترحات التي ستأتي باقي الأطراف، علما أن أعضاء المبادرة المدنية لحل مشكلة أساتذة الغد ، وجهات أخرى، على أتم الاستعداد للاستمرار في المساهمة من أجل تمتين جسور الحوار، وتقريب المواقف والبحث عن الضمانات التي ترضي الجميع.إيمان رضيف