مسرحية تدور أحداثها حول الطمع والمشاكل الاجتماعية يحتضن المركب الثقافي المسيرة بمقاطعة زواغة بفاس، أول عرض للمسرحية الجديدة "بوعروف"، من تأليف إيمان أبلوش وإخراج حميد الرضواني وسينوغرافيا حسن صابر، على أن تعقبه عروض في فضاءات ومدن وأقاليم أخرى، وفق برنامج سنوي يدعمه قطاع المسرح بالمديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل. وتدور أحداث هذا النص المسرحي وأنتجته مؤسسة الشريك للإنتاج والاشهار بالمدينة، حول الياقوت الشابة اليافعة التي قبلت بالزواج من رجل مزواج ميسور الحال رغم كبر سنه، مقابل شروط مختلفة اشترطتها عليه قبل أن يعقد عليها، منها أن يمنحها ثروته، دون أن تتوقع حدوث تقلبات وأحداث تواترت في حياتها. تقبل الياقوