الصحراء في الوثائق الامريكية3

الصراع الأساسي يدور بين المغرب والجزائر كشفت الوثائق السرية التي أفرجت عنها الإدارة الأمريكية، أخيرا، بعد خروجها من نطاق السرية، نقط ضوء جديدة في حقيقة الصراع بين المغرب وجارته الشرقية الجزائر، الذي تدور رحاه حول ملف الصحراء. ملف حارق، تصر الجزائر على أن تتدخل فيه، فرغم أن "الجزائر ليست لها مطالب ترابية في الصحراء، لكنها تصر دائما على أنها طرف معني بالملف لاعتبارات سياسية وأمنية".الوثائق التي همت مراسلات وتقارير الديبلوماسيين الأمريكيين، الخاصة بالسنوات الممتدة من 1969 إلى 1976، والخاصة بدول شمال إفريقيا، حملت العديد من المعطيات والحقائق المثيرة، التي كان نصيب "الجارة" الجزائر فيها، وافرا، أكدت حقيقة المواقف الجزائرية. إعداد: هجر المغلي عكس ما كان رائجا آنذاك من أن الصراع حول الصحراء يتمحور أساسا بين ثلاث دول، تخص كلا من المغرب وإسبانيا وموريتانيا، كان للمخابرات الأمريكية، رأي آخر: المشكل لا يخص لا إسبانيا ولا موريتانيا، بل إنه يهم أساسا الجزائر، أي أن الصراع الأساسي يدور بين المغرب والجزائر.فبخصوص طبيعة الصراع وأسبابه، تقول المخابرات الأمريكية إن إسبانيا تحرص على المصالح التي خلفتها في الصحراء، وتريد ضمان استردادها أو حمايتها بعد انسحابها، علما أن هذه المصالح تقدر بحوالي 200 مليون دولار من الاستثمارات، خاصة في مجال الفوسفاط، تنضاف إليها أهمية سواحل الصحراء من ناحية الثروة السمكية بها. في المقابل، وفي الجانب المغربي، تبرز الوثيقة الأمريكية، أن ملك البلاد آنذاك، الحسن الثاني، بمجرد علمه بقرار الجنرال فرانكو الانسحاب من الصحراء وتنظيم استفتاء لتقرير مصيرها، قام برد فعل فوري، وراسل فرانكو محذرا إياه من تدهور خطير في العلاقات، "بل إن المغرب قام فورا ببعث تعزيزات عسكرية تناهز ربع تعداد قواته إلى الجبهة الجنوبية، وقام بتعبئة القوات الاحتياطية، كما بعث الحسن الثاني فيالق عسكرية إلى محيط مدينتي سبتة ومليلية، للضغط على فرانكو ومنعه من المناورة بمستقبل الصحراء". الحسن الثاني اشترط الانسحاب الكامل لإسبانيا من الصحراء قبل تنظيم أي استفتاء، أي إخضاعه لإدارة دولية، مهددا برفض العملية في حال تضمن الاستفتاء سؤال الاستقلال، وأصر من جهة أخرى على ضرورة منح 20 إلى 25 ألف صحراوي يعيشون داخل المغرب حق التصويت في أي استفتاء حول مستقبل الصحراء.وعن دور ومكانة موريتانيا في الصراع الدائر حول الصحراء، فندت الإدارة الأمريكية أي مزاعم لأطماع البلد بالحصول على نصيبه من الصحراء، ذلك أن "المطالب الموريتانية في الإقليم كانت مجرد امتداد للتوجس التاريخي لموريتانيا من مشروع "المغرب الكبير"، خاصة أنها لم تحصل على اعتراف الرباط باستقلالها إلا بصعوبة"، وأردفت الوثيقة أن موريتانيا كان هدفها الأساسي تجنب حدود مشتركة بينها وبين المغرب، خشية عدم توقف المطالب المغربية بعد ضم المملكة للصحراء، وامتدادها لتشمل أجزاء أخرى من موريتانيا"، لتخلص "دولة عازلة، سواء تحت السيدة الاسبانية أو مستقلة، ستخدم أكثر المصالح الموريتانية".في المقابل، رغم أن الجزائر تصر على أن لا مطالب ترابية لها في الصحراء، إلا أنها تصر دائما على أنها طرف معني بالملف لاعتبارات سياسية وأمنية، كما أن مسؤولي الدولة كانوا يرون في تنظيم استفتاء يفضي إلى استقلال الصحراء الحل الوحيد للقضية. وخلصت الوثائق الأمريكية إلى أن "حقيقة المواقف الجزائرية شديدة التعقيد، والصحراء ما هي إلا واحدة من أوجه مشاكل كبيرة في علاقاتها مع المغرب واستقرار المغرب العربي، علما أن الذهنية الجزائرية المتشككة تعتبر كل جار لها بمثابة عدو محتمل، خاصة المغرب ذا النظام السياسي والإيديولوجيا المناقضة تماما للنظام الجزائري"، كما أنه كان من الصعب قبول مجاورة مغرب موحد كان يطمح في السابق إلى ضم جزء من الجزائر، وتربط الأخيرة به ذكريات تعود إلى حرب الحدود التي لم يكن يمضي عليها آنذاك عدة سنوات (1963).صمت الرئيس هواري بومدين أمام التحركات المكثفة للمغرب لاسترجاع الصحراء في تلك الفترة، لم تكن الإدارة الأمريكية لتعتبره سماحا بتحقيق ذلك، بل فقط لانشغالات أخرى للرئيس الجزائري في تلك الفترة مع منظمة الدول المصدرة للنفط وتعقيدات العلاقات العربية والصراع في الشرق الأوسط. "الجزائر لا ترغب في رؤية المغرب يمدد مجال سيادته. فهي تتوفر على مخزونات هامة من معدن الحديد في منطقة تندوف بالقرب من الحدود مع الصحراء، وقد ترغب في تصديره عن طريق الصحراء".

الصحراء في الوثائق الامريكية3

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقـال "وحـش" غابـة المعمـورة

الزمامرة يواجه شبيبة القبائل وبلوزداد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات