فتح امحند العنصر، وزير الشباب والرياضة، ملف التلاعبات في الصفقات الخاصة بتمويل المخيمات التي يستفيد منها ممونون معروفون على رؤوس الأصابع التي سبق لـ "الصباح" أن فضحتهم قبل بدء المرحلة الثانية من عملية التخييم.وهدد العنصر، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي مع ثلة من ممثلي وسائل الإعلام في مكتبه بوزارة الشباب والرياضة، الجمعة الماضي، بمعاقبة كل من خرق القانون، وتلاعب في الصفقات، سواء كانت تخص المخيمات، أو مشاريع الإدارة المركزية. وقال العنصر إنه راسل كل مناديب الوزارة الذين يشرفون على المخيمات الواقعة تحت نفوذهم الإداري والترابي، لمده بأسماء الممونين الذين يستفيدون من صفقات التغذية، والجواب على كيفية الاستفادة، حتى يضع حدا لكل علامات الاستفهام والشكوك التي حامت حول اغتناء بعض المسؤولين المركزيين من عائدات هذه الصفقات، أبرزهم مستشار جماعي سابق في إحدى مقاطعات الرباط، ترقى في ظروف غامضة في عهد الوزير "مول الكراطة" إلى منصب كبير، رغم أن لا يفقه شيئا في أمور الشباب والرياضة، ساعده في الوصول إلى هذا المنصب انتماؤه السياسي. وحدد العنصر الميزانية المرصودة للمخيمات خلال الموسم التخييمي الجاري بنحو 157 مليون درهم.وشن العنصر هجوما كاسحا على نشطاء تربويين ينشطون في جمعية مقربة من العدل والإحسان، كانوا يريدون، بطرق غير قانونية، الاستفادة من التخييم عن طريق جمعية في المنطقة الشرقية لا تستوفي الشروط الضرورية، ولا تتوفر على رخصة التخييم.ووجدت وزارة الشباب والرياضة، وفق ما جاء على لسان وزيرها، صعوبة كبيرة في التجاوب مع الإقبال الكبير والمتزايد على عملية التخييم، إذ حدد عدد الطلبات المتوصل بها من مختلف مناطق المغرب في 500 ألف طلب، لم يتم الاستجابة سوى لنصفها، وهو العدد المحدد كل سنة الذي يجب إعادة النظر فيه، وإشراك القطاع الخاص من أجل توسيع مجال المشاركة، وتخفيف الضغط على الوزارة. وبرأي العنصر، فإن ظروف الإقامة واستقبال الأطفال والتغذية تحسنت كثيرا، والوزارة أخذت على عاتقها إيفاد لجان مركزية لتفتيش ومراقبة المخيمات من جميع الجوانب، معلنا أن الوزارة قررت عدم التسامح في موضوع نقل أطفال المخيمات وتأمينهم. في السياق نفسه، كشف الوزير الحركي أنه راسل جميع مناديب الوزارة، ودعاهم إلى عدم الترخيص لأي جمعية، مهما كان نفوذها، إلا بعد التأكد من شروط وسلامة وسيلة النقل، فضلا على التأكد من توفرها على التأمين. وقلل العنصر من أهمية الجدل الذي أثاره الرقم المالي الضخم للتأمين التكميلي الذي وضعته الوزارة بخصوص تأمين جميع المستفيدين من موسم التخييم. وقال إن "ذلك من أولويات الوزارة، تجبنا لكل تأويل قد يرافق وقوع حادث ما"، داعيا الجماعات المحلية إلى تحمل مسؤوليتها في إنجاح موسم التخييم، وذلك من خلال وضع كل التجهيزات والوسائل والإمكانيات رهن إشارة أطفال المخيمات وأطرها.عبد الله الكوزي