سكاكين الفلسطينيين تنهي حصار “الربيع العربي”

أعادوا قضيتهم إلى الواجهة بعد تناسيها بسبب "ثورات" الفوضى الخلاقة نجح الفلسطينيون عبر ما بات يعرف بـ"ثورة السكاكين"، في استعادة الاهتمام بهم، من قبل الرأي العام الدولي والإقليمي، منذ مطلع أكتوبر، وهو الاهتمام، الذي خفت منذ انطلاق أحداث ما يسمى "الربيع العربي"، الذي مازالت ارتداداته متواصلة إلى الآن.ورغم أن الثورة، التي سميت أيضا، الانتفاضة الثالثة، تعد خسائرها في الأرواح والضحايا الميدانيين، أفدح لدى الجانب الفلسطيني، بمصرع 60 شهيدا، إلى غاية أمس (الخميس)، على يد القوات الإسرائيلية، إلا أن المتحمسين، يشددون على أن الحصيلة، في النهاية، كانت النجاح في إرباك، وبشكل مفاجئ، حسابات أرستها إسرائيل، لحظة انطلاق "الربيع العربي".ويأتي ذلك، حينما "فرض الحراك الفلسطيني، مجموعة جديدة من الحقائق"، حسب عمر نجيب، الكاتب في جريدة "العلم" التابعة لحزب الاستقلال المغربي، منها توجيه "صفعة لأولئك الذين تصوروا، أنه بإغراق منطقة الشرق الأوسط في ما يسميه المحافظون الجدد بالفوضى الخلاقة"، سيمكن إسرائيل من تعزيز مشاريعها الاستيطانية.وفيما أوضح المحلل ذاته، على أن تلك الفوضى، وعلاقتها بفلسطين، تتجسد في أنها "ولدت تشرذم العديد من أقطار المنطقة، وحروبا تحت غطاء ما سموه الربيع العربي، وشعورا عند الكثيرين بالإحباط والفشل"، ما شجع إسرائيل على الاعتقاد بإمكانية "المضي قدما في برامج التوسع"، لا يخفي، حسن حنفي، الكاتب في صحيفة "المصري اليوم"، أن انتفاضة السكاكين، مع ذلك، "تقاوم بمفردها".وحدث ذلك، حينما يجد الكثير من العرب، أنفسهم، "لا يدرون كيف يعبرون عن الغضب المكبوت داخلهم؟ وكيف يناصرون الانتفاضة وهم لا يستطيعون الحركة عبر الحدود؟"، في وقت تظل فيه مصر والأردن وسوريا ولبنان، بلدانا "كل فى همه عاكف"، من قبيل انشغال مصر فى الاستقرار الأمنى. وخوف الأردن من أن يصيبها ما أصاب سوريا. وعجز لبنان حتى عن أن يجد رئيسا له.وباستقراء مجموعة من التطورات، ذات العلاقة بـ"انتفاضة السكاكين"، يتأكد فعلا، أنها نجحت في وضع الخلاف بين العرب وإسرائيل، على طاولة المنتظم الدولي، إذ انعقدت دورة لمجلس الأمن، حول المستجد، واستجاب مجلس حقوق الإنسان الدولي، لطلب جلسة خاصة تقدمت به السلطة الفلسطينية، كما تحركت المنظمات والأفراد عبر العالم، للتنديد، برمي الرصاص الإسرائيلي على الصدور العارية بالضفة الغربية.وفي هذا الصدد، وقف ممثلو الدول، أول أمس (الأربعاء)، للتصفيق طويلا، لمحمود عباس، عقب دعوته في اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى "وضع نظام حماية دولية بصورة عاجلة للشعب الفلسطيني"، الذي تقوم إسرائيل بـ"تنفيذ إعدامات ميدانية بحقه"، مشددا على أن "استمرار الوضع الراهن أمر لا يمكن القبول به ومن شأنه أن يدمر ما تبقى من خيار السلام على أساس حل الدولتين".وزكى محمود عباس، الرأي القائل بأن انتفاضة السكاكين والتصعيد الإسرائيلي، تتجه نحو اندلاع انتفاضة ثالثة، شبيهة بانتفاضتي 1993-1987 و2005-2000، بقوله إن "انعدام الأمل وحالة الخنق والحصار والضغط المتواصل وعدم الإحساس بالأمن والأمان الذي يعيشه أبناء شعبنا كلها عوامل تولد الإحباط وتدفع الشباب إلى الحالة التي نشهدها اليوم".وبدورها، استنكرت منظمة العفو الدولية "سلسلة عمليات القتل غير القانونية" و"التدابير المتطرفة" التي نفذتها إسرائيل بحق الفلسطينيين في كل من القدس الشرقية والضفة الغربية، وقالت إنها توصلت إلى أن بعض العمليات التي سقط فيها فلسطينيون قتلى لم تكن مبررة وإن القوات الإسرائيلية تستخدم "إجراءات مفرطة وغير قانونية"، كما وثقت ما لا يقل عن أربع حالات تم فيها إطلاق النار عمدا على فلسطينيين دون أن يمثلوا أي تهديد مباشر "فيما يبدو أنه خارج نطاق القضاء". إسرائيل تابعت مسيرة المغاربة لم تمر المسيرة التضامنية التي توحدت لتنظيمها أطياف محافظة مع أخرى يسارية، مع الفلسطينيين، الأحد الماضي بالبيضاء، دون أن تخلف صدى داخل إسرائيل، إذ تحرك الإعلام الإسرائيلي، ومراكز بحوث متعاطفة، لتبدي ملاحظات اشتكت فيها "معاداة السامية"، و"تشجيع الإرهاب"، ما دفع المنظمين، إلى الرد، بالتأكيد على أن المسيرة كانت ضد الصهاينة ولم تكن موجهة ضد اليهود. امحمد خيي

سكاكين الفلسطينيين تنهي حصار “الربيع العربي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مؤتمر دولي للحسم في مصير بشار

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات