يواصل المغرب حالة تأهب قصوى بمختلف أجهزته الأمنية، عقب الأحداث الإرهابية التي ضربت المنطقة المتوسطية، نهاية الأسبوع، من تفجير مصنع الغاز في شرق فرنسا، وقتل السياح الأجانب في منتجع "إمبريال مرحبا" بسوسة بتونس، وتفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت، ينضاف إليها ما يحدث في دول الساحل والصحراء الإفريقية من هجمات لتنظيم "داعش" الإرهابي.وحسب مصادر "الصباح"، عقدت خلية التنسيق الأمنية المغربية اجتماعا لها، وهي التي تم إنشاؤها في يوليوز السنة الماضية، من قبل محمد حصاد، وزير الداخلية لمواجهة كل الاحتمالات، إذ وضعت مختلف قوات الأمن على الحدود البرية والبحرية والجوية، بالمطارات والموانئ في حالة استنفار، وكذا قوات الجيش، من خلال تحرك باخرات حربية مجهزة برصد الصواريخ وتعقبها، تراقب المجال الجوي أيضا، كما ألف المواطنون تحرك قوات "حذر" لمراقبة المؤسسات الديمقراطية، والمواقع السياحية الحساسة.كما تم استنفار كل رجال ونساء السلطة ميدانيا، بتشديد المراقبة وتنبيه السلطات لأي تحرك مشبوه لأي شخص أو جماعة ، إذ أعطيت الأوامر برفع منسوب تفتيش السيارات العابرة عبر البواخر، وكذا ركاب الطائرات، ومراقبة الحدود البرية مع الجزائر بدقة متناهية، وأيضا الحافلات الآتية من سبتة ومليلية المحتلتين. وكشفت المصادر أن المصالح الأمنية والاستخباراتية معبأة لمواجهة التهديدات الإرهابية، وأن المغرب رفع مستوى التأهب إلى مستويات أعلى، تحسبا لها. وكان حصاد قال في مناسبات سابقة، إن المغرب، على غرار العديد من بلدان العالم، يواجه تهديدات إرهابية عامة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في المقاربة الأمنية التي ينهجها، مضيفا أن المقاربة المغربية في هذا الشأن استباقية، تستند إلى المعلومات الاستخباراتية، تجنبا لوقوع اعتداءات وهجمات إرهابية، مؤكدا أن المقاربة الاستباقية تتوخى حفظ الأرواح والممتلكات والحفاظ على الأمن والاستقرار، وهو ما يفسر إعلان الداخلية بين الفينة والأخرى عن تفكيك خلايا إرهابية. وقال في حوار سابق له مع مجلة " جون أفريك" إن المصالح الأمنية، فككت خلال العام الجاري 27 خلية متشبه في تورطها في التحضير لعمليات إرهابية، مقارنة مع العام الماضي الذي لم تتجاوز 5 خلايا.وقال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح"، إن المغرب يدين كل العمليات الإرهابية الإجرامية مهما كانت دوافعها، لأن الإسلام يحرم ذلك وكافة القوانين والتشريعات الكونية.وأكد الخلفي أن المغرب له خطة أمنية محكمة، وجاهزية ويقظة، وفعالية، ويبقي عليها بطريقة دائمة، ومتواصلة، وبشكل استباقي لإفشال كل المخططات الإرهابية، مضيفا أن الحكومة تعي مختلف المخاطر المحدقة، وتساند مختلف الأجهزة الأمنية في عملها الدؤوب.أحمد الأرقام