عبيد الكوكايين

يضعف القدرة الجنسية ويدمر خلايا الدماغ ويجعل مدمنه بعيدا عن الواقع لـ"البيضة" سحرها الخاص الذي لا يعرفه إلا مستهلكوها. فهي تدخلهم في حالة من النشوة وتجعلهم يرفرفون فوق أجنحة السعادة، قبل أن تتمكن منهم لينقلب الفرح إلى يأس وإحباط، وتصبح النشوة إدمانا خطيرا يدمر كل من حوله.يجد المدمن على الكوكايين، فجأة، أن حياته تنفلت من بين يديه. فتأثير تعاطيه يتسبب في الكثير من المشاكل، سواء مع الأسرة والعائلة، أو على مستوى المهنة والعمل، ليصل الأمر في نهاية المطاف إلى حالة من الضياع الشامل، يفقد فيها كل شيء.أصبح الكوكايين اليوم منافسا قويا للحشيش، "العشبة" التي يعشقها العديد من المغاربة من الذين لا يطيقون الحياة بدون دوخة الرأس، ولم يعد مقتصرا على فئة اجتماعية معينة، لها ما يكفي من الثراء المادي لتسمح لنفسها باقتناء "غرام" واحد من "الزق" (الاسم المتداول لدى المستهلكين) ب1000 درهم، بل أصبحنا نتحدث عن "دمقرطة" الكوكايين بعد أن انخفض سعره كثيرا ليصل إلى 200 درهم للغرام الواحد، ويصبح في متناول "شعيبة". صحيح أنه مخلوط ب"نيدو" و"سنيدة" وبعض المحتويات الأخرى الخطيرة... لكنه يبقى، مع ذلك، في المتناول.ورغم عدم وجود أرقام رسمية حول نسبة المتعاطين، وعدد المدمنين منهم، (المرصد الوطني لمحاربة المخدرات والإدمان تحدث عن 30 ألف مستهلك)، إلا أن الإقبال على مراكز علاج الإدمان، التي لم تعد تستوعب، بسبب قلتها، الأعداد المتزايدة للمدمنين، يدل على أن تعاطي الكوكايين بين المغاربة، أصبح متفشيا، لا فرق في ذلك بين غني أو فقير، متعلم أو أمي، عامل أو عاطل أو "بيزنس مان"، كهل أو شاب أو امرأة... جميعهم يعيش على إيقاع "البيضة مون آمور" الذي أصبح المتحكم الأوحد في سير حياتهم اليومية.لقد استعبدت الكوكايين "لمغاربة لحرار"، في ظل غياب استراتيجية للدولة من أجل محاربتها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أبناء البلد، خاصة أنها أصبحت تمس الفئات المتوسطة والشباب والأطر الذين يشكلون المستقبل. أمام الصمت المتواطئ للمعنيين بالأمر وللمجتمع الذي لا يحب الخوض في "التابوهات"، ارتأت "الصباح" أن تقدم لقرائها هذا الملف الأسبوعي حول "الغبرة"، تجدون فيه تفاصيل عن التقرير الصادر أخيرا عن مرصد محاربة المخدرات والإدمان، ومعلومات عن التأثير النفسي والصحي على حياة المدمن الاجتماعية والجنسية، يتحدث عنها بتفصيل عدد من المختصين والخبراء، وإحاطة بالمستشفيات والمراكز الخاصة بالعلاج، والأسعار "الصاروخية" التي تتطلبها الحصة الوحيدة. تجدون أيضا ضمن الملف، معطيات حول طرق التهريب والتوزيع والجودة والأسعار، إضافة إلى شهادة/بورتري عن شخص تعافى بعد علاج طويل، من إدمانه على "السم اللذيذ". قراءة ممتعة. نورا الفواري

شاعلة "البوسة"... و"العضة"

مداهمة ملهى ليلي بعين الذئاب

مقالات ذات صلة