سندبـاد ينبعـث مـن المستنقعـات

المركب الترفيهي يعرض على زواره 24 لعبة و36 حيوانا وسعر الدخول يتراوح بين 25 درهما و35 تحتفظ حديقة "سندباد" لسكان البيضاء وزوارها بجزء من ذكرياتهم، حين كان هذا المركب النائم على ساحل عين الذئاب، الملاذ الوحيد للباحثين عن المتعة والترفيه، قبل أن يغلق أبوابه قبل سنوات ويتحول إلى حي سكني عشوائي بين المستنقعات، استغل فضاءات اللعب وأقفاص عرض الحيوانات. هذا الواقع لم يكن ليستمر في مدينة مثل البيضاء، التي فرض تزايد عدد سكانها وتغير نمط استهلاكها، حاجة ماسة إلى فضاء ترفيهي بمعايير استثنائية، يتعلق الأمر بجيل جديد من الحدائق خرج إلى الوجود، نتاج زواج ناجح بين القطاعين العام والخاص، استفز فضول البيضاويين حول موعد افتتاحه الرسمي، ونوعية الخدمات التي يقدمها، وجديد وسائل الترفيه التي سيعرضها للعموم طيلة أشهر. "الصباح" تقتحم عوالم "سندباد" الجديدة، وتنقل تفاصيل المركب الأضخم من نوعه في المملكة. كل الطرق تؤدي إلى حديقة «سندباد»، فالشريط الساحلي الذي يحتضن المركب الترفيهي، ممر نشيط لسيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة. كما يستفيد أيضا، من قربه الجغرافي من المحطة النهائية لـ»طرامواي» البيضاء، وبعض محطات الحافلات التي تؤمن الربط بين مجموعة من أحياء المدينة، وبالتالي فبلوغ الوجهة الترفيهية الجديدة لا يستغرق سوى دقائق، إذ يلعب الموقع الإستراتيجي للحديقة دورا مهما في تأمين سلاسة الولوج إليها، وهو الأمر الذي أكد أهميته، رشيد بناني، مدير عام، مجموعة «سندباد بيتش أند ريزورت»، التي تسير الفضاء الترفيهي الجديد بموجب عقد تدبير تصل مدته إلى 30 سنة، عبر فرعها «سندي بارك»، موضحا بالقول، إن» الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مشروع سندباد تعتبر الأنجح من نوعها في المغرب»، مشيرا إلى حجم مساهمة السلطات المحلية للبيضاء في المشروع، من خلال تخصيص وعاء عقاري نوعي وتهيئته للاستغلال، بعد تحريره من السكان الذين تم إدماجهم في سكن لائق، وهي العملية التي استغرقت سنة كاملة. واستغرقت مراحل الدراسة وبناء وتجهيز مشروع حديقة «سندباد» حوالي ثلاث سنوات، فيما رصدت كل من «أليانس» و»صوميد»، باعتبارهما شريكين من القطاع الخاص، عبر مجموعة «سندباد بيتش أند ريزورت»، غلافا استثماريا بقيمة 400 مليون درهم، علما أن تدبير الحديقة سيكون خلال خمس سنوات الأولى بمواكبة شركة «الألب»، الرائدة عالميا في تدبير حدائق الألعاب، إذ تشرف على 21 حديقة في العالم، من أبرزها حديقتا «أستيريكس» و»وليبي» ومتحف «كاريفان» الموجود في أزيد من سبعة بلدان أوربية، في الوقت الذي يرتقب أن يستقبل الفضاء الترفيهي، في حال تزامن افتتاحه مع الفترة الصيفية الحالية، آلاف الزوار من البيضاء والمدن المغربية الأخرى، إلى جانب المهاجرين المغاربة بالخارج، خصوصا أن المركب الجديد، أضحى يتوفر على طاقة استيعابية عالية، وعرض متنوع يضمن الاستجابة لحاجيات الزوار من مختلف الأعمار. 