الكتاب يحيي الذاكرة ويوثق لمحطة مفصلية في تاريخ المغرب صدر عن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كتاب "طريق الوحدة" لمؤلفه الباحث والمؤرخ محمد أمقران حمداوي. ويقع في 24 صفحة من الورق الصقيل وبالألوان، ووزع في مختلف فضاءات الذاكرة التاريخية التابعة للمندوبيات الإقليمية، ليصل إلى المهتمين بتاريخ المغرب بكل أنحاء الوطن. والكتاب المنتظر أن يثري المكتبة التاريخية المغربية، عبارة عن قصة تاريخية حول المبادرة الوطنية الرائدة التي أطلقها الملك المرحوم محمد الخامس، في 15 يونيو 1957، لشق طريق الوحدة على طول 80 كيلومترا بين إقليم تاونات جنوبا وكتامة شمالا، كجزء من رؤية إستراتيجية لتعزيز الوحدة الوطنية وليكون رمزا للتلاحم. ويحكي الكتاب المؤثثة صفحته الأولى برسومات أبدعها الرسام بدر الدين السنوسي، قصة التلميذ العربي وجدته الهاشمية الحزينة على طول غياب ابنها الخمار أحد المتطوعين لبناء طريق الوحدة، ويلخص كيفية تعريفها بمشروع كبير لربط الجنوب بالشمال، على إيقاع صوت المذيع المبشر بالنبأ السعيد لشق الطريق. وقال حمداوي إن "طريق الوحدة" ليس مجرد قصة، بل هو "شهادة خالدة على إرث وطني عظيم، يعكس روح العمل المشترك الذي شكل أساس بناء المغرب الحديث، ويظل رمزا للوطنية الصادقة والتلاحم المجتمعي"، مؤكدا أن الإصدار إضافة مميزة للكتابات التاريخية ويسهم في إحياء ذاكرة الأمة وتوثيق محطة مفصلية في تاريخها. وأشار محمد أمقران أستاذ اللغة العربية والتربية الإسلامية بسلكي الثانوي والإعدادي ودرس الاجتماعيات بالثانوي التأهيلي، إلى أن هذه المحطة تجسد قيم الوحدة والعمل الجماعي والتضامن الوطني و"الطريق يحمل رسالة ملهمة للأجيال الصاعدة عن الإرادة الصلبة والرؤية الوطنية التي قادت إلى بناء مغرب قوي وموحد". وقالت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إن الكتاب يندرج ضمن سلسلة قصصية جديدة تضم عناوين تتناول شخصيات وأحداثا ووقائع تاريخية مستلهمة من السجل التاريخي الزاخر بالملاحم والنضالات البطولية، مؤكدة أن السلسلة صادرة في حلة جميلة وتأتي لسد النقص في هذا الجنس الأدبي. وأوضحت أن هذه السلسلة "مكتوبة بأسلوب سلس ولغة شيقة" متمنية أن يجد القارئ فيها "متعة القراءة وحب الاستطلاع والفضول المعرفي في تاريخنا المجيد الطافح بالدروس والعبر والعظات، بما يؤصل في النفوس حب الوطن وشرف الانتماء له ويشحذ الهمم ويذكي العزائم لأجل رقيه وتقدمه وإعداد النفس للتعبئة لخدمته". والكتاب هو الثاني من نوعه للكاتب محمد أمقران حمداوي بعد كتابه "المفصل في التاريخ والجغرافيا" الموجه لتلاميذ أولى باك للشعب العلمية والتقنية، في انتظار خروج كتب أخرى للوجود ومنها قصة تاريخية عن الظهير البربري عبارة عن حوار بين مقاوم وشباب، وقصة أخرى تاريخية عن وثيقة المطالبة بالاستقلال. وقال في تصريح مقتضب ل"الصباح" إنه بصدد إعداد كتاب آخر يتضمن نحو 30 قصة ساخرة مستوحاة بالخصوص من الإحصاء العام للسكان والسكنى في المغرب للسنة الماضية، مشيرا إلى أن هذا الكتاب "يعكس تناقضات المجتمع المغربي بأسلوب فكاهي يجمع بين الإحصائيات والواقع الاجتماعي". حميد الأبيض (فاس)