المبيعات تراجعت بناقص 15 % بعد رفع الضريبة الداخلية على الاستهلاك من 25 % إلى 35 نجحت الأصوات المدافعة عن تغليب السلامة الصحية في التعاطي مع مهنيي التبغ بالحكومة، من خلال التلويح بعصا الضريبة لخفض المبيعات وتقليص الاستهلاك، وهو الأمر الذي سرعان ما ظهر أثره في البيانات المالية لشركات التبغ، التي تضررت مبيعات منتوجاتها في السوق، باختلاف الصنف والعلامة. وألهب تطور الضريبة الداخلية على الاستهلاك (TIC)، كلفة الإنتاج، وأجبر الشركات على رفع الأسعار، ما أثر سلبا على رواج السجائر الشعبية، وحتى الراقية منها، يتعلق الأمر بصنف من التبغ المصنع، يحيل على الرفاهية والثراء بمجرد نطق اسمه، إذ سجلت مبيعات "السيكار" لدى الموزعين المعتمدين، تراجعا بناقص 15 % خلال الفترة بين 2012 والسنة الماضية، لتنتقل قيمتها من 40 مليون درهم إلى 34 مليونا، فيما انخفض حجمها بناقص 22 %، ليتهاوى إلى 452 ألفا و374 وحدة متم دجنبر الماضي، مقابل 581 ألفا و497 وحدة قبل ذلك بسنتين.وعزا المهنيون تراجع مبيعات "السيكار" من حيث الحجم والقيمة إلى ارتفاع الضريبة الداخلية على الاستهلاك، منذ فاتح يناير من السنة ما قبل الماضية، إذ رفع القانون المالي 2013 الذي أعاد النظر في تضريب التبغ، الضريبة على سعر البيع للعموم من 25 % إلى 35، ليقفز الالتزام الضريبي إلى 500 درهم على كل ألف وحدة، الأمر الذي دفع زبناء هذا النوع من السجائر إلى التوجه نحو فضاءات تسويقية جديدة، يتعلق الأمر بالمساحات التجارية الحرة "ديتي فيري"، التي أصبحت تمثل المنافس الأول للموزعين الكلاسيكيين، ذلك أن الأسعار في الفضاءات الأولى تقل بنسبة تتراوح بين 20 % و30 عن نظيرتها لدى نقط البيع المعتمدة، في الوقت الذي تستحوذ الكميات المهربة على 30 % من الاستهلاك الوطني لـ"السيكار"، وهو الوضع الذي علق عليه إطار في إحدى شركات التبغ الموزعة بالقول، إنه "عندما يتعلق الأمر بمنتوج راق، لا يمكننا بحث وضع إستراتيجية لمواجهة القنوات غير القانونية للتوزيع".ومعلوم أن سوق "السيكار" يسيطر عليها فاعلان رئيسيان، يتعلق الأمر بالشركة المغربية للتبغ (SMT)، فرع مجموعة "إمبريال طوباكو"، التي تستحوذ على 98 % من حصة السوق، إلى جانب "شركة شمال إفريقيا للتبغ"، موزع منتوجات شركة "جابان طوباكو إنترناشيونال" بالمغرب، التي قررت منذ أزيد من سنة تسويق "سيكاروس"، وهو صنف صغير الحجم ولطيف النكهة، يتميز بانخفاض سعره مقارنة مع "السيكار العادي، فيما لجأت الشركة الأولى إلى تنويع عروضها لرفع مبيعاتها في هذا الصنف من السجائر، وتطوير شبكة توزيعها، التي تحوي أزيد من 20 علامة تجارية وحوالي 250 صنفا، فيما تراوحت الأسعار بين عشرة دراهم بالنسبة إلى علامة مثل "غوانتاناميرا بيريتوس"، لتبلغ أربعة آلاف و500 درهم بالنسبة إلى علامة "كوهيبا بيهكي، في الوقت الذي يتم تسويق العلب الكبيرة من هذه العلامة بسعر يتراوح بين 180 ألف درهم و210 ملايين.وتفيد خارطة التسويق التجاري لـ"السيكار"، عرض الأصناف التي يقل سعرها عن ثلاثة آلاف درهم للعلبة في محلات التبغ بالأحياء الراقية في مدن الدار البيضاء والرباط، وكذا مراكش وطنجة، فيما تسوق علب "السيكار" المتراوح سعرها بين ثلاثة آلاف درهم وثمانية آلاف، بشكل حصري، في محلات متخصصة لعلامات عالمية، في الوقت الذي يتوفر محل وحيد في هذا الشأن بالمغرب، يتعلق الأمر بـ"كازا ديل هابانو"، أو منزل "السيكار"، إذ يتوفر على سبع نقط بيع في المدن الكبرى، موازاة مع نواد خاصة بهواة تدخين "السيكار"، مرفقة بالفنادق والمطاعم الكبرى، علما أن موزعي هذا النوع من السجائر ينفقون على التسويق ما نسبته 40 % من رقم معاملاتهم.بدر الدين عتيقي