24 لعبة نوعية وتنتصب البوابة الرئيسية لمركب «سندباد» الترفيهي على مساحة مهمة، تتلاءم مع التصميم المعماري الفريد، الذي يزاوج بين «الفانتازيا» والدقة الهندسية العصرية، إذ تحكي البوابة ومرافق الحديقة الداخلية، قصة «سندباد» البحار ورحلاته الأسطورية، فالبوابة عبارة عن واجهة قصر تتخللها بوابة خشبية عملاقة وبوابتان صغيرتان على الجانبين، مدعومة كلها بحواجز إلكترونية لضمان سلاسة المرور بالنسبة إلى الزوار، عبر تكنولوجيا «البوانتاج»، فيما تحتضن ساحة دائرية الشكل الزوار بمجرد عبور الحواجز المذكورة، ما يعطي للزائر نظرة واضحة حول المكان وتفاصيله، وهو الأمر الذي علقت عليه كنزة زحزوحي، مسؤولة التواصل بالشركة المسيرة للفضاء الترفيهي، بالقول، إن «صحن الاستقبال شيد بطريقة دائرية ليمنح إلى الزائر حرية اختيار وجهته، والتعرف على تفاصيل المرافق التي يزورها، وهنا تجب الإشارة إلى أن الزائر حر في شحن بطاقة الاستفادة من الخدمات الخاصة بالحديقة، عند الدخول وخلال وجوده في أي زاوية أو ركن من المكان، بعيدا عن أي تقييد أو تضييق على اختياراته، في الوقت الذي سيتراوح سعر تذكرة دخول الفرد بين 25 درهما و35». وأشارت المسؤولة ذاتها، إلى أن التذاكر تشحن باستمرار من أجل الاستفادة من الألعاب وخدمات الحديقة، وذلك في المطاعم وفي شبابيك التذاكر، إذ يتم خصم سعر اللعبة من محتوى التذكرة بمجرد تمريرها من كاشف إلكتروني مثبت لهذا الغرض عن كل لعبة، موضحة أن السعر وإمكانية الاستفادة من أي لعبة في المركب الترفيهي، يتم تحديدهما حسب نوعية اللعبة وعمر الطفل وقامته، إذ يتم قياس طوله بواسطة منصة عمودية تتخذ لون الإشارات الضوئية المرورية، الأحمر والبرتقالي والأخضر، وتختلف مقاييسها من لعبة إلى أخرى، فيما تم تأمين استغلال الألعاب بواسطة مشرفين ومدربين دائمي اليقظة وكاميرات مراقبة، علما أن الحديقة تحوي 24 لعبة من الجيل الجديد، منها أربعة ألعاب مائية، إلى جانب ألعاب الإثارة المعروفة، من قبيل «الأفعوانية الخطيرة» ولعبة «عين الرخ»، التي يصل ارتفاعها إلى 35 مترا، وهي الألعاب التي سيستغلها مجانا الأطفال صغار السن. متاجر ومطاعم راقية وبمجرد تجاوز البوابة، تحتضن الجهة اليمنى من مدخل الحديقة متجرا من أصل متجرين اثنين، يتيح الأول للزوار إمكانية اقتناء تذكارات وإكسسوارات تؤرخ لزيارة المركب الترفيهي، فيما يعرض المتجر الثاني «أفريقا سوق»، الذي يقابل بوابة حديقة الحيوانات الداخلية، تذكارات بلمسة إفريقية. وفي الجهة اليسرى ينتصب «فندق سلطانة»، الذي يعتبر فضاء لاستقبال ودائع الزوار من حقائب ومشتريات، ويعرض أيضا، عربات وكراسي متحركة لسهولة التنقل في الحديقة مقابل ثمن رمزي. أما التجول بين الألعاب المختلفة الموزعة بشكل متناسق بين جنبات الحديقة البالغ مساحتها 16 هكتارا، فيتسم بالسلاسة واليسر، إذ تساعد علامات التشوير على استكشاف كل منطقة على حدة، فيما تتشابك الممرات الأرضية لتقلص مدة الجولة، وتضمن استكشاف جميع المرافق، علما أن فضاءات الألعاب تتخللها ثلاثة مطاعم صغيرة، تقدم اللمجات والأكلات الخفيفة بسعر تنافسي، مقارنة مع المعلن عنه عند نظيراتها خارج المركب الترفيهي، إذ تسير هذه المطاعم الصغيرة إلى جانب مطعمين كبيرين آخرين بشكل ذاتي من قبل الشركة المسيرة، وتعرض كلها أطباقا متنوعة