مصرع نزيل وإصابة 14 بحروق خطيرة

تحقيقات في ملابسات حريق إصلاحية سلا وتنقيل المحرضين على التمرد لقي نزيل من مركز الإصلاح والتهذيب بسلا، حتفه صباح أمس (الاثنين) بمستشفى ابن سينا بالرباط ، فيما مازال 14 يتلقون العلاج من حروق متفاوتة الخطورة، أصيبوا بها في حريق نتج عن حالة تمرد عاشتها المؤسسة الإصلاحية السبت والأحد، إذ حاول نزلاء إضرام النار ليلة السبت الماضي، قبل أن يتدخل الموظفون لإطفائها، غير أنهم كرروا المحاولة، مساء أول أمس (الأحد)، لتندلع النيران في بعض الغرف مخلفة إصابات بحروق وحالات اختناق.وكان الضحية، يقضي عقوبة حبسية مدتها ستة أشهر من أجل السرقة والتهديد بالسلاح، قبل أن يصاب في الحريق الذي وصفته مندوبية السجون بـ «الإجرامي»، ليتم نقله إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، حيث توفي صباح أمس (الاثنين)، فيما مازال مصابون آخرون يتلقون العلاج، أربعة منهم في أقسام الإنعاش.وترابض عشرات الأسر منذ مساء أول أمس (الأحد)، أمام المؤسسة السجنية، للاستفسار عن الوضعية الصحية لأبنائها، غير أن مجموعة منهم تلقت أجوبة زادت من معاناتها، بعد أن أبلغهم أمنيون، أن أبناءهم سينقلون جميعا إلى مختلف إصلاحيات المملكة، وأنهم سيتابعون بجناية إضرام النار في السجن، الذي لم تعد أغلب مرافقه صالحة للإقامة السجنية.وقضت أمهات النزلاء ليلتهن في البكاء والنحيب، خاصة اللواتي تقل أعمار أبنائهن عن 17 سنة، إذ قالت فاطمة اجعيد، أم قاصر، لم يعرض بعد للمحاكمة في ملف يتعلق بالسرقة، إن ابنها كان يشتكي من وضعه بزنزانة تضم نزلاء تصل أعمارهم إلى 19 سنة، وإنه يعاني مضايقات بسبب إدمان المخدرات وأقراص الهلوسة. وتساءلت الأم منتحبة، «لا يتحمل هؤلاء القاصرون المسؤولية، بل تقع على الدولة، إذ كيف يسمح أصلا بإدخال ولاعات، ولما لم تجر المندوبية تفتيشا بعد المحاولة الأولى التي حاولت طمسها؟ إذ أسرعنا يوم السبت إلى المركز للاستسفار عما جرى، قيل لنا أنه لم يقع أي حادث، إلا أنهم كذبوا علينا».وتعالي نحيب النساء واحتجاج الأقارب، وسط تطويق أمني كبير لمحيط المؤسسة التي لم تحدد مندوبية السجون درجة الأضرار التي لحقتها.من جهتها، قالت مصادر أخرى، إن إدارة المؤسسة لم تلتقط جيدا إشارات حالة التمرد الأولى التي عاشها المركز السبت الماضي، قبل أن تتطور، أول أمس (الأحد)، إلى إضرام النيران، ومحاولة إحراق السجن، الذي تغيب فيه وسائل الإطفاء التلقائية.وقالت المصادر ذاتها إن المركز عاش حالة احتقان كبير طيلة الأسبوع، مضيفة أن الإدارة لم تتدخل لإطفاء الحريق المعنوي الذي عاشته الزنازين، قبل أن يتم تحريض مجموعة من القاصرين على إضرام النار، في محاولة أولى السبت الماضي، تلتها محاولة ثانية أول أمس (الأحد)، ما أدى إلى حريق أتى على مجموعة من المرافق، قبل أن تسيطر عليه عناصر الوقاية المدنية.من جهتها، أكدت مصادر رسمية أن التحقيقات الأمنية والإدارية جارية لمعرفة أسباب تمرد النزلاء، بعد أن وصلت إلى الرؤوس المدبرة لحادث إضرام النيران، والتي صدر في حقها قرار بالترحيل التأديبي إلى مؤسسات سجنية أخرى، مع متابعتها قضائيا، بسبب تعريض حياة النزلاء إلى الخطر، وإتلاف ممتلكات عمومية. وقالت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إن مجموعة من السجناء الأحداث قامت بإضرام النار، ما خلف إصابات متفاوتة ل 26 حدثا، مضيفة أن موظفي الإصلاحية، تدخلوا، على الفور، لإطفاء الحريق وإخراج السجناء من الغرف تجنبا لحدوث أضرار خطيرة، كما تم «تدعيم مواجهة هذا الحادث برجال الوقاية المدنية الذين تدخلوا بدورهم لإخماد الحريق الإجرامي، وتمت السيطرة على الموقف دون وقوع حالات كارثية»، مضيفة أن المصابين نقلوا في سيارات إسعاف إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، حيث يتلقون العلاج من حروق من الدرجة الثانية، فيما تلقى بعضهم الإسعافات داخل المؤسسة السجنية، خاصة الحالات التي أصيبت بحالات اختناق. وأفادت المندوبية في بيان لها، أن الأحداث المصابين استفادوا من الإسعافات الضرورية، من قبل الأطر الطبية للمندوبية العامة، فيما نقل 15 حدثا إلى المستشفى الجامعي ابن سينا لتلقي العلاج، أغلبهم مصابون بحروق من الدرجة الثانية، أربعة منهم مازالوا في المستشفى والآخرون أعيدوا إلى المركز. من جهتها، قالت مصادر حقوقية، إن المندوبية العامة للسجون لم تعتبر بحوادث مماثلة، أخطرها حريق سجن الجديدة، إذ لا تتوفر أغلب السجون على آليات إطفاء الحرائق التلقائية، والتي تضمن سلامة النزلاء، مشيرة إلى أن أغلب مرافق السجون متهالكة، ولم تتدخل الإدارة لإصلاحها وصيانتها.ضحى زين الدين

مصرع نزيل وإصابة 14 بحروق خطيرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بتر يد تاجر مخدرات خلال مواجهات بالسيوف

الاعتداء على مسن بابن سليمان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات