دقيق وعجائن دون "الجلوتين"، ومشتقات الحليب دون لاكتوز، إضافة إلى خضر وفواكه طبيعية وأشياء أخرى، هي أهم ما صار يبحث عنه الكثير من المغاربة، سواء لأنهم يعانون أحد الأمراض التي تحرمهم من استهلاك بعض مكونات مواد غذائية، أو لأن هاجسهم الاهتمام بصحتهم، وعدم إدخال تلك المواد في نظامهم الغذائي نظرا لتأثيراتها السلبية الكثيرة. مغاربة وجدوا ضالتهم في محلات تجارية، فتحت أبوابها للباحثين عن "الصحة"، وكل ما هو "بيو" بعيدا عن المواد الحافظة والملونات الغذائية وأشياء أخرى. وجدوا في تلك المحلات ما يبحثون عنه، أمام ارتفاع تحذيرات من استهلاك مواد قد تكون سببا في الإصابة بمجموعة من الأمراض.ورغم قلة عدد تلك المحلات، فقد صارت، أيضا، وجهة الراغبين في التخلص من الوزن الزائد باتباع نظام غذائي صحي، مؤمنين بأن منتجات "بيو" تؤمن صحة جيدة. من بين تلك المحلات، سلسلة محلات "لافي كلير" التي فتحت أبوابها بالبيضاء، قبل سنوات، ونجحت في التوسع، وفتح فروعا لها، بالرباط، نظرا للإقبال التي تشهده المنتجات التي تعرضها، إذ كشفت مسؤولة بأحد محلات السلسلة بكاليفورنيا بالبيضاء، في حديثها مع "الصباح"، أن العديد من المغاربة وعوا بأهمية المنتجات "بيو"، وهذا ما يفسر ارتفاع الإقبال التي تعرفه سنة بعد سنة.وأوضحت المسؤولة أن المحل التجاري الذي يقدم خدماته أيضا، على الشبكة العنكبوتية، لزبنائه خارج البيضاء والرباط، يستورد بعض المنتوجات، فيما أخرى محلية، من قبيل الزيت والعسل، والزعفران، مشيرة إلى أن المحل يعرض جل المنتجات التي من شأنها الحفاظ على صحة الإنسان، وتجنبه الإصابة بمجموعة من الأمراض.وفي الوقت التي كشفت المتحدثة ذاتها أن أسعار المحددة للمنتجات "بيو"، مناسبة، وأنها غير مكلفة نظرا لأهميتها، قالت ليلى، عضو الجمعية المغربية لذوي الحساسية ضد "الجلوتين"، إن أغلب المرضى المحرومين من استهلاك الأغذية التي تحتوي على "الجلوتين"، يشتكون من غلاء المنتجات الخالية من تلك المادة، ويضطرون في الكثير من الأوقات إلى الاستغناء عن تناولها. وأوضحت ليلى في حديثها مع "الصباح"، أنه رغم وجود منتجات غذائية خاصة خالية تماما من "الجلوتين"، إلا أنها شبه منعدمة في أسواق، وان المحلات التي توفرها، تعرضها بأسعار مرتفعة، وليست في متناول أغلب المصابين بهذه الحساسية، مشيرة إلى أن سعر الكيلو غرام من الدقيق، 87 درهما ، وسعر 100 غرام من البسكويت، 50 درهما، فيما سعر 500 غرام من العجائن الخالية من "الجلوتين"، 40 درهما.وأضافت عضو الجمعية التي أسست في ماي 2001 ،وينخرط فيها مرضى الحساسية ضد "الجلوتين" وأطباء الجهاز الهضمي وبعض المتطوعين ويرتكز نشاطها على الجانب التحسيسي، أن تلك المحلات، تقدم خدمات جيدة، للباحثين عن منتجات "بيو"، إلا أنه من الضروري أن تراجع أسعارها، سيما أن الكثير من زبنائها مضطرون إلى اقتناء ما تعرضه، نظرا لإصابتهم ببعض الأمراض المزمنة والتي لا علاج لها سوى، عدم استهلاك بعض المكونات الغذائية.إيمان رضيف