أعلن رئيس الحكومة الانتقالية في تونس محمد الغنوشي، في مؤتمر صحافي عقده في تونس، أول أمس (الأحد)، استقالته من منصبه، غداة أعمال عنف في العاصمة أوقعت خمسة قتلى، في حين سارع الرئيس الانتقالي فؤاد المبزع إلى تعيين الباجي قائد السبسي مكانه. وبعد ساعات قليلة على استقالة الغنوشي أعلن المبزع تعيين الوزير السابق الباجي قائد السبسي رئيسا جديداً للحكومة الانتقالية. وقال المبزع، في تصريح لوسائل الإعلام «عرضت على الباجي قائد السبسي منصب الوزير الأول، وهي مسؤولية قبل تحملها». وكان الغنوشي قال في مؤتمره الصحافي، «قررت الاستقالة من منصبي كوزير أول»، مضيفا أن هذه الاستقالة «ليست هروبا من المسؤولية بل إفساحا للمجال أمام وزير أول آخر». وتابع «ضميري مرتاح (...) ولست مستعداً لأكون الرجل الذي يتخذ إجراءات ينجم عنها ضحايا»، مشيراً إلى أن خطوته هذه «هي في خدمة ثورة تونس». وكانت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة تواصلت في تونس، واندلعت أعمال عنف جديدة بعيد ظهر السبت الماضي في وسط العاصمة حيث قام شبان بأعمال تخريب غداة مواجهات أسفرت عن خمسة قتلى. وكان أكثر من مائة ألف متظاهر طالبوا الجمعة الماضي بتنحي حكومة محمد الغنوشي، وذلك خلال أضخم تجمع تشهده العاصمة التونسية منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي. وأعلنت الحكومة الانتقالية التي بدت متجاهلة لهذه الدعوات، عن تنظيم انتخابات في أجل أقصاه منتصف يوليوز دون تحديد طبيعة هذه الانتخابات. وقال الغنوشي، أول أمس، عقب مؤتمره الصحافي المطول الذي شرح فيه الخطوات التي أقدمت عليها حكومته منذ تسلمها السلطة ان «الفترة القادمة حاسمة لتونس». وتحدث عن «عدة سيناريوهات مطروحة تتعلق بالانتخابات الرئاسية والمجلس التأسيسي»، مضيفاً «الثورة تملي بان يكون هناك دستور جديد تنطلق على أساسه البلاد». وسرعان ما توقفت المواجهات في الشارع مع إعلان الغنوشي استقالته من دون أن تواجه بمظاهر فرح من قبل المتظاهرين في العاصمة. ومنذ تسلمه رئاسة الحكومة بعد أيام على سقوط بن علي في الرابع عشر من فبراير والتظاهرات تلاحق الغنوشي. ولم تدم أول حكومة شكلها، وضمت عدداً من أركان النظام السابق سوى أسبوعين. وبعد خمسة أيام من التظاهرات قبالة مقر رئاسة الحكومة أعلن الغنوشي الذي كان آخر رئيس حكومة في عهد بن علي، استقالة حكومته، وشكّل حكومة جديدة ابعد عنها الوجوه التي ارتبطت بمرحلة بن علي. وبعد شهر بالتحديد، أعلن الغنوشي استقالته غداة تظاهرات أوقعت ثلاثة قتلى السبت الماضي، وتواصلت أول أمس (الأحد) مع أعمال عنف. وعقدت الحكومة الانتقالية اجتماعاً يوم الجمعة الماضي على أمل التمكن من تهدئة الأجواء أمام غضب الشارع. إلا أن هذا القرار لم يكن له أي تأثير على الشارع فاجتاح المتظاهرون وسط العاصمة منادين باستقالة الحكومة كلها هذه المرة. (أ ف ب)