أسدل الستار، الاثنين الماضي، بقرية عين اللوح التابعة لإقليم إفران، على فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني لفن أحيدوس، الذي يعد ثمرة شراكة وتعاون بين وزارة الثقافة وجمعية "ثايمات لفنون الأطلس" والجماعة القروية لعين اللوح وعمالة إفران.وبفضل هذه الأطراف كلها، أمكن لفن أحيدوس أن يلعب دوره التواصلي في استقطاب الفنانين والمهتمين والباحثين إلى قلب مناطق الأطلس المتوسط، مهد هذا الفن التراثي العريق، وكذلك الدفع بعجلة التنمية بهذه المناطق الأطلسية، بالاعتماد على تأهيل المكونات الثقافية والفنية للاستقطاب السياحي وإدماج التراث الثقافي في سيرورة التنمية المستدامة.ومثلت الأيام الثلاثة للمهرجان فرصة، ولو مؤقتة، لتحطيم جدار السكون والصمت، وكسر شوكة الروتين الممل، الذي يعيشه سكان هذه البلدة الهادئة على امتداد الموسم. وتعد هذه التظاهرة الفنية، التي يسعى منظموها إلى التعريف بفن أحيدوس موروثا مغربيا تراثيا أصيلا، يكتنز مقومات الذاكرة الأمازيغية وتاريخها العريق، (تعد) محطة سنوية لخلق جو من التواصل المستمر والبناء بين عموم الشعراء والباحثين والفنانين والمهتمين. وشهدت الدورة الحالية، التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام، تنظيم أمسيات فنية شاركت في إحيائها 36 فرقة غنائية، أفرزتها الإقصائيات الوطنية، التي احتضنتها دار الثقافة "الفقيه محمد المنوني" بمكناس، يومي 23 و 24 ماي الماضي، شاركت فيها 81 فرقة موزعة على 14 إقليما من مختلف ربوع المملكة، فضلا عن ثماني مجموعات للشعر الأمازيغي "إمديازن"، ما أضفى على فقرات المهرجان جوا من البهجة، في إطار من الوئام والمشاعر الفنية الراقية. بالموازاة مع ذلك، شهد المهرجان تنظيم ندوة ثقافية وفكرية في موضوع "الرقص الجماعي الأمازيغي بالمغرب بين الترصيد والتجديد"، من تأطير فاطمة بوخريص، أستاذة باحثة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وفؤاد أزروال وبنعيسى إيشو، باحثان بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإبراهيم أوبيلا، باحث في مجال الثقافة الأمازيغية، فضلا عن قراءة وتوقيع كتاب "تزدوغت نإمديازن" للشاعر حمو معمو، من تأطير الأستاذ إدريس أزضوض.جريا على التقليد الذي دأبت على إحيائه الجهات المنظمة منذ الدورة الأولى للمهرجان، والمتمثل في رد الاعتبار إلى بعض الوجوه التي تركت بصماتها في هذا الفن، اختار منظمو دورة 2015 أن يتميز حفل الافتتاح بتكريم مجموعة من الشعراء والفنانين الأمازيغيين المهتمين بهذا اللون التراثي، في شخص أربعة فنانين أعطوا الشيء الكثير لفن أحيدوس، ويتعلق الأمر بالفنان محمد ظريف أزروف الملقب بأقريجان، وهو من مواليد 1951 بعين اللوح، أب لسبعة أبناء، قرض الشعر وهو ابن 12 سنة، إذ مازالت أبياته توجه الشعراء للمزيد من العطاء، والفنانة خديجة المنصوري الملقبة بـ"خدوج ن إتزر"، من مواليد 1950 بإيتزر (عمالة ميدلت)، أم لبنت واحدة، بدأت مسارها الفني سنة 1970، وشاركت في عدة مهرجانات محلية ووطنية ودولية بفرنسا وبلجيكا، والفنان سعيد أوحدو الهواري، من مواليد 1948، مايسترو فرقة تينغريت بقبائل إشقير بتغسالين، وأخيرا الشاعر موحى الكامل، مزداد سنة 1961 بعين اللوح.خليل المنوني (موفد "الصباح" إلى عين اللوح)