لشكر: الاتحاد حزب المستقبل

القيادة تحاصر الغاضبين بآليات جديدة ظلت الحركة الاتحادية في مفهومها السياسي العميق مشروعا متوجها في كافة محطاته إلى المستقبل. ومنذ التأسيس، آمن الاتحاديون بالآلية الجديدة في البناء، انسجاما مع تطورات المجتمع وتطلعاته في البناء الديمقراطي المؤسساتي ما بعد الاستقلال، لهذا ظل الاتحاديون بمختلف قناعاتهم في الأشكال التنظيمية التي عرفها الاتحاد الاشتراكي حتى في محطات الانشقاق التي طبعت تاريخه مشدودين إلى مفهوم "المشروع" وآليات تصريفه في المجتمع والاقتصاد والثقافة والفكر والتربية على المعرفة.هذا المنحى جاء في أرضية انتخاب لشكر في المؤتمر التاسع، التي شكلت دفاعا واضحا وصريحا عن آليات جديدة في الدفاع عن العمل المؤسساتي لتقوية الجبهة الداخلية، ولم شتات الحزب بالعمل التنظيمي الإستراتيجي المنظم والعادل بين كافة الاتحاديين والاتحاديات، والاحتكام إلى الآلية الديمقراطية الداخلية بمرجعية القوانين، التي تم تفعيلها بمجرد وصوله إلى مقعد الكتابة الأولى، عبر لجن الحزب الموضوعاتية، مرورا إلى المصادقة عليها في اللجنة الإدارية والمجلس الوطني.لقد سهلت الآليات تدبير عودة مناضلين في الحركة الاتحادية إلى صفوف الحزب، والمعني هنا "الحزب الاشتراكي" بقيادة عبد المجيد بوزوبع، والحزب العمالي بقيادة عبد الكريم بنعتيق، الذي اختار الإقامة الدائمة في باريس، بدل "صداع رأس".وفي اللجنة الإدارية الأخيرة، بدا لشكر أكثر تطلعا إلى لم شمل الاتحاديين، رغم كل الضربات القاسية التي تلقاها من أقرب المقربين من أطر الحزب وقيادته، ليعلن أن الحزب بصدد مناقشة آليات أخرى في اللجان الموضوعاتية الداخلية التي قال عنها مصدر "الصباح"، إنها تنطلق من فلسفة الإبداع في جعل الآلية رهن إشارة الإيمان بمشروع الحزب الاشتراكي الكبير، الذي يشكل الاتحاد الاشتراكي جسره المتين. إن هذا الجسر لا ينطلق من مفهوم الزعامات والذوات العابرة، بل من الواقع الذي يستعصى اليوم على خصوم الاتحاد، اقتلاع امتداده السياسي داخل الوطن وخارجه، رغم كل الاقتلاع الانتخاباوي الممنهج المحكوم بمسلسل غير سليم في تفعيل القوانين المنظمة للعملية الانتخابية برمتها ما بعد دستور 2011، كما أعلن عن ذلك الكاتب الأول الأول للاتحاد في حينه، بندوة صحفية اعتبرها الاتحاديون ندوة المكاشفة من أجل تجاوز السلبيات مستقبلا في المعركة الديمقراطية ببلادنا. وقال مصدر مقرب من لشكر، "فعلا الأمر يدعو الى التساؤل عندما نجد الكثير من الأقلام التي تغطي أزمة الحزب، تلجأ الى الهجوم من موقع "الصحافي"، وفي افتتاحيات متشابهة، وكأنها صحف برئيس تحرير واحد، لكن أمام هذا المنحى، ظلت القيادة الحزبية متشبثة بجوهر المنطلق النابع من المؤتمر التاسع الذي قالت عنه إنه أكبر من مقاعد في المكتب السياسي أو اللجنة الإدارية وأعمق من كرسي في البرلمان، ومن رئاسة جهة وإقليم، رغم كل أهميتها في مسلسل الانخراط التنظيمي والسياسي في بلادنا". فالأمر لديها متعلق بجوهر البناء المؤسساتي في المشهد الحزبي بالمغرب، الذي يبدو أمام هذه المواجهة الصعبة، أنها تنخرط فيه بقناعات كبرى في بناء الوطن، والتوجه للمستقبل.وقال لشكر في كلمته أمام اللجنة الادارية والمجلس الوطني الأخيرين "نحن نريد بناء حزب المستقبل، الذي ينتظره الشباب المغربي الديمقراطي والحداثي، الذي يأمل أن يجد فيه التأطير الفكري والسياسي و التنظيمي، لخوض المعارك في المجتمع، وليس حزبا تتصارع أجنحته وأطره وزعاماته في معارك لا تنتهي". وأضاف "نحن نريد حزبا مؤسساتيا متطورا ومتقدما معبرا عن معركتنا النضالية من اختياراتنا الديمقراطية إلى انخراطاتنا في مأسسة الحياة السياسية، بالمؤسسات القوية بدءا بالمؤسسة الملكية إلى المؤسسة التنفيذية والتشريعية إلى المؤسسة الحزبية، والنقابية والمدنية". فما موقع من ظلوا ينهشون جسده، بعدما تغيرت الأهداف الكبرى، وانقلب الوضع الى تطلعات غير ذي قبل في الخريطة السياسية ؟ سؤال لن يكون بردا وسلاما على الباحثين عن بدائل، في وقت يعلن فيه الاتحاد التوجه الى حل "الوطن غفور رحيم ". وقال مصدر الصباح "نعي حجم التحديات داخلنا كأسرة اتحادية عرفت انكسارات منذ التأسيس إلى الآن، لهذا لم نكن بالصرامة نفسها التي تفرضها قوانيننا ومساطرنا الداخلية، ولهذا أعلن كاتبنا الأول في كلمته أمام اللجنة الإدارية الأخيرة، أن الوقت قد حان، بعد أن تبين بوضوح أن مسار الصراعات، وإنهاك الجسد الاتحادي، لن يخدم سوى الخصوم، من أجل أن يفتح حوار اتحادي-اتحادي، بكل الطرق والوسائل الشرعية، بكل الأساليب البناءة فكريا وسياسيا، بدون حواجز نفسية أو ذاتية، و بعيدا عن عقلية تصفية الحسابات". وأعلنت قيادة الحزب أن الاتحاد كما كان دائما، يبقى على هذا الحوار البناء، لأنه يتطلع إلى المستقبل، ولا يريد أن يرهن مصيره في صراعات الماضي، التي أدت عمليا إلى التراجع التدريجي لإشعاع الحزب، وإلى تقديم مادة للخصوم من أجل الإجهاز عليه.عبدالله الكوزي

لشكر: الاتحاد حزب المستقبل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كيف وصل صندوق التقاعد إلى الإفلاس؟

الكاتب الأول ينهج مقاربة حربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات