كشفت أسرة المانوزي، في حفل مساء أول أمس، بالبيضاء، لمناسبة الذكرى الأولى لرحيل المقاوم علي المانوزي، أنها قررت اللجوء إلى الفريق الأممي لمكافحة الاختفاء القسري، في قضية الكشف عن مصير ابنها الحسين المانوزي، المختفي منذ 1972.وقال صلاح المانوزي، نيابة عن أسرته، إن الأسرة، قررت أيضا طرح الملف، على هيأة الحقيقة والكرامة، النسخة التونسية لتجربة الإنصاف والمصالحة المغربية، باعتبار أن الحسين المانوزي، اختطف من العاصمة تونس.وفيما أكد المتحدث أن عائلة المانوزي، "لن تتنازل عن قضية كشف مصير الحسين المانوزي"، قال إن الأسرة، تستغرب عدم التفاعل إلى حد الآن، مع شكاية مباشرة، وجهها الراحل علي المانوزي إلى الوكيل العام للملك، بشأن المختطف الذي أدرجته هيأة الإنصاف والمصالحة في لائحة مجهولي المصير. الحفل المنظم لذكرى الراحل علي المانوزي، رعته شركة خاصة، وحج إليه مقاومون وفعاليات سياسية ونقابية، كان في طليعتها المقاوم محمد بنسعيد آيت إيدر، وخلاله تم تقديم الترجمة العربية لكتاب "سنوات الرصاص: مسار عائلة مغربية"، بحضور كاتبته الهولندية، سيتسكر دوبور، وفيه وثقت السيرة الذاتية للراحل علي المانوزي.وقالت الكاتبة، في كلمة أعدتها باللغة العربية، إن فكرة الكتاب، الذي صدرت نسخته العربية بعد رحيل علي المانوزي، تعود إلى 1995، حينما كانت تعد بحثا لنيل الإجازة، حول ماضي انتهاكات حقوق الإنسان بالمغرب.وكشفت أن الراحل علي المانوزي رفض في بداية الأمر، إنجاز سيرته الذاتية، وقال لها "حياتي كلها، قضيتها في جحيم، ولا أريد أن أعود إليها"، غير أن أبناءه أقنعوه في النهاية، بجدوى العمل من أجل صيانة الذاكرة.وقال عبد الغني أبو العزم، ناشر النسخة العربية من الكتاب الصادر باللغة الهولندية في 2000، إنه عمل يحكي عن الإرهاصات الأولى للمقاوم علي المانوزي منذ طفولته في منطقة أمانوز بجبال سوس، ويوثق للكثير من الأحداث، التي عاشها هذا "الرجل العصامي التكوين والنشأة والمناضل العنيد"، خلال فترة ما قبل الاستقلال وما بعده.ودافع عبد الحميد الجماهري، مدير تحرير "الاتحاد الاشتراكي"، الذي تولى تسيير اللقاء، على فكرة توثيق الذاكرة، باعتبار أن "من حق الضحية التشبث بألمها"، وفي ظل وجود "من يريد أن ينسي المغاربة تاريخ سنوات الرصاص، بدعوى انتفاء الشرعية التاريخية، وبدعوى أن الأجيال الجديدة لها اهتمامات راهنة"، مؤكدا أن "النسيان، مثل التضليل، أداة لتدمير الإنسان". وفيما وصف المتحدث أسرة المانوزي بـ"التي تعرضت لعنف استبدادي"، شهد الحفل، بث عرض مادة سمعية-بصرية، عن مسار الراحل علي المانوزي، منذ ولادته بقبيلة أمانوز في 1913، مرورا بالتحاقه بحزب الاستقلال في 1944، والاعتقالات التي تعرض لها رفقة أبنائه خلال حقبة سنوات الرصاص في درب مولاي الشريف وسجن اغبيلة، وصولا إلى جهوده وزوجته من أجل كشف مصير ابنه الحسين المانوزي.امحمد خيي