نجحت سلطات البرنوصي في إخلاء المنطقة من الباعة المتجولين، بعد المواجهات الدامية التي عاشتها، خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن اعتقالات في صفوف "الفراشة" وإصابات متفاوتة الخطورة. وبعد أن كانت المنطقة تعيش على صفيح ساخن، تراجعت حدة الاحتجاجات، إلا أن الإنزال الأمني مازال مستمرا، تحسبا لأي مشكل. وقال أحد الباعة المتجولين، إنهم لم يقووا على ممارسة نشاطهم في المنطقة، مشيرا إلى أنهم معرضون للتشرد والضياع، بسبب "الحرب" التي تشنها السلطات عليهم.وكشف عدنان برجاني، عضو المكتب الجهوي للمنظمة الديمقراطية للتجار والحرفيين بالبيضاء، إن "فراشة" البرنوصي أضحوا محاصرين من كل الجوانب، مشيرا إلى أنهم ممنوعون من مزاولة نشاطهم التي تعد مصدر رزقهم. وأوضح المتحدث ذاته أن الآلاف من الباعة المتجولين، أضحوا دون عمل، دون توفير البديل لهم، متسائلا عن مصيرهم، بعد أن نجحت السلطات في إخلاء المكان منهم، "وتلفيق التهم لهم، خلال الحملات التي تشنها ضدهم"، على حد تعبيره، مسترسلا "ثمانية بائعين متهمون بتهم لم يقترفوها، ينتظرون محاكمتهم، في الوقت الذي يفترض فيه أن يكونوا بين أفراد عائلتهم".وتحدث برجاني عن معاناة الباعة المتجولين، بسبب "حرب" السلطات ضدهم، مؤكدا أنهم بعد أن كانوا يتطلعون إلى أن يكون مشروع "تجارة القرب"، حلا مناسبا لهم، فوجئوا بأنه ليس في مستوى انتظاراتهم، وأن أشخاصا لا علاقة لهم بالمهنة، هم من يستفيدون منه.وفي سياق متصل، أسفرت آخر تدخلات السلطات لإخلاء المنطقة من الباعة المتجولين، مساء السبت الماضي، عن اعتقال بائع، بعد أن حاول الفرار. وعرف التدخل مواجهات بين القوات المساعدة إضافة إلى رجال الأمن، وعائلات البائعين، إلى درجة أن أما من أقارب بائع، هددت بقتل رضيعها، احتجاجا على اعتقال قريبها.وحسب مصادر "الصباح" فإن الأم، فقدت أعصابها في الوقت الذي كانت تحمل رضيعها، قبل أن تصرخ بأنها سترميه أرضا، أمام أعين السلطات، الأمر الذي دفع بعض الجيران إلى التدخل، وأخذ الرضيع بعيدا، سيما أن الغضب والاحتجاج، بلغا ذروتهما. يشار إلى أن الباعة المتجولين بالبرنوصي، يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة عين السبع، خلال محاكمة المعتقلين منهم، مشددين على ضرورة إطلاق سراحهم، وإسقاط التهم عنهم.إ. ر