فرحة كبرى وفوضى في يوم الوداد

المداخيل تجاوزت 230 مليونا وحديث عن سرقات في مستودعات الملابس انتظرت جماهير الوداد الرياضي يوم التتويج بفارغ الصبر، إذ حضرت له الفصائل والجمعيات، ومعها الأمن والمكتب المسير للفريق، ليكون يوم الوداد بامتياز. لم تنتظر الجماهير كثيرا صباح أول أمس (الأحد)، لتنتقل إلى ملعب محمد الخامس باكرا، لمتابعة مباراة الوداد وأولمبيك خريبكة، إذ توافدت في الساعات الأولى، متمنية أن تجد لها مكانا لحضور حفل تتويج البطل، غير أنها اصطدمت بواقع مرير، كان سببه تنظيم ارتجالي خلط الأوراق، وحرم الآلاف من حضور فرحة الفوز باللقب. أبواب الملعب... ثكنات موصدة في حدود الساعة الواحدة ظهرا، أعلن الأمن إغلاق جل أبواب ملعب محمد الخامس، الذي امتلأ عن آخره بالجماهير، لتنطلق احتجاجات عدد كبير منهم، بقي خارج الملعب، لتكون هذه نقطة انطلاق فوضى عارمة وسوء تنظيم أفسد الفرحة.ومع استغراب الجماهير التي اعتقدت أنها حضرت باكرا لمتابعة تتويج الوداد باللقب، لم يتمالك عدد كبير منها نفسه ليحتج بقوة على رجال الأمن، الذين استعانوا بالقوات المساعدة ورجال الأمن الخاص، وسياجات من الحديد لمنع تسلل الجماهير ... حتى التي تملك التذاكر. وأمام هذا الوضع، اضطر رجال الأمن إلى استعمال القوة في بعض الأبواب لتفريق المحتجين، إذ واصلوا محاولاتهم لاقتحام الملعب دون جدوى إلى غاية توقيت بداية المباراة (السادسة مساء)، فيما عاين ”الصباح الرياضي” مشادات بين الأمن وبعض الجماهير التي لم تتقبل فكرة عدم ولوجها الملعب في ذلك الوقت، خصوصا أنها اقتنت التذاكر بمشقة كبيرة. وظل الوضع على ما هو عليه حتى بعد انطلاق المباراة بدقائق، إذ رفض الأمن إفساح المجال للجماهير لولوج الملعب، لوجود تعليمات من داخل الملعب، تنبههم إلى أن الملعب ”سينفجر جماهيريا”، ولا مجال لإضافة أعداد أخرى تفاديا للكارثة.وفي أبشع مظاهر الفوضى، اختار بعض القاصرين ومثيري الشغب مهاجمة الأمن، الذي كان يحاول إبعاد الجماهير من الأبواب المغلقة، ليتم اعتقال البعض منهم، فيما أبعد البعض الآخر بالعصي. ملعب مطوق أمنياولم تكن الصورة داخل الملعب مغايرة كثيرا عن خارجه، إذ عرفت المدرجات إجراءات أمنية احترازية غير مسبوقة، بوضع سياج طويل على طول الملعب، وذلك لتفادي نزول الجماهير إلى أرضيته بعد نهاية المباراة، فيما أمن ما يقارب 2000 رجل أمن، الأعداد الغفيرة من الجماهير التي حجت إلى مدرجات ملعب محمد الخامس.من جهة أخرى، أحاط العشرات من رجال الأمن والقوات المساعدة ورجال الأمن الخاص بجماهير أولمبيك خريبكة التي بلغ عددها المئات، الذين لم يجدوا مكانا لهم في الملعب إلا بمشقة الأنفس.وبالعودة إلى طريقة ولوجهم إلى الملعب، فإن عددا أكبر منهم لم يتمكنوا من الوصول إليه، بعدما منع الأمن حافلاتهم من إكمال طريقها، بسبب اكتظاظه الكبير، ليعبروا بدورهم عن احتجاجهم، فيما فضل البعض الدخول في مناوشات في الطريق العام مع رجال الأمن.وأمام إلحاح جماهير الفريق الخريبكي على الحضور إلى الملعب، اضطر الأمن إلى توفير منطقة معزولة لبعضهم، وذلك في المنصة المغطاة، التي كانت مزدحمة، لدرجة أن البعض أغمي عليه.ونجح رجال الأمن في منع الجماهير من ولوج أرضية الملعب بإجراءات احترازية جديدة، غير أن الخروج منه كان جحيما آخر عاشه كل من حضر المباراة، إذ وجدوا صعوبات في الوصول إلى أبوابه بسبب الاكتظاظ، وقضى أغلبهم دقائق طويلة بعد المباراة للوصول إلى مخرج ”بر الأمان”. أرقام قياسيةوبالأرقام، فإن الذين تابعوا المباراة من ملعب محمد الخامس أول أمس (الأحد)، بلغ عددهم 60 ألف متفرج، وهو عدد يعتبر رقما قياسيا هذا الموسم، بالمقارنة بالمباريات الأخرى التي أجريت بالملعب ذاته، والتي شهدت توافدا جماهيريا كبيرا، علما أن أعدادا وافرة من الجماهير لم تتمكن من ولوج الملعب، رغم توفرها على تذاكر.وساهم الحضور الجماهيري الكبير، في الرفع من مداخيل المباراة إلى ما يقارب 230 مليون سنتيم، وهو أيضا رقم قياسي هذا الموسم (إذا استثنينا مباراة الديربي التي عرفت زيادة في أثمنة التذاكر)، علما أن جل مباريات الفريق الأحمر بالدار البيضاء، عرفت حضورا كثيفا للجماهير، ليكون الجمهور أول وأكبر مساند للفريق في موسم اللقب.وبيعت جل التذاكر قبل المباراة، فيما نشطت السوق السوداء بالقرب من الملعب، رغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة، والتي حاولت تعقب مروجي التذاكر بطرق غير قانونية. سرقات في مستودعات الملابسلم تسلم مستودعات الملابس من الفوضى التي عرفتها جنبات الملعب، إذ اقتحمت بعض الجماهير الأماكن المخصصة للصحافيين واللاعبين، رغبة منها في أخذ صور مع أبطال المغرب، غير أن الأمور جرت عكس ذلك.وأصيب بعض اللاعبين بالدهشة عندما صادفوا جماهير كثيرة في مستودعات الملابس، فيما تعرض بعضهم للسرقة، ما أفسد فرحتهم باللقب الغالي.ولم يتمكن الأمن من إفراغ مستودعات الملابس إلا بعد حضور تعزيزات أمنية مكثفة، وذلك لإخراج اللاعبين إلى الساحة الرئيسية، تأهبا لمغادرتهم الملعب... وذلك جحيم آخر، لأنهم لم يغادروه إلا بعض دقائق كثيرة، بحكم التوافد القياسي للجماهير بجنبات الملعب، والتي فضلت انتظار حافلة الفريق للاحتفال مع اللاعبين. الملعب "انفجر" فرحارغم المعاناة الكبيرة للجماهير واللاعبين والأمن في يوم الوداد، غير أن الفرحة لم تبارح محيا كل ودادي بلقب البطولة، إذ كانت لحظة حمل درع البطولة، لحظة تاريخية اهتز لها الكبير والصغير والمسؤول والجمهور. وأثناء مغادرة الملعب، ظل عدد من الجماهير خارجه يحتفل بدرع البطولة، فيما طالب البعض الآخر بتنظيم يوم احتفال خاص بمركب محمد بنجلون، لتعويض سوء التنظيم الذي ضيع على البعض فرحة التتويج.من جهتهم، فضل لاعبو الوداد ومسيرو الفريق الاحتفال مع الجماهير داخل الملعب، بعد تسلمهم درع البطولة، إذ جابوا الملعب طولا وعرضا، متغنين بأغاني الفريق الأحمر، الفائز باللقب الغالي الذي غاب عن خزينة الفريق خمس سنوات. وشاركت في احتفالات الوداد وفود عربية ووطنية، كانت ضيفة شرف على مسؤولي الفريق الأحمر، أبرزهم إماراتيون حلوا بالدار البيضاء تلبية لدعوة الرئيس سعيد الناصري، فيما حضر بعض أعضاء المكتب الجامعي بقيادة الرئيس فوزي لقجع، وممثلون وفنانون وأبطال في رياضات أخرى. وعكس ما حدث خارج الملعب وفي المدرجات، فإن الأمن كان يبحث عن تأمين أرضية الملعب، التي لم تعرف مشاكل تذكر، إذ وضعت منصة التتويج شبيهة بالتي عرفت تتويج ريال مدريد في كأس العالم للأندية قبل أشهر بمراكش، وكانت طريقة الاحتفال غير مسبوقة. إعداد: العقيد درغام التصريحاتتوشاك: الجماهير استحقت الفرحةقال جون توشاك، مدرب الوداد الرياضي، إن جماهير الفريق استحقت الفرحة بلقب البطولة، لأنها كانت المساندة الدائمة للاعبين والفريق طيلة الموسم الرياضي.وأضاف توشاك أن لاعبيه تمنوا أن يهدوا اللقب إلى الجماهير في نهاية الموسم، وهذا ما حدث، إذ صنعوا الفرحة وتمكنوا من إعادة الثقة إلى المناصرين الأوفياء للفريق. وأوضح المدرب الويلزي أن المستقبل سيكون مشرقا للفريق الأحمر، وذلك لاعتماده على لاعبين شباب أبانوا عن إمكانيات جيدة طيلة الموسم، مبرزا أن الهدف مواصلة المسار بالمنوال ذاته، والبحث عن ألقاب أخرى مستقبلا. وعن مباراة أولمبيك خريبكة أكد توشاك أن الفريق الخريبكي أتى للدار البيضاء من أجل تأكيد أحقيته بالرتبة التي يحتلها، وكان من العادي أن يقدم مباراة جيدة وأن يبحث عن الفوز، لأنه لعب دون ضغط وبمعنويات مرتفعة، فيما اعتبر لاعبو الفريق الأحمر المباراة فرصة للاحتفال، عوض البحث عن فوز أخير في بطولة الموسم الجاري. العجلاني: قضينا موسما استثنائياقال أحمد العجلاني، مدرب أولمبيك خريبكة، إن فريقه حقق موسما استثنائيا، إذ كان قريبا فيه من الفوز بلقب البطولة، وذلك بعد فوزه على الوداد بالدار البيضاء، في مباراة تتويج الفريق الأحمر.وأضاف العجلاني بعد المباراة أنه سعيد وفخور بلاعبيه الذين ضمنوا مكانا لهم في عصبة الأبطال الإفريقية الموسم المقبل، والذين قدموا مستوى جيدا طيلة الموسم، وتمكنوا من الفوز بثقة الجماهير الخريبكية، وكل من لم يكن يثق في لاعبي الفريق. وأوضح المدرب التونسي، أن المهم الآن هو مستقبل الفريق، وضرورة تكثيف الجهود من أجل الاستفادة من مكاسب الموسم الحالي، ليستمر الفريق الخريبكي في المنافسة على الرتب الأولى، ولم لا الفوز بالألقاب. ومن المقرر أن يحسم العجلاني في مصيره رفقة الفريق في الأيام القليلة المقبلة، وذلك في اجتماع مع المكتب المسير، الذي يرغب في تجديد عقده، فيما وضع المدرب التونسي شروطا لذلك. العمراني: الوداد استحق اللقبقال هشام العمراني، لاعب الوداد الرياضي، إن فريقه استحق لقب البطولة الوطنية عن جدارة، بحكم المسار الجيد الذي قطعه طيلة الموسم.وأضاف العمراني بعد المباراة أن الفريق ظل متشبثا بطريقة لعبه الجماعية، وأن رغبته كانت كبيرة في العودة إلى منصة التتويج عبر لقب البطولة.وأوضح العمراني أن الفريق الأحمر بات يفكر حاليا في عصبة الأبطال الإفريقية الموسم المقبل، والاستحقاقات الأخرى التي تنتظره، إذ بات مطالبا بالتحضير لها بالشكل المطلوب من أجل تشريف الفريق وكرة القدم الوطنية. عطوشي: فرحتي لا توصفقال أمين العطوشي، لاعب الوداد الرياضي، إن فرحته لا توصف بفوزه بلقب البطولة رفقة الفريق الأحمر، بعد موسم طويل.وأضاف العطوشي بعد المباراة أنه انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر، من أجل المشاركة في رفع درع البطولة في آخر الموسم مع زملائه، الذي كان استثنائيا لكل مكونات الفريق الأحمر، وذلك بتقديم كل ما لديه من أجل هذه اللحظة.وأوضح العطوشي أنه يهدي اللقب إلى الجماهير التي عادت بقوة لمساندة الفريق هذا الموسم، مضيفا أن الوقت حان من أجل التركيز على المستقبل ونسيان الماضي، والبحث عن الفوز بالألقاب، علما أن الفريق تنتظره مشاركة قارية الموسم المقبل.ولم يفوت العطوشي الفرصة لشكر كل زملائه الذين أبانوا عن إمكانيات عالية طيلة الموسم، بتحقيقهم لانتصارات متتالية منحتهم لقب البطولة عن جدارة واستحقاق. البورقادي: حققنا نتائج باهرةقال أمين البورقادي، حارس أولمبيك خريبكة، إن المستوى الذي ظهر به لاعبو الفريق الخريبكي أمام الوداد الرياضي بالدار البيضاء، أكد أنه كان يستحق اللقب هو الآخر.وأضاف البورقادي بعد المباراة أن زملاءه قدموا موسما غير مسبوق، إذ حققوا نتائج باهرة فاجأت الجميع، إذ لم يكن أي شخص يراهن على احتلال الفريق الرتبة التي أنهى بها البطولة هذا الموسم.ونوه البورقادي بالمجهود الذي قدمه الطاقم التقني بقيادة أحمد العجلاني، مبرزا أنه عمل بجهد كبير من أجل إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة، بعد موسم ماض كان صعبا. الضرضوري: الموسم المقبل سيكون أفضلقال رضوان الضرضوري، لاعب أولمبيك خريبكة، إن فريقه استحق رتبة وصيف البطل، بعد موسم شاق حقق فيه نتائج جيدة.وأضاف الضرضروي بعد المباراة أنه سعيد بضمان الفريق الخريبكي مشاركة قارية في عصبة الأبطال الإفريقية، موضحا أن الموسم المقبل سيكون أفضل، بعدما أصبحت معنويات اللاعبين مرتفعة.وأكد الضرضوري أن الفوز على الوداد في آخر مباراة له بالبطولة، دليل على أن الفريق استحق الرتبة التي احتلها، وأنه كان على وشك الفوز بالبطولة. ونوه الضرضوري بزملائه وكل من ساهم في الموسم الجيد للفريق الخريبكي، شاكرا الجماهير الخريبكية على مساندتها المطلقة للاعبين طيلة الموسم.

فرحة كبرى وفوضى في يوم الوداد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ذبائح واحتفالات تجتاح شوارع البيضاء

احتفالات الوداد بدون شغب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات