جهة الشمال … منجزات وآفاق واعدة

حافظت جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، خلال العقدين الماضيين، على وتيرة نمو سريعة جعلت منها قطبا رائدا في مجال التنمية المستدامة، إذ منذ أن اعتلى الملك محمد السادس سدة الحكم في سنة 1999، شهدت الجهة الشمالية تحولات جذرية في بنياتها التحتية الأساسية، وعرفت طفرة نوعية في مجالات متعددة شملت الصناعة والتجارة والنقل والسياحة وقطاع الخدمات اللوجستية والاجتماعية والثقافة... مستفيدة بشكل ناجع من موقعها الاستراتيجي على مفترق الطرق بين إفريقيا وأوروبا والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ما جعل منها أرضية مواتية للإقامة والسياحة والاستثمار... إنجاز: المختار الرمشي (طنجة) موقع رائد في الخريطة الاقتصادية الجهة تحتل الرتبة الثانية كأهم قطب اقتصادي وصناعي بالمملكة راكمت الجهة الشمالية من المملكة، على مدى السنوات الماضية، مكتسبات مهمة جعلتها تتبوأ موقعا رائدا في الخريطة الاقتصادية الوطنية، بارتقائها للرتبة الثانية أهم قطب اقتصادي وصناعي بالمملكة بعد العاصمة الاقتصادية البيضاء، بفضل توفرها على مشاريع مهيكلة أعطت دفعة قوية للإقلاع الاقتصادي بالمنطقة، لاسيما ميناء طنجة المتوسطي، الذي يعتبر أحد أكبر الموانئ التجارية في العالم والأول في إفريقيا، وكذا المناطق الصناعية المتعددة التي تحتضن شركات كبرى رائدة في قطاعات السيارات والطيران والإلكترونيات وصناعة الأغذية والنسيج والألبسة... حيث أصبحت الآن وجهة جاذبة للاستثمار. ويجمع كل الفاعلين الاقتصاديين بالجهة، أنه ليس من باب الصدفة أن تساهم الجهة بنسبة توازي 10% من الناتج الداخلي الخام الوطني، لأنها تحظى باهتمام خاص من جلالة الملك محمد السادس، بالإضافة إلى أنها حاضرة دائما في أولويات الحكومات المتعاقبة، التي اتخذت العديد من المبادرات الرامية لجذب مزيد من الاستثمارات والمشاريع المبتكرة إليها، لضمان ريادتها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. ويعتبر قطاع الخدمات أهم نشاط اقتصادي على صعيد الجهة، بمساهمته بحوالي 55% من قيمتها المضافة، ويأتي في الرتبة الثانية قطاع الصناعة بمساهمة تصل إلى 33,5%، وهي معدلات انعكست بالإيجاب على المعيش اليومي للمواطنين، إذ أصبح معدل البطالة بجهة الشمال لا يتعدى 7.8%، أقل من المعدل الوطني (9.6%)، وإن كانت هذه المؤشرات متباينة بين عمالتي وأقاليم الجهة. ولتحقيق المزيد من النجاحات وضمان الاستمرارية، يستدعي الأمر، كما أكد جل المتدخلين الاقتصاديين، تحقيق العدالة الاقتصادية والمجالية حتى لا تبقى نحو 80 من الأنشطة الاقتصادية الصناعية والتجارية والخدماتية مستقرة بعمالتي طنجة أصيلة والفحص أنجرة، بوضع آليات توسيع هذه الأنشطة لتمكين باقي مناطق الجهة من الانخراط بالكامل في التوجه الاقتصادي العام، والاستفادة من مقومات كل منطقة على حدة، باستغلال مواردها الطبيعية والبشرية والاقتصادية والسياحية بكل أنواعها وإرثها الحضاري والعمراني ومكوناتها الثقافية وموروثها التاريخي كمصدر ثراء لبلوغ هدف الاقتصاد المتنوع القادر على التنافس. ويبقى الرهان الأساسي لجهة طنجة تطوان الحسيمة، هو الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في السنوات الأخيرة، والعمل على تطويرها أكثر فأكثر لضمان التوازن بين مختلف المكونات الإقليمية للجهة، بالإضافة إلى دعم نسق التنمية وتحقيق العدالة الاقتصادية في مفهومها الاستراتيجي، المبني على برامج تراهن على المستقبل وتخلق التوازن بين العرض والطلب في مجال التشغيل، مع تثمين قدرات العنصر البشري لإحداث التميز الاقتصادي على المستوى الإقليمي، وكذا تشجيع الإبداع والابتكار والبحث العلمي. دليل المشاريع... خريطة لاقتصاد يتحرك يهم فرص الاستثمار بالأراضي الصناعية واللوجستية والأنشطة الاقتصادية الموجودة بالجهة أطلق المركز الجهوي للاستثمار بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أخيرا، دليلا جديدا حول فرص الاستثمار بالأراضي الصناعية واللوجستية والأنشطة الاقتصادية الموجودة بجهة الشمال، ويضم مشاريع في قطاعات متعددة ومجالات ترابية مختلفة، ويوفر جميع المعلومات اللازمة للوصول إلى الفرص المتاحة. ويقدم الدليل الجديد، وهو ثمرة أشهر من العمل والتقارب والتفكير والذكاء الجماعي بين مختلف الفاعلين بالجهة، معلومات وافية حول مؤهلات 18 منطقة صناعية، وكذا أنشطة اقتصادية قيد الاستغلال بمختلف عمالات وأقاليم الجهة، التي تغطي مساحة تقارب 4700 هكتار بالإضافة إلى خرائط لتوجيه المستثمرين وحاملي المشاريع نحو المجالات الواعدة للاستثمار بالجهة وتسهيل ولوجهم إليها، وذلك في إطار مسارات استثمار مثالية من خلال الشباك الافتراضي الوحيد "منار المستثمر"، الذي يتضمن كافة البيانات المرتبطة بعروض المواكبة المقترحة من الهيآت المتخصصة، كل في مجال تدخله. ويضم هذا الدليل الحصري، الذي أطلق لأول مرة في يوليوز الماضي باللغة الفرنسية، بنكا للمشاريع الجاهزة في قطاعات متعددة ومجالات ترابية مختلفة، إذ بواسطته يمكن للمستثمرين الراغبين في الاستقرار بالجهة الشمالية من المملكة، الاطلاع على عروض الأراضي الصناعية واللوجستية والأنشطة الاقتصادية المتاحة، واستكشاف فرص الاستثمار في هذه الجهة، التي تشهد دينامية كبيرة بفضل المنجزات المحققة . وكان المركز الجهوي للاستثمار بطنجة، أعلن عن إطلاق مناطق جديدة لأنشطة اقتصادية تمتد على مساحة 300 هكتار، باستثمار قيمته مليار درهم، مشيرا إلى النجاح الذي حققته جهة طنجة-تطوان-الحسيمة في جذب استثمارات كبرى بفضل بنيتها التحتية الاستثنائية، المتمثلة أساسا في المركب المينائي العالمي «طنجة المتوسط»، وأول خط سكة حديد فائق السرعة في إفريقيا، بالإضافة إلى المقاربة المبتكرة القائمة على التآزر والتكامل بين مختلف التدخلات العامة، التي ساهمت في تشكيل قطب اقتصادي رائد يرتكز على المشاريع الطموحة وصناعات المستقبل.

جهة الشمال … منجزات وآفاق واعدة

قطب رائد في مجال التنمية المستدامة بفضل إمكانيات اقتصادية وبنيات تحتية مهمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"نص الشعب اسمه محمد" على "شاهد"

عندي ما يكال: حمى الهدم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات