أولاها حرب أكتوبر وثانيتها "عاصفة الصحراء" وآخرها "عاصفة الحزم" المشاركة في "عاصفة الحزم"، التي انطلقت الخميس الماضي، ضد قوات الحوثيين المدعومين من قبل إيران في اليمن، ليست الحرب الأولى التي يساهم فيها المغرب في منطقة الشرق الأوسط، إنما الأولى في عهد الملك محمد السادس، بعد مشاركتين اثنتين في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. حرب أكتوبر... شهداء وأساطير في أكتوبر 1973، وفي وقت بالكاد مرت فيه سنة على المحاولة الانقلابية الفاشلة لـ16 غشت 1972، كانت أول مشاركة مغربية في حروب الشرق الأوسط، بقرار الملك الراحل الحسن الثاني، مشاركة المغرب في حرب أكتوبر ضد إسرائيل، والقتال في الجبهة السورية للحرب التي قادتها مصر ونظام حافظ الأسد على إسرائيل.واندلعت تلك الحرب في سادس أكتوبر 73، الذي صادف العاشر من رمضان 1393، بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري، وحلفائهما، الذين كان المغرب ضمنهم، على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان. وانتهت رسميا في 1974، بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك، التي أعادت بموجبها إسرائيل، مدينة القنيطرة الى سوريا وضفة قناة السويس الشرقية إلى مصر، وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاقية.المشاركة المغربية في تلك الحرب، لم تعط فقط صورة مغايرة عن القوات المسلحة الملكية، عندما بين عبرها الملك الحسن الثاني، لتزامنها مع فترة المحاولات الانقلابية، أن ما حدث داخل الجيش لم يكن إلا تململا طارئا في بعض مراكز القيادة غير المنضبطة وليس في الجيش كله، بل كانت، في نظر مراقبين، حابلة بالرسائل، إلى النظام السوري نفسه.والمقصود، هو أن المغرب شارك في تلك الحرب، التي تسمى أيضا "الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة"، في وقت كانت فيه سوريا تحتضن معسكرات تدريبية لمعارضين مغاربة للحسن الثاني.الحرب التي تقترن لدى الإسرائيليين بـ"يوم الغفران"، سقط فيها شهداء من الجنود المغاربة، وأثير في السنوات الأخيرة، احتمال أن تكون الطائرات السورية، تعمدت عدم توفير الحماية الجوية للجنود المغاربة على الأرض، خلفت وراءها حكايات عن بسالة المغاربة.ومن بين تلك الحكايات، أن الأمهات الشاميات، بعد الحرب، لا يتوانين في تخويف أطفالهن بالقول "سأنادي لك على الجنود المغاربة"، كما أنه يحكى أن إسرائيل، حارت مع قدرات الجيش المغربي، فسخرت طائراتها لترمي على الجنود المغاربة مناشيــر، تثنيهم عن "حرب بعيدة عنهم". من عاصفة الصحراء إلى عاصفة الحزم ظروف وسياقات مشاركة المغرب في "عاصفة الحزم" في اليمن، لا تختلف كثيرا عن نظيراتها المتعلقة بـ"عاصفة الصحراء"، التي كانت ثاني مشاركة للمغرب في حروب الشرق الأوسط، والتي تسمى أيضا "حرب الخليج الثانية"، وكانت بغرض تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، قبل 25 عاما من الآن.فكما أعلن المغرب، أن المشاركة الحالية تأتي دعما للشرعيــة فــي اليمن ودفــاعا عــن تهــديد الأمن السعودي، كان الملك الحسن الثاني في 1991، واضحا في القول إنه ضد الدمار والحرب حلا لأزمة احتلال العراق للكويت، لكن لن يمكن له عدم دعم السعودية، فوضع قواته تحت تصرفها، باعتبار أن غزو صدام للكويت، شهد أيضا قيامه بقصف صاروخي للسعودية.وإذا كان الفرق بين عاصفة الصحراء وعاصفة الحزم، هو أن الأولى قادتها الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 34 دولة، أما الثانية فشرع فيها بتشاور معها وبقيادة السعودية، فإن تحليلات وكالات الأنباء، طيلة الأسبوع الماضي، أبرزت أن جميع المعطيات المتعلقة بموازين القوى العسكرية هي في صالح المملكة العربية السعودية وليس الحوثيين.هذه الموازين، ترتكز أساسا على العتاد العسكري واللوجيستكي، والذي أعلنت وزارة الخارجية والتعاون، أن المغرب، يساهم فيه بوضع القوات الجوية الملكية المغربية الموجودة في الإمارات العربية، رهن إشارة التحالف من أجل الشرعية في اليمن. امحمد خيي