منتوجات “لايت”… الخدعة الكبرى

شركات الصناعات الغذائية توظف ״لاسبارتام״ بديلا للسكر وفراغ تشريعي في العنونة يرفع هامش المخاطر تغير نمط الاستهلاك وتعددت المعايير التي تتحكم في قرار اقتناء المنتوجات. يتعلق الأمر بشروط جديدة تركز على الجانب الصحي أكثر، متجاوزة اعتبارات السعر والكمية، إذ توجه الطلب نحو المنتوجات الاستهلاكية المفيدة لصحة المستهلك، والتي تحوي أقل قدر ممكن من المخاطر، في ظل ثورة الإضافات والمركبات الكميائية بقطاع الصناعات الغذائية، ذلك أن أغلب الأطعمة والمنتوجات الجاهزة اليوم، تحوي نسبة مهمة من المواد المذكورة، بما يؤثر سلبا على الصحة ويرفع مخاطر الإصابة بمجموعة من الأمراض، وهو العامل الذي استثمره المصنعون في تسويق منتوجاتهم حسب متغيرات الاستهلاك، وذلك عبر طرح منتوجات بيولوجية "بيو"، ومنتوجات طبيعية، وكذا منتوجات خفيفة "لايت"، التي تزايد الطلب عليها أخيرا، خصوصا من قبل المستهلكين من النساء.أصبحت علامة "لايت"، لصيقة بالأطعمة والمنتوجات الخفيفة، التي تحوي نسبة متدنية من السكريات والدهنيات، وتجذب بشكل متزايد المستهلكين، خصوصا النساء، الباحثات عن تحسين تغذيتهم والحصول على الجسم الرشيق المساير للموضة، عبر التركيز على استهلاك الأطعمة التي لا تحوي مستوى مرتفعا من السعرات الحرارية، علما أن هذه العلامة غير خاضعة لاي إطار تنظيمي في المغرب، بخلاف علامة "بيو"، المرتبطة بدفتر تحملات مفروض من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري، يركز على ضرورة توفر مجموعة من الشروط في المنتوجات الغذائية البيولوجية، يتعلق الأمر بتحليل التربة والمدخلات الخاصة بعملية الإنتاج وغيرها من المعايير.ويرتبط مفهوم "لايت" عبر العالم بنسبة لا تتجاوز 30 % من السكريات والدهون في المنتوج، وهي النسبة التي دفعت كبار المصنعين إلى ابتكار بدائل للسكر الطبيعي والمصنع، يتعلق الأمر بمحليات صناعية متنوعة، أشهرها مادة «لاسبرتام» الكيميائية، التي لا يتعرف الدماغ عليها باعتبارها من المحليات، إلا أن لها التأثير نفسه على الجسم، علما أن هذه المادة تعتبر مسرطنة، حسب الدراسات والتقارير الدولة المنجزة حولها، وتستخدم بشكل كبير في تصنيع المشروبات الغازية والعصائر التي تحمل علامة «لايت»، في الوقت الذي تشير عنونة المنتوج إلى مدخلات التصنيع بالتفصيل.وفي هذا الشأن، يؤكد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، أن هناك خلطا شائعا بين المنتوجات الطبيعية والبيولوجية والخفيفية "لايت"، موضحا أن كل منتوج يتميز بخصائص فريدة عن الآخر، إلا أن التعرف على أي منتوج يرتبط بقاعدة عامة هي العنونة، التي تطورت بشكل كبير في أوربا والدول المتقدمة، التي انتقلتإلى مرحلة "العنونة الملونة"، لمواجهة صعوبة استقراء المكونات والمخلات الموظفة في تصنيع المنتوجات، في الوقت الذي ما زال المرسوم المتعلق بالعنونة بالمغرب، ضمن القانون 07- 28، الخاص بالسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، مجمدا منذ ماي من السنة الماضية.وتستغل شركات صناعة المنتوجات الغذائية علامة "لايت" في حملاتها التسويقية، لتحفيز الطلب وجذب الزبناء الباحثين عن الرشاقة وجمال المظهر، علما أن هذه الشركات تحيك خدعة تجارية، بالتدليس على المستهلك وإقناعه بأن المنتوج الذي يستهلكه، يحتوي على نسب ضئيلة من السكريات والدهنيات أو منعدمة، وذلك من خلال وضع المواد المحلية والدهون الصناعية وبدائل السكر، عوض السكر الحقيقي، فمثلا تحتوي الزبدة "لايت" على الماء المعدل كيميائيا بدلا من الدهون. والماء غير مضر بصحة الإنسان، لكن المواد الكيمائية التي تستخدم معه قد تكون ضارة، فيما تستعمل في أغلب الأحيان مواد هلامية "جيلاتينية" من السكريات، بديلا عن الدهون في العصائر والسلطات المعتبرة في "خفيفة". بدر الدين عتيقي

منتوجات “لايت”… الخدعة الكبرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محـلات خاصـة وأسعـار مرتفعـة

المـواد الطبيعيـة...للصحـة ثمـن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات