كيف تقيمون الأوضاع في قطاع الشباب والثقافة والتواصل؟ لا شك أن القطاع يواجه العديد من المشاكل والتحديات التي تعيق حسن سير عمله وقدرته على تحقيق أهدافه. وتشمل الوضعية الراهنة بعض المشكلات الأكثر تعقيدا وإحباطا. وبشكل عام، يشكو القطاع خصاصا وتراجعا على مستوى الموارد البشرية مقارنة مع الثمانينات والتسعينات. وغالبا ما تعتبر موارد الميزانية غير كافية لتغطية جميع الاحتياجات، على مستوى الأطر والاصطياف والتخييم والبنية التحتية وبرامج الشباب ودعم الصناعات الثقافية وتطوير وسائل الإعلام. إضافة إلى سوء تدبير الموارد البشرية، ارتباطا بقلة الأطر المؤهلة في بعض المجالات، خاصة فيما يتعلق بالإشراف على التأطير الشبابي وعلى مراكز الاستقبال والتخييم والاصطياف. ثم هناك المشاكل المرتبطة بتشجيع وتحفيز الموظفين، إذ تظل ظروف عملهم مزرية، وترقياتهم محدودة، إلى جانب حرمانهم من التكوين والتكوين المستمر. والكارثة العظمى أن بعض المسؤولين المركزيين يواصلون التضييق على العمل النقابي، من خلال مواصلة حملات الترهيب والترغيب في حق المناضلين . أين تتجلى حملات الترهيب التي تتكلمون عنها؟ من تجلياتها حرمان مناضلين نقابيين من تحمل المسؤولية المستحقة في عدد من المناصب، حيث يتم الضغط عليهم من أجل التخلي عن مواقفهم النقابية مقابل الحصول على مناصب المسؤولية، وقد برز ذلك بشكل واضح بمناسبة الاستعدادات الجارية لتنظيم فعاليات الدورة التكوينية لأطر المخيمات وتعيين أطرها برسم سنة 2025، حيث يمكن القول إن القرار الصادر بخصوص قطاع الشباب يندرج في إطار تصفية الحسابات في حق بعض المناضلين النقابيين الذين تصدوا للمؤامرات والدسائس. هل يمكن أن توضح أكثر واقع ضعف الموارد البشرية والمادية في مراكز الاصطياف والتخييم؟ إن المعطيات على الأرض تؤكد هذه الحقيقة، ذلك أن قلة المخيمات ومراكز الاصطياف وتهالك بعضها، ومركز عين السبع بالبيضاء نموذج صارخ بالنسبة للبنيات التي لم تعد صالحة، إضافة إلى سوء توزيعها على مستوى جهات وأقاليم المملكة. أما بخصوص ضعف الموارد البشرية، يمكن القول إن تلك المراكز تشكو من خصاص حاد في الأطر والمؤهلين من الميسرين والمشرفين والمدربين القادرين على تقديم الخدمات المطلوبة، كما أن ظروف العمل غير المستقرة والافتقار إلى المحفزات وضعف أجور المشرفين الموسميين تتسبب في انخفاض جودة هذه الخدمات. وبالنسبة للموارد المادية، تبرز محدودية التمويل المخصص لبنيات الاستقبال، ما يحول دون تجديد المعدات وصيانتها، فضلا نقص الموارد المخصصة للتدريب والترفيه والتثقيف حيث تشكو معظم المراكز من غياب التجهيزات وبالمعدات الضرورية لتقديم أنشطة متنوعة وجذابة. والحقيقة المرة التي لا يمكن إنكارها هي أن العدد القليل من مراكز التخييم والاصطياف غير قادر على استيعاب العدد الكبير من الأطفال والشباب، ما يحد من الوصول إلى برامج الترفيه الصيفية، وخاصة بالنسبة للأطفال من الوسط القروي والمناطق النائية. ولمعالجة هذه المشاكل تقتضي الضرورة الإسراع بزيادة الميزانية المخصصة للبنية التحتية لتجديد وبناء مراكز جديدة، وتطوير التدريب للميسرين والمشرفين من أجل تحسين جودة الخدمات المقدمة، وضمان توزيع جغرافي متوازن لمراكز التخييم والاصطياف لتحقيق تغطية وطنية أكثر عدالة. ومن شأن هذه التدابير أن تجعل من الممكن تحسين عروض التخييم والترفيه، وضمان وصول عدد أكبر من الأطفال والشباب إلى الأنشطة الصيفية الهادفة والآمنة. أجرى الحوار: ياسين قُطيب أحمد بلفاطمي ( الكاتب الوطني لاتحاد النقابات الوطنية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل )