المسرحية من تأليف المسكيني الصغير وقدمتها فرقة "أمجاد" مثلت مسرحية «حكاية بوكتف» للكاتب المسكيني الصغير، الجديدة، الخميس الماضي، خلال فعاليات الدورة الأولى لمهرجان المسرح للدار البيضاء، الذي تنظمه نقابة المسرحيين المغاربة بتنسيق مع الفرع الجهوي للمدينة ذاتها، تحت شعار: « أجيال وتجارب مسرحية ومشروعية الاعتراف»، التي حملت اسم المبدع الكبير، عبد الكريم برشيد.وشاركت فيها فرق مسرحية مغربية وأجنبية قادمة من إفريقيا وأسيا وأوربا وأمريكا. واستمتع الجمهور الحاضر بلحظات من الفكاهة التعبيرية، التي تألقت فيها المجموعة المكونة للمسرحية نفسها، خاصة الممثل أحمد تميم وعبد الصادق اعبادة وهشام عطواشي ورشيد الناهيضي وجواد ليمان وصلاح فقيقي والمخرج صالح لمضيجي.وركز المنظمون للدورة الأولى لمسرح الدار البيضاء، على ضرورة رد الاعتبار وخلق فضاءات ثقافية وامتدادات فنية وجمالية لأبي الفنون (المسرح). وتضمن البرنامج العام، بالإضافة إلى تقديم العروض المسرحية، ندوة علمية وفكرية مسرحية بمشاركة أساتذة وباحثين مسرحيين. وتم توقيع كتب في مجال النقد والإبداع المسرحي.وخصص المرصد الوطني للمسرحيين المغاربة، هيأة موازية للنقابة يوما دراسيا حول مؤسستين سبق تأسيسهما، مؤسسة عبد الكريم برشيد للاحتفالية بالفكر والإبداع ومؤسسة محمد أديب السلاوي للدراسات والأبحاث الدرامية مع توقيع كتابيهما الجديدين، والإعلان عن تأسيس مؤسستين مسرحيتين جديدتين، الأولى للمسرحي عبد القادر اعبابو والثانية للمسرحي سعد الله عبد المجيد.وقال هشام عطواشي رئيس فرقة مسرح أمجاد، التي أشرفت على إنجاز مسرحية، «حكاية بوكتف»، «إن العرض الجديد مميز بما يحمله من إبداع في التصور واختيار رصين لنص تزاحمت فيه أفكار ورؤى لواقع، كثيرا ما اعتقدنا أنه عاد، غير أنه سيجعلنا ندرك أن الأمر غير ذلك، بل هو واقع يسائلنا وباستمرار، إن لم نقل إنه يستفزنا وهو ما يجعلنا نعترف أن الأمر وبحق، يتعلق بنص جدير بالقراءة وحكاية تستحق المشاهدة».وأضاف ان «حكاية بوكتف»، حكاية كشف واكتشاف لواقع اجتماعي من خلال موضوع «السعاية»، أو الشحاذة المدروسة، التي تتطلب من صاحبها المحترف، أو شحاذها أن يكون ذكيا ماهرا في تقمص حالات «السعاية» لكي تجعل المتعاطف من الناس يرق لحال الشحاذ ويستجيب لمنظره.ويكشف موضوع النص المسرحي عن فئة مهمشة، قد تبدو مألوفة لدينا ولكنها تعيش حالة فريدة في لعب أدوارها المختلفة في كسب عيشها، إذ نجد البروفسور أو «مقدم» الشحاذة ومعلمهم يقدم معلومات وطرقا فريدة وأساسية للوصول إلى قلوب الناس، انطلاقا من تشخيص جيد لمجموعة من الحالات المؤثرة في المشاهد، المتلقي (حالات إعاقة دائمة أو حالات مكتسبة.ويعتمد النص/الموضوع على مجموعة من المواقف والمفارقات التي تطلعنا على عالم «الشحاذة» والشحاذين، وهم يتمتمون ويتفهمون مهن الآخرين، يتم هذا من خلال انتقاد وفضح للمشتغلين بها، أو الذين كانوا ضحية ظروف قاهرة غاشمة، عبر مواقف قد لا نعيرها انتباهنا واهتمامنا، ولكنها تشكل لوحة اجتماعية مرفوضة في المجتمع.وأكد عطواشي، أن فرقة مسرح أمجاد، اختارت مسرحية، «حكاية بوكتف»، لأن النص يتماشى مع الزمن والمكان، كما أنها تمتاز برؤية منهجية إبداعية، مسرحية حداثية، من المسرح الثالث، الذي يدل على هذه العناصر الثلاثة، بكل الوسائل المتاحة، «أردنا أن نتعامل مع مستوى النص وننفذ أفكار المؤلف وأن نوصل مفاهيمه بتثبيت دعائم نظريته التي ترتكز على ثلاث قواعد فنية وجمالية (العين والروح والأداة)، ورؤيا في تصور للديكور والأزياء والملحقات والتشخيص حيث يعد الممثل عنصرا أساسيا بإبداعاته الفنية».أحمد ذو الرشاد (الجديدة)
