معتقدات جاهلية تبعث من جديد

البعض يعتبر أن أهم حدث في رمضان هو تكبيل الشياطين والجن لم تتمكن 12 قرنا من الإسلام من محو آثار السحر في حياة المغاربة، على اعتبار أن الشعوذة كانت حاضرة في المعيش اليومي قبل وصول الديانات السماوية، إذ يسجل عبد الرحيم عنبي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ابن زهر بأكادير، أن المغاربة أسقطوا معتقدات ماقبل الإسلام على تدينهم، ولم يجدوا حرجا في الجمع بين المقدس والمدنس في ليلة القدر أفضل مواعد الدين الإسلامي إلى جانب يوم عرفة.وشدد عنبي في تصريح لـ"الصباح"، على ضرورة التمييز بين الإسلام المثالي، الذي لا يوجد إلا في النصوص، وإسلام الواقع المعيش الذي تجسده الممارسات والشعائر والطقوس، التي قد تخرج عن الدين، أو ربما تتناقض مع الأصول الدينية كتابا وسنة، إذ نجد كثيرا من الخلط بين المقدس والمدنس، لا يتعلق الأمر فقط بالسحر، بل أكثر من ذلك نجد معتقدات وطقوس، من ديانات أخرى.وبما أن حضور السحر كان قويا في مغرب ماقبل الإسلام، فقد احتفظ المغاربة بحساسية خاصة من أمور الشعوذة، إلى درجة أنهم يعتبرون أن أهم واقعة تحصل في رمضان هي تكبيل الجن والشياطين، وبقائهم رهن الاحتجاز طيلة شهر الصيام، لا يطلق سراحهم، إلا في ليلة السابع والعشرين.وفسر أستاذ علم الاجتماع إقبال بعض النساء على العطارين والمشعوذين والسحرة في العشر الأواخر من رمضان، بالاعتقاد أن في ليلة السابع والعشرين تكون الشياطين متعطشة للعمل بعد شهر من الراحة، وأن عملها سيكون جيدا، لذلك تسارع بعض النساء في إعداد مستلزمات الليلة، من أجل امتلاك قلوب الأزواج، وأخضاع المتمردين منهم أو لتحقيق مآرب أخرى.ويعتبر عنبي أن هناك فرقا شاسعا في فهم دلالات الليلة المقدسة بين المعتقد الشعبي و الإسلام العام، ذلك أنه في الوقت الذي تكون فيه الملائكة عرائس الليلة المذكورة، يعطي المغاربة أهمية لما يقوم به الشياطين وما يمكنهم القيام به في أول عهدهم بالانعتاق بعد شهر من السجن، ويتم استقبالهم بمواد غريبة تمتلئ بها محلات العطارة، ويرتفع رواجها في الأيام التي تسبق ليلة القدر كما هو الحال، بالنسبة إلى الذبابة "الهندية" وبيض الحرباء ورؤوس مختلفة الأنواع والأشكال وأظفار وجلود بعض الطيور والحيوانات.كما تطلق روائح البخور من "الجاوي" و"العود القماري"، و تشعل الشموع الملونة في غرف المنازل حتى وإن كانت فارغة، اعتقادا من أصحابها أن الأرواح تنزل ليلة القدر لتجد المكان منارا ومعطرا بالروائح الطيبة التي تطرد الأرواح الشريرة والعين.ويؤكد عنبي أن أعمال الشعوذة في رمضان ترتبط أساسا بجلب المحبة و تحسين العلاقات الزوجية بتطويع الزوج وإخضاعه أو إرجاعه إلى عش الزوجية إن كان مفارقًا له، كما قد تبحث عن الانتقام وتصريف كيدهن.ياسين قُطيب.

معتقدات جاهلية تبعث من جديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

80 في المائة من المغاربة يؤمنون بالسحر

ملاحقة الشيطان في ليلة استثنائية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات