قال مصطفى بوسمينة، رئيس الجامعة، في كلمته خلال إعطاء انطلاقة المشروع، إن بلورة طريقة التدريس والتكوين البيداغوجي، تمت بشكل داخلي وفي إطار شراكات مع مؤسسات أورومتوسطية، لاعتماد تلك التكوينات في إطار الديبلومات والشهادات المزدوجة من لدن المغرب ودول المؤسسات الشريكة، متحدثا عن الاعتماد على طاقات بشرية وكفاءات مهمة للتدريس بهذه الجامعة.وتسعى هذه الجامعة، التي أنشئت وطورت بشراكة مع المعهد الأورومتوسطي للتكنولوجيا "إينسا"، إلى النهوض بالحوار بين الثقافات وتحالف الحضارات وتطوير أواصر الاندماج الجهوي وتجذيره ومأسسة الشراكات الأكاديمية داخل الفضاء الأورومتوسطي. وتستهدف الطلبة القادمين من منطقة شمال إفريقيا وبلدان الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء. ويعتمد تصميم حرم هذه الجامعة، البعد الوظيفي لمرافقه، مع الاستغلال الأمثل للموارد والتدرج في الإنجاز، إذ أن موقعها الموجود على مرتفعات مدينة فاس، يتلاءم وحاجيات الأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى أن هندستها المعاصرة لا تخلو من بصمات ولمسات مغربية تذكر دوما بطابع الجامعة الأورومتوسطية كمؤسسة ذات منفعة عامة معترف بها من قبل الدولة المغربية. ويتم في تصميم بنائها احترام كل المعايير الإيكولوجية الحديثة من ترشيد في استهلاك الطاقة واستغلال الطاقات المتجددة وإعادة الاستعمال، علما أن كل البنيات التحتية مزودة بأحدث التكنولوجيات الرقمية ومتعددة الوسائط، فيما يتوفر مركب الجامعة على كل التجهيزات الموظفة للثقافة والأنشطة الرياضية والإطعام، إضافة للخدمات الخاصة بالمجتمع الجامعي من خزانة وتمريض وصيدلة. المسجلون في هذه الجامعة سيجدون رهن إشارتهم بنوكا وصالات للتجميل ووكالة للأسفار وخدمات أخرى متعددة غير متوفرة في بقية الجامعات، موازاة مع دورها الأكاديمي والسوسيواقتصادي و الثقافي والاجتماعي المتعدد الأبعاد كتوفير منح للطلبة المنتمين للأسلاك الثلاثة للتكوين الجامعي وللباحثين ما بعد سلك الدكتوراه، خاصة المتفوقين المتحدرين من أوساط ذات دخل متواضع. ويلتزم القائمون على هذه الجامعة، بتبني تعليم متميز يلبي أفضل المعايير وموجه أساسا إلى البحوث، متبنية قيما ثابتة لتعزيز الانفتاح والتسامح وبناء الأسرة الإنسانية الواحدة والبيت المجتمعي المشترك واستقبال الطلبة وكل موظفي ومستخدمي الجامعة بدون تمييز يكون مرده اللون أو الدين أو اللغة أو العوائق المجتمعية، إذ أن "الجميع يكونون سواسية من حيث القبول والتكوين والعمل".يشار إلى أن حفل إطلاق هذا المشروع الجامعي الهام، شهد توقيع اتفاقية شراكة بين هذه الجامعة ومجموعة "إينسا" لإنشاء وتنفيذ مشروع المعهد الأورومتوسطي للعلوم التطبيقية، بإشراك اتحاد الجامعات المغربية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية، ابتداء من شتنبر 2015، كثمرة رؤية مشتركة لوزارة التعليم العالي ونظيرتها الفرنسية، الهادفتين إلى تطوير الأشكال الجديدة للشراكة الجامعية.وجاءت فكرة إنشاء الجامعة الأورومتوسطية بفاس، بناء على طلب تقدم به مجلس جهة فاس بولمان يوم 6 يونيو 2008 في الجلسة الختامية لمنتدى فاس الذي جمع شخصيات علمية وسياسية وثقافية واقتصادية من 43 دولة بينها 27 دولة بالاتحاد الأوربي و16 دولة من جنوب وشرق البحر المتوسط، قبل أن يكلف المنتدى وفدا، لتقديم الطلب بقصر الإيليزي لنيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق. ح . أ(فاس)