البركـة يعـري سياسـة بنكيـران حـول المسنيـن

تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي كشف قصورا كبيرا في الاهتمام بهم وجه نزار البركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، صفعة قوية لحكومة عبد الإله بنكيران، بعد أن رسم في تقرير رفعه إلى رئيس مجلس النواب، صورة قاتمة حول وضعية المسنين بالمغرب. وكشف التقرير، تتوفر «الصباح» على نسخة منه، أن وضعية المسن بالمغرب لا تبشر بالخير، وستزداد قتامة مستقبلا، بسبب التحولات التي تشهدها البنية الاجتماعية والاقتصادية للأسر المغربية، داعيا الحكومة إلى التدخل العاجل لتصحيح هذا الخلل، خصوصا فئة منهم تتوفر على رصيد ثقافي وغني لم يتم بعد استثماره بالشكل الكافي للمجتمع. وسجل التقرير أن المغرب يعتمد معيار الإحالة على التقاعد لتعريف المسنين، من بينهم العاطلون عن العمل، مبرزا أن عددهم يبلغ 3 ملايين شخص، من بينهم 52 في المائة من النساء، وفي 2010، تجاوز سن نصف الأشخاص المسنين 66.7 سنة، كما سجل التقرير أن من اهم التحولات تزايد ظاهرة الأسر النووية، إذ سجل الحجم المتوسط للأسر انخفاضا ملموسا ما بين 1982 و2010، وانتقل من ستة أفراد إلى 4.9 في المتوسط. ووقف التقرير، على معاناة أغلب الأشخاص المسنين بسبب نقص في المستوى التعليمي، ذلك أن أكثر من 7 مسنين من أصل 10، يعانون الأمية، ومعظمهم لهم دخل جد محدود، وأكثر من النصف يعانون مرضا مزمنا واحدا، يتعذر عليهم الولوج إلى العلاجات، كما أن حوالي الثلث منهم يوجدون في وضعية تبعية، ولا يستفيدون من التغطية الاجتماعية والصحية سوى مسن من بين خمسة. كما أوضح التقرير أن التفاوت السائد في المجتمع بين الرجال والنساء، ساهم في جعل النساء المسنات أكثر عرضة للهشاشة الاقتصادية، وللصعوبات المتعلقة بالولوج إلى الخدمات الاجتماعية، وانعدام الحماية الاجتماعية والطبية. وأوضح التقرير أن الأسرة تضطلع بدور أساسي في التكفل بالأشخاص المسنين، غير أن التحولات التي تعيشها الأسرة، بعد التحاق النساء المتزايد بسوق الشغل على المدى المتوسط والبعيد، سيضع حتما التضامن الأسري تجاه الأشخاص المسنين أمام امتحان صعب، وسيدفع المجتمع إلى البحث عن بدائل جديدة لرعاية المسنين والتكفل بهم، بمواكبة أسرهم. وكـ»تقطير الشمع» على بسيمة حقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، وجه مجلس نزار البركة في تقريره، انتقادات لاذعة لمراكز إيواء المسنين والمكلفين بالإشراف عليها، إذ حسب التقرير، يعيش المسنون داخلها إيقاع الوحدة والعزلة وانعدام الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية، كما تستقبل أحيانا، فئات متباينة وغير متجانسة، إضافة إلى أن المكلفين بالتأطير، يفتقرون إلى التكوين والمهنية والتحفيز، كما أن البنيات التحتية بهذه المراكز لا تتناسب غالبا مع احتياجات الأشخاص المسنين، إذ يعانون داخلها ضيق الفضاء، وانعدام الولوجيات والبعد عن المرافق العمومية ومخاطر الحوادث اليومية بها. ينضاف إلى ذلك، محدودية المجهودات الموازية للمجتمع المدني في هذا المجال، لأنها لا تحظى بالدعم المالي والتأهيل المهني لمواكبة طبيعة حاجات المسنين، ما يؤثر على جودة التأطير والتدبير والخدمات التي تقدمها. ولا يتوقف هذا الوضع المزري على المسنين بالمغرب، بل حسب التقرير فإن المسنين المغاربة المهاجرين، سيما النساء، يتعرضون لأنواع التمييز، تؤثر على اندماجهم الاجتماعي واحترام حقوقهم على مستوى التغطية الاجتماعية والاستقبال في مراكز الإيواء ببلدان الإقامة، وعزا التقرير الأسباب الرئيسية لهشاشة وضعيتهم الاجتماعية، إلى الطبيعة المتقادمة للاتفاقيات الثنائية المبرمة بين المغرب وبلدان الاستقبال. أما في ما يتعلق بالسياسات العمومية وبرامج العمل، التي تم إعدادها في هذا الصدد، لاحظ المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أنها تتسم بطابعها الجزئي وغير المندمج، فضلا عن تأخر ملموس في تكوين الموارد البشرية المتخصصة قي طب الأشخاص المسنين وفي المهن الصحية المتعلقة بهذه الفئة، إضافة إلى وجود نقص في تخصصات الرعاية النفسية والطب العقلي الخاص بالشيخوخة. مصطفى لطفي

البركـة يعـري سياسـة بنكيـران حـول المسنيـن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فنانون يحتفون بالمسيرة فـ "المريكان"

اعتقال المتسبب في حادث بوتازوت

مقالات ذات صلة