عبد الله إسوفغ… كاتم أسرار عبد الكريم الخطيب22

الخطيب أغلق البرلمان وحمل المفتاح إلى منزله رفيق عبد الكريم الخطيب وكاتم أسراره. كان عبد الله إسوفغ، الملقب بـ"باتريس لومومبا" المغرب، ضمن المجموعة الأولى التي أسست الحركة الشعبية الدستورية، "وشاهد عصر" على أحداث كبرى شهدها المغرب قبيل الاستقلال وبعده، أهمها الصراع التاريخي بين القصر وجزء من الحركة الوطنية، ثم حروب التصفيات الجسدية بين حزبي الاستقلال والشورى والاستقلال. حضر ابن قصور وزوايا تاكونيت عمليات ومفاوضات اندماج الحركة الشعبية الدستورية وحركة الإصلاح والتوحيد لتشكيل حزب العدالة والتنمية، كما يعتبر ذاكرة العمل النقابي بالمغرب وأحد مؤسسي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. عشت أحداث 23 مارس بكل صخبها السياسي، كما تتبعت، من موقع شاهد على العصر، ما رافقها وما تلاها من قرارات تاريخية قام بها الملك الراحل الحسن الثاني في علاقته بأقطاب الحركة الاتحادية آنذاك والحركة اليسارية.في المقهى القريبة من منزلي بدرب الشرفا بدرب السلطان التي كان يتجمع فيها عدد من الشباب لمتابعة التطورات الجديدة، استمعنا إلى الخطاب الملكي الذي قال فيه الملك الراحل: "شعبي العزيز لقد وضعتني تحت الاختبار"، ثم خاطب بلغة صارمة الذين حرضوا على المظاهرات "أقول لكم إنه لا أخطر على أي دولة من الشبيه بالمثقف، وأنتم أشباه مثقفين وليتكم كنتم جهالا".أما على المستوى السياسي، فقد صار واضحا أن المغرب يعيش أزمة سياسية. لذلك، لجأ الحسن الثاني إلى عدد من المحاولات للتنفيس، منها الإفراج عن عدد من قيادات الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ضمنهم مومن الديوري والفقيه البصري في 13 أبريل، الذين اعتقلوا في ما يعرف بمؤامرة يوليوز 1963، ثم التقى بعد ذلك بوفد من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كان من ضمنه عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي لتشكيل الحكومة.وتناهى إلى علمنا أيضا أن الملك الراحل استدعى أيضا أستاذه في الرياضيات المهدي بنبركة الذي كان في المنفى، فرفض تلبية الدعوة، فكان رد الحسن الثاني حازما بإعلانه حالة الاستثناء الذي رفضه عدد من السياسيين، منهم الدكتور عبد الكريم الخطيب، رئيس أول برلمان ما بعد الاستقلال 1963، وحكا لي في ما بعد أنه أغلق المؤسسة التشريعية وحمل المفتاح معه إلى مقر إقامته، وخبأه في علبة صغيرة ووضعها في مكان قرب مدخل الفيلا، واحتفظ به لعدة سنوات. هذا الرفض القاطع من رجل في طينة عبد الكريم الكريم الخطيب، صديق الملك المغفور له محمد الخامس وطبيبه الخاص وتقلد عددا من المناصب الوزارية، ما وضعه مباشرة أمام مدفعية المضايقات، إذ انسحب من الحركة الشعبية (أول حزب يؤسس سنة 1959 في ظل ظهير الحريات العامة) وأسس الحركة الدستورية الشعبية الديمقراطية سنة 1967 التي سنأتي على ذكر تفاصيلها في ما بعد.هذه التطورات السريعة أدخلت المغرب في فراغ سياسي حاد، زاد من حدته السنوات الطويلة لحالة الاستثناء (5 سنوات)، وبروز حركات جديدة على الساحة السياسية توجد على يسار الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحزب الشيوعي المغربي (التقدم والاشتراكية حاليا)، وهما تنظيما «23 مارس» و»إلى الأمام».كانت الأجواء متوترة، إذ كنا نتابع أخبار الاعتقالات وتحرك الأجهزة السرية في صفوف عدد من الشباب الذي كان تشتم منهم رائحة «اليسار» وبدأت المخيلة تنسج عددا من الحكايات التي كنا نتداولها في جلساتنا في المقاهي.في ظل هذه الأجواء، يحدث أن تستغل بعض الأطراف في الجيش الوضع، وتقرر القيام بانقلاب عسكري على المؤسسة الملكية في مناسبتين اثنتين نجا منهما الملك الراحل بأعجوبة، وهما الحدثان اللذان تابعتهما عن كثب.يوسف الساكت

عبد الله إسوفغ… كاتم أسرار عبد الكريم الخطيب22

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم من رحم مؤسسات تعليمية 4

دم مغربي في الجولان7

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات