تتوسع قاعدة الانخراط في "كازينو الفساد" بمراكش على قدم وساق. "الكازينو" الأشهر، هذه الأيام، بالمدينة الحمراء دون منازع. "الكازينو" الأشهر، ربما، من ساحة جامع الفنا، وقصري البديع والباهية، وضريح يوسف بن تاشفين وجامع الكتبية وقبور السعديين ومدرسة ابن يوسف وباب اغمات وأسوار المدينة العتيقة، وحدائق ماجوريل. لا يغلق باب "كازينو مراكش" في وجه الأعضاء الجدد، ويستقبل مزيدا من المنتخبين ورؤساء جماعات ومستشارين ورؤساء مصالح، ومسؤولين في الإدارة الترابية أسماؤهم بمداد من "فخر"، ومعهم "شلة" أصحاب شركات وموظفين في مديرية أملاك الدولة والمحافظة العقارية والوكالة الحضرية وأقسام التعمير ووسطاء و"سماسرة" وموثقين، وهي الصفات نفسها التي تتكرر في أغلب الملفات، المعروضة على القضاء، أو التي صدرت فيها أحكام. فكلما قلنا إن الأمور انتهت عند حد معين، قال "كازينو مراكش" "هل من مزيد". وكلما اعتقدنا أن اعتقال أعضاء في النادي، والزج بهم في السجن، درس وعبرة، كلما فتحت الشهية على مزيد من الإجرام والنهب والفتك بالعقارات والتمدد خارج تصاميم التهيئة، والتواطؤ مع شركات ومنتخبين، وتلقي أموال على سبيل المنفعة، واستغلال النفوذ، وتبديد أموال عامة، والتزوير في وثائق ومحررات رسمية، واستعمالها والمشاركة في كل ذلك. جرائم بالتسلسل، كان الفضل في التأسيس لها، رجل نهض ذات صباح من 2001 (حين كان بعض المتهمين الحاليين يتعلمون الحبو)، وباع فندقا أثريا عمره أكثر من 90 سنة، إلى أصحابه بثمن حدده في 600 درهم للمتر المربع، في الوقت الذي كان ثمن المتر المربع وسط المدينة، يتجاوز 15 ألف درهم. "ضربة معلم" من العيار الثقيل، منحت لـ"كازينو مراكش" شهرة واسعة، وظل يستقطب، على مدار سنوات، عددا من المنخرطين من مختلف الحساسيات السياسية والحزبية، أو دون انتماء، يؤدون قسم الانتماء إلى هذا النادي، ويتعاهدون على الفتك بأملاك الدولة والعقارات والصفقات العمومية ورخص الاستثناء في مجال التعمير، إلى آخر متر، ولو كلفهم ذلك قضاء سنوات فوق الأسرة الباردة لسجن الأوداية. فمن أجل عيون وملايير "كازينو مراكش"، لا يهم كثيرا قضاء سنوات وراء أسوار السجون، أو الوصم من المجتمع، ونعت "الشفارة" و"المفسدين" و"البانضية"، بقدر ما تهم العائدات التي تدون في سجلات الزوجات والأبناء والصديقات، أو الأملاك الشخصية. بعض هؤلاء، لم يكن يملك ثمن دراجة نارية من نوع "موبيليت"، ويركب، اليوم، آخر صيحات السيارات الفارهة التي تأتي، من خلف البحار على متن بواخر"ترونزيت"، مغلفة في أوراق "الهدايا". مع كل هؤلاء، لم تعد مراكش "وريدة" بين النخيل، بل أوراق "مريوت" شديدة المرارة، تطفو على سطح "وادي إسيل". شكرا لكم. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma