جدد الكونغرس الأمريكي بغرفتيه، الدعم القوي والقاطع للحزبين الجمهوري والديمقراطي، للسياسة الأمريكية السارية، منذ زمن بعيد، والداعية إلى حل تفاوضي لقضية الصحراء، بناء على مخطط الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، داعيا القطاع الخاص الأمريكي إلى الاستثمار في الأقاليم الجنوبية. وتضمن قانون المالية الأمريكي لسنة 2016، الذي صادق عليه الكونغرس، الجمعة الماضي، ووقعه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما عليه، إشارة واضحة إلى ضرورة أن تشمل المساعدة الأمريكية المخصصة للمغرب كافة التراب الوطني، بما في ذلك أقاليمه الجنوبية.وينص هذا التقرير بوضوح على أن الأموال المخصصة لمساعدة المغرب يتعين أن تكون "متاحة" أيضا لفائدة الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن الكونغرس الأمريكي "ما يزال يعبر عن قلقه إزاء عدم التوصل إلى حل لنزاع الصحراء، وإزاء وضعية سكان مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر".والمثير في قرار الكونغرس هذه المرة، ليس فقط الحديث عن الاستثمارات الأمريكية في الصحراء، وإتاحة المساعدات المالية لسكان الأقاليم الجنوبية للمملكة، بل دعوته كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، إلى العمل في اتجاه التوصل إلى حل متفاوض بشأنه لهذا النزاع، وذلك تماشيا مع السياسة الأمريكية، التي تدعم حلا يرتكز على المخطط المغربي للحكم الذاتي، مؤكدا أن هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة ستقود بطبيعتها نحو حل واقعي لهذا النزاع الذي طال أمده، وإلى إنهاء مهمة البعثة الأممية الموجودة، منذ أزيد من عقدين من الزمن.ويرى مراقبون في هذه الدعوة، إعلانا عن دور أكبر للولايات المتحدة الأمريكية في الأشهر المقبلة، خصوصا مع إعلان بان كي مون، الأمين العام الأممي، ومبعوثه الخاص إلى الصحراء عن ست زيارات، السنة المقبلة إلى المنطقة، من أجل الدفع بالجهود السياسية لتجاوز حالة الجمود التي باتت تطبع تسوية نزاع الصحراء، بعد 40 سنة من افتعاله، من قبل الجزائر وصنيعتها بوليساريو ويأتي دعم الكونغريس اليوم لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، لينضاف إلى دعم ثلاث إدارات أمريكية متتالية، ابتداء من بيل كلينتون، إلى باراك أوباما، مرورا بإدارة جورج دبليو بوش.برحو بوزياني