رضوان رئيسا لقضاة إفريقيا

انتهت، مساء أول أمس (الثلاثاء)، انتخابات رئيس المجموعة الإفريقية التابعة للاتحاد الدولي للقضاة، باختيار الأستاذ محمد رضوان، رئيس الودادية الحسنية للقضاة رئيسا للمجموعة.
وجاء التتويج ضمن فعاليات المؤتمر الإفريقي المنعقد بالمملكة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المنظم من 21 أبريل الجاري إلى 24 منه، تحت شعار “من أجل قضاء إفريقي مستقل”.
ويعد الحدث الأول من نوعه، بالنسبة إلى القضاة المغاربة، وتمثيليتهم ضمن هياكل الاتحاد الدولي للقضاة، إذ من شأنه أن يمنح محمد رضوان، تزكية قانونية قوية لتقلد منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي، في الانتخابات التي ستشهدها المنظمة القضائية خلال مؤتمرها الدولي المزمع عقده بباكو في أذربيجان أكتوبر المقبل.
ولم يأت التتويج بسهولة، بل جاء بعد منافسة قوية مع كل من رئيسة الاتحاد الوطني للقضاة في ساحل العاج، الرئيسة السابقة للمجموعة، ورئيسة جمعية القضاة التونسيين.
وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها رئيس الودادية الحسنية للقضاة، قال رضوان مرحبا بالضيوف الأفارقة والدوليين، إن الاتحاد الدولي للقضاة منظمة دولية عريقة حملت على عاتقها العمل من أجل تحقيق عدة أهداف، بدءا بالدفاع عن استقلال القضاء شرطا أساسيا لضمان الحقوق والحريات، مرورا بحفظ المكانة المؤسساتية والمعنوية للسلطة القضائية، وصولا إلى توسيع وبلورة معارف القضاة وثقافاتهم من خلال عقد مثل هذه التظاهرات التي تسمح لكل قاض بالالتقاء بزملائه من الدول الأخرى، وبالتعرف على بعض المنظمات الدولية وطريقة عملها، وكذا دراسة وتقييم بعض القضايا القضائية والقانونية من وجهات نظر مختلفة.
وأضاف أن الودادية الحسنية للقضاة انخرطت في هذه المنظمة منذ التأسيس، للإسهام في بلورة تطلعات قضاة العالم، وفي الوقت نفسه الاستفادة من مختلف التجارب الدولية ذات الصلة.
وعرج رضوان، في كلمته، على مراحل متعددة من المشاركات في هذا المحفل الدولي، لتدارس موضوع سيادة واستقلال القضاء في الدول الإفريقية والسبل الممكنة لبلورة سلطة قضائية مستقلة، نزيهة، كفؤة وقوية، مذكرا بالخطاب الملكي لـ غشت 2009، المخلد لذكرى ثورة الملك والشعب، وهو الخطاب الذي خصص كاملا لموضوع إصلاح منظومة العدالة بالمملكة المغربية، إذ دعا من خلاله جلالة الملك إلى اعتماد خارطة طريق واضحة المعالم لأجل إصلاح شامل وعميق لهذه المنظومة، الأمر الذي دفع إلى عقد مجموعة من الندوات في هذا الشأن، توجت بتنظيم ندوة وطنية تم خلالها إصدار مجموعة من التوصيات قصد الانكباب على ورش الإصلاح بشكل لا يحيد عن ضرورة استقلال السلطة القضائية.
كما لفت انتباه الحاضرين إلى المبادرة الملكية من أجل المحيط الأطلسي، المعلن عنها من قبل جلالة الملك محمد السادس في خطابه لمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، والتي تعكس بوضوح الإرادة الملكية في تحويل الواجهة الأطلسية إلى فضاء إفريقي إستراتيجي، ومركز حيوي للتكامل الاقتصادي، وبوابة للإشعاع القاري والدولي، لتعتبر فرصة للتفكير الجاد في خلق تكتل أطلسي يهتم بتكريس مفاهيم العدالة وحقوق الإنسان بمختلف دول إفريقيا. تكتل من شأنه أن يضم، بالإضافة إلى الجمعيات القضائية، مختلف الشخصيات والهيآت العاملة في هذه المجالات، وهو ما اعتبره توصية تمنى أن تلقى القبول لدى المؤتمرين حتى تمكنوا من تحقيقها.
وبعد استعراضه في كلمة مطولة أهم المحطات المحطات في مسار الودادية، وجه الشكر إلى أعضاء الاتحاد الدولي وللمجموعة الإفريقية للقضاة وجميع الشركاء الذين ساهموا من بعيد أو قريب في تنظيم هذه التظاهرة، وخص بالذكر الرئيس المنتدب وأعضاء المجلس الأعلى للسلطة القضائية على مساندتهم وتشجيعهم للجمعية في العمل البناء واتخاذ المبادرات الخلاقة، ولرئيس النيابة العامة وأعضائها الذين لم يدخروا جهدا في دعم برامج الودادية، ووزير العدل ومعاونيه على مجهوداته الجبارة لتيسير مهام الودادية، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح المؤتمر.