خرج عشرات النقابيين والحقوقيين، ينتمون إلى مختلف الأطياف، من شباب حركة 20 فبراير، وحقوقيي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وقيادات من العدل والإحسان، فضلا عن فعاليات سياسية، للتعبير عن مؤازرتهم للأساتذة المتدربين، في معركتهم الاحتجاجية، سيما بعد أحداث "الخميس الأسود"، التي تعرضت خلاله مسيرات جهوية نظمها الأساتذة المتدربون إلى تدخل أمني عنيف أسفر عن إصابة العشرات من الأساتذة بجروح بالغة، وكسور ومضاعفات صحية وصفت بالخطيرة. وعلاوة على الحقوقيين، عرفت الوقفة التي دعت إليها عدة هيآت حقوقية ونقابية وسياسية، مشاركة عشرات الأساتذة المتدربين بمراكز التكوين الجهوية، فضلا عن ممثلين عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، صدحت حناجرهم بشعارات تستنكر "التدخل الأمني لقمع احتجاجات أساتذة" طالبوا برفع الحيف عنهم والتراجع عن المرسومين "المشؤومين" القاضيين بتقليص المنحة إلى النصف، وفصل التكوين عن التوظيف، واصفين ما حصل الخميس الماضي، ب"الهجمة الشرسة"، و"المجزرة الحقيقية"، في حق أساتذة الغد. وحظي رئيس الحكومة بحصة الأسد من الشعارات، التي وصفته ب"الديكتاتور" و"المستبد"، مرددين بين الفينة والأخرى "بنكيران رمز القمع والاستبداد والسياسة التهريجية"، ليطالبه جموع المشاركين في وقفة ب"الرحيل". وانتقل المحتجون إلى التنديد بقرارات وزير التعليم، رشيد بلمختار الذي نال نصيبه من الانتقادات هو الآخر، ومطالب العزل من المنصب، مرددين "يا الوزير طل علينا وبلا حشمة قول لينا، هاد الخدمة سدينا، والتعاقدات بدينا"، قبل أن "يهاجم" المحتجون باقي المسؤولين الحكومين، ويعتبرون أن أداءهم كان "صفرا". وزير الداخلية بدوره لم يسلم من موجة الانتقادات التي وجهها الأساتذة المحتجون مآزرين بالحقوقيين الذين استنكروا تصريحاته الأخيرة تعليقا على ما وقع الخميس الماضي، واعتبروا مضمون بلاغ وزارة الداخلية يحمل الكثير من التضليل للرأي العام، مرددين"أحصاد مشيتي غالط، مابقاو يخلعونا زراوط"، فيما حمل العشرات صورا لضحايا "الخميس الأسود"، ولافتات خط عليها "لا تحرموا الأستاذ قوت عيشه"، وآخرون رفعوا أعلام حركة "20 فبراير"، دون أن يتوانى الجميع في ترديد شعار الحركة، "كرامة، حرية، عدالة اجتماعية"، الذي كان يفصل بين شعارات تناوب على إطلاقها قيادات تمثل الفعاليات المشاركة في الوقفة. وطالب المحتجون بإسقاط المرسوم الحكومي الذي يمنع خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من التوظيف المباشر، مؤكدين مضيهم قدما في نضالاتهم ومتوعدين رئيس الحكومة بمزيد من التصعيد "علاش جينا واحتجينا، إما بيك إما بينا"، ومنبهين من خلال شعارات رددوها خلال الوقفة أن قمع عناصر الأمن وتدخلاتهم لن تنجح في إسكاتهم، وأن قضيتهم صارت قضية كل المغاربة، مؤكدين بصوت واحد "قولوا لتجار التعليم دمي وهبتوا للقضية، لا تعاقد لا تسليم للمشاريع الخصوصية". هجر المغلي