وغنية من المطبخ العالمي. ويستقبل مطعم «زنجبار»، الذي صمم على شكل باخرة، 432 شخصا، فيما يعرض مأكولات «فاست فود» لفائدة زوار الحديقة، الذين يقتطعون وقتا من زيارتهم للاستفادة من وجبة خفيفة، أما مطعم «تومبوكتو»، فصمم على شكل بيوت إفريقية بسقوف القش، وتبلغ قدرته الاستيعابية 220 شخصا، إذ يتوفر على مزايا الرقي والجودة والتنوع في العرض، مع إمكانية الولوج إليه من الخارج، دون الحاجة إلى المرور عبر الحديقة، وهو المطعم الذي يلتزم بساعات عمل أطول، تتجاوز الدوام العادي للحديقة، فيما ينتصب بمحاذاة المطعم الأخير، «بيت الأرض»، وهو قاعة سينما واجتماعات، مجهزة بأحدث التقنيات السمعية البصرية. كما يستفيد زوار حديقة الألعاب «سندباد» أيضا، من ورشات تدريب على فنون «السيرك»، في خيمة «سيرك» ثابتة في الحديقة، على أيدي مؤطرين مؤهلين، مقابل أسعار تختلف حسب نوعية التدريب ومدته. ويعيش المركب الترفيهي حالة استنفار تأهبا للافتتاح الرسمي، المرتقب بين الفينة والأخرى، إذ يباشر كل مستخدم عمله من موقعه يوميا منذ 18 ماي الماضي، في إطار تدريبات عملية، بعد الخضوع لدورة تكوين نظري استمرت لمدة ثمانية أسابيع، في الوقت الذي أكد رشيد بناني، مدير عام الشركة المسيرة، استعداد الطاقم البشري الحالي لمواجهة ضغط الإقبال خلال الأيام الأولى من الافتتاح، بالاستفادة من مراكمة تجارب عملية مهمة طيلة شهرين تقريبا. أسـد ولبؤتـان ببلوغ مطعم "تومبوكتو" ينفتح أفق الزائر على حديقة للحيوانات من الجيل الرابع، تسير من قبل إطار فرنسي راكم خبرة طويلة في مجال تدبير هذا النوع من الحدائق والاهتمام بمرافقها، إذ تحتوي على 35 فصيلة من الحيوانات، مع طموحات برفع عدد المعروضات إلى 150 حيوانا في أفق شتنبر المقبل، وفي الوقت الذي يستأثر الأسد والحيوانات المتوحشة الأخرى باهتمام الزوار، الذين ينتظرون بفارغ الصبر موعد الافتتاح، تعرض الحديقة على زوارها فرصة التعرف على أسد ولبؤتين، وكذا زوج نمور، إضافة إلى نمر أبيض، وفصائل نادرة من القردة والبرمائيات، وبعض الطيور الغريبة. وتتميز حديقة الحيوانات بخصائص الأمان، من خلال الحفاظ على مسافة آمنة بين الحيوان والزائر، الذي يمنع عليه بموجب تعليمات مضمنة على اللافتات المنتشرة في أرجاء الحديقة، إطعام الكائنات الحية المعروضة في فضاءات الحجز المخصصة لها، لأسباب تتعلق بسلامتها الصحية وحماية البيئة، "ذلك أن الحيوانات تتبع نظاما غذائيا خاصا، وتقطن في بيئة غير بيئتها الأصلية، الأمر الذي يفترض خبرة خاصة في التعامل معها"، تؤكد مسؤولة التواصل في شركة "سندباد بيتش أند ريزورت"، التي أشارت إلى الاستعانة في هذا الشأن بالخبرة الأجنبية، وضمان تكوين أطر مغاربة في هذا المجال بهدف ضمان سلاسة وجودة التدبير في المستقبل، علما أن المركب الترفيهي يشغل 350 ألف مستخدم، بواسطة عقود مباشرة وغير مباشرة، نسبة 98 % منهم مستخدمون مغاربة.

سندبـاد ينبعـث مـن المستنقعـات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"العياقة" تسقط الأسر في فخ "الكريدي"

البحث عن مصير ملايين بقباضة برشيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات