المواشي… العرض وفير والثمن مرتفع

أثمنة الأضحية ستكون مرتفعة بـ 500 1 درهم عن الموسم الماضي ورهان على الاستيراد لسد الخصاص يشكل قطب المواشي، أحد الأقطاب الأكثر إقبالا من قبل زوار المعرض الدولي للفلاحة في دورته السادسة عشرة، خاصة أنه يأتي على بعد أقل من شهرين على عيد الأضحى.واعتاد المنظمون للمعرض على تطوير فضاء هذا القطب، وجلب مختلف الأصناف من المواشي، للمشاركة في المعرض، من أجل تقديم أجود السلالات وعرض «الكسابة» لأفضل ما هيؤوه داخل ضيعاتهم، من أكباش وأبقار وماعز، بمختلف جهات المغرب. «الصباح» التقت مجموعة من «الكسابة» وكشفت معطيات عن أثمنة أضحية العيد. إعداد: برحو بوزياني/ تصوير (عبد المجيد بزيوات) (موفدا الصباح إلى مكناس) أجمع «الكسابة» من مختلف الجهات المشاركين في المعرض على تأكيد وفرة العرض من الأغنام والأبقار، وجودتها رغم الظرفية الصعبة التي مر منها القطاع، بسبب توالي سنوات الجفاف، وغلاء الأعلاف، وتأثر القطيع، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأغنام واللحوم الحمراء في الأسواق. وقال «محمد. ف»، كساب من منطقة الرحامنة، المعروفة بتربية الأغنام، إن العرض من الأغنام من مختلف السلالات يكفي لتلبية حاجيات المغاربة في عيد الأضحى، مؤكدا بكل ثقة أن مناسبة العيد ستمر في ظروف عادية لوفرة الأضاحي، ونجاح «الكسابة» في تجاوز الظرفية الصعبة التي عاشوها، خلال السنوات الأخيرة، بفضل صمودهم، من جهة، والمساعدات التي قدمتها الدولة لهم بخصوص دعم الأعلاف، من جهة ثانية. وأوضح «الكساب» في حديث مع "الصباح" أن ما يزيد من الضغط على القطيع هو أن هناك أسرا تضحي بأكثر من رأس واحد من الأغنام، مشيرا إلى أن الاضاحي المغربية متوفرة بما يكفي، إلا أن المشكل هذه السنة هو ارتفاع الأسعار، بسبب سعر العلف وارتفاع كلفة إعداد خروف العيد. وقدر محمد سعر الخروف المتوسط بحوالي 4 آلاف درهم، أو خمسة آلاف، مشيرا إلى أن الفارق مقارنة مع أسعار السنة الماضية، قد يصل إلى 1500 درهم بالنسبة إلى "الحولية" و2000 درهم، بالنسبة إلى الخروف، وذلك بسبب غلاء الأعلاف، حيث وصل سعر الذرة إلى 9 دراهم للكيلوغرام الواحد، والشعير 8 دراهم، و"فرينة" ما بين 4 دراهم ونصف إلى خمسة دراهم. الأغنام المستوردة ستحقق التوازن أكد «الكساب» بصخور الرحامنة، أن الشعير المدعم لا يفيد الأغنام، بل يضرها في بعض الأحيان، ما يضطرهم إلى التخلي عن استعماله، واللجوء إلى أعلاف أخرى، مشيدا بصمود «الكسابة» بالمنطقة، التي يتحدر منها رغم الظروف الصعبة، إذ أن أغلبهم أعد كل حسب طاقته وإمكانياته، ما يكفي لتلبية حاجيات السوق. وجدد الكساب القول إن مشكل عرض الأغنام المغربية غير مطروح، لكن السعر هو المشكل هذه السنة بالنسبة إلى القدرة الشرائية للمغاربة، وهي وضعية خارج إرادة «الكساب»، الذي وجد نفسه في وضع صعب أمام توالي سنوات الجفاف وغلاء الأعلاف. وقدر سعر الخروف، الذي كان سعره 2500 درهم الموسم الماضي، بأربعة آلاف درهم هذه السنة، وقد يتجاوزه بقليل، حسب مستوى العرض والطلب في الأسواق ونشاط المضاربين. وقال إن استيراد الأغنام من إسبانيا ورومانيا، من شأنه أن يساعد على ضمان استقرار الأسعار، ووفرة اللحوم في محلات الجزارة، بعد العيد، خاصة أن سعره أقل من سعر المنتوج الوطني، مشيرا إلى أن سعر اللحم بعد العيد، قد يعرف ارتفاعا غير مسبوق، بسبب تأثير ذبح أزيد من 6 ملايين رأس من الأغنام. وأكد «الكساب» أن هذه الصعوبات، هي التي أدت إلى أن «الكساب» الصغير "رفع يده" بسبب ضعف السيولة، وعدم تقديم المساعدات الكافية له من أجل الاستمرار في السوق، إذ أصبح عاجزا عن اقتناء رؤوس الأغنام وإعدادها للتسويق، مشيرا إلى أن الكسابة الذين لهم إمكانيات هم الذين استمروا في السوق. وطلب من الحكومة رفع الدعم المخصص للفلاحين و»الكسابة» الصغار، حتى يستمروا في نشاطهم وممارسة تربية الأغنام، عوض الاهتمام فقط بكبار الفلاحين والمستوردين. وقال إن منطقة الرحامنة عاشت تسع سنوات من الجفاف، ومع ذلك، مازال الكسابة صامدين، رغم غياب الدعم، باستثناء دعم الشعير. من جهته، أكد أحمد الكليخ ، «كساب» من منطقة قلعة السراغنة، أن الخروف موجود، وأن العرض متوفر بما يكفي لأضحية العيد، مشيرا إلى أن مختلف الأسواق عبر التراب الوطني، تعرف عرضا وافرا من الأغنام أكثر من السنة الماضية، لكن بسعر أكثر وذلك بسبب كلفة العلف، مقدرا الزيادة بحوالي 1500 درهم هذه السنة. وقال إن جميع أنواع الأغنام ستعرف هذه النسبة من الزيادة سواء «الصردي» أو «تمحضيت» أو «بني كيل»، وذلك بسبب تداعيات الجفاف التي عانتها منطقته خلال خمس سنوات الماضية، مؤكدا أن غلاء الأعلاف لا يعني غياب الأضحية، فـ»الحولي موجود» وكذلك «الحولية» في مختلف الأسواق. ورغم ذلك، فإن الاستيراد ضروري، يقول «الكساب» من قلعة السراغنة، التي فازت السنة الماضية بجائزة أحسن فحل، حتى يتم ضمان تموين الأسواق من اللحوم الحمراء بعد العيد، «فلا يجب أن نفكر فقط في أضاحي العيد، وكفى"، مؤكدا أن الأغنام تلد في هذه الأيام، بعد التساقطات المطرية الأخيرة، وانتعاش المراعي، و"دارت الحركة الحمد لله"، والخير موجود و"الحولي" متوفر بما يكفي، و"غادي يعيدوا المغاربة ويشيط الخير". الوفرة والجودة عبد الرحمان المجدوبي * ما هي وضعية العرض اليوم ؟ > حاليا، وبعد الخروج من تداعيات كوفيد 19، وسنوات الجفاف الصعبة، والتي تتراوح ما بين أربع وست سنوات، وارتفاع أسعار مختلف المدخلات، (الأعلاف والمحروقات وأجور المستخدمين)، هناك تضخم واضح، وليس في المغرب لوحده، بل في جميع دول العالم، بسبب عوامل داخلية وخارجية. ورغم ذلك، فمجهود الكساب كبير، وبفضله ما زلنا نرى وفرة الأغنام، والحمد لله، كما أن مجهود وزارة الفلاحة، وبدون لغة خشب، واضح، لأنها دعمت 15 مليون قنطار من الشعير خلال سنة ونصف، بعد التوجيهات الملكية، وتخصيص ميزانية كبيرة لمقاومة تداعيات الجفاف. هل يكفي لتلبية حاجيات عيد الأضحى؟ > أكدنا في اجتماعات رسمية أمام المسؤولين، أن وفرة العرض موجودة، فمنذ سنتين، لم نر إغلاق أي مجزرة بسبب عدم وفرة اللحوم الحمراء، وأن ارتفاع السعر إلى 100 درهم ، أي بزيادة 20 في المائة، في الوقت الذي ارتفعت أسعار المدخلات والأعلاف بنسبة 100 في المائة، وفي بعض الأحيان بأكثر. وقد كلفت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز بترقيم 8 ملايين رأس المعدة لعيد الأضحى، وحاليا نحن في مستوى 2,5 مليون، ونسير بوتيرة مائة ألف، ولدينا 400 مرقم في جميع الجهات، يشتغلون طيلة أيام الأسبوع، بمعنى في شهر واحد سنصل إلى 3 ملايين رأس. ماذا عن الاستيراد من الخارج، الذي قالت الوزارة إنه يمكن أن يصل إلى6 ملايين رأس؟ > الاستيراد مفتوح، والأثمنة في إسبانيا أو رومانيا التي تتوفر على مراع جيدة، غير تنافسية مع أسعار المغرب. ومن هذا المنبر أحيي الكساب المغربي، كما أحيي المسؤولين في الفلاحة الذين يواكبون القطاع وعلى رأسهم وزير الفلاحة، الذي سيتجاوب مع المهنيين. وأؤكد مرة أخرى أنه في حال علف المجترات الصغيرة في ظل هذه الأسعار، ينعدم الربح، والدعم المقدم ساهم في ارتفاع عدد الولادات الجديدة هذه السنة أكثر من السنة الماضية، لأن دعم الوزارة جاء في فترة التوالد، ونطالب به خلال الأشهر الثلاثة المقبلة التي ستعرف التوالد أكثر، أي مواصلة الدعم، حتى لا نسقط في المشكل الموسم المقبل، ونعيد بناء القطيع. * رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز

المواشي… العرض وفير والثمن مرتفع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفاصيل سقوط مبحوث عنه بالعليين

انقلاب سيارة يفضح جرائم اختطاف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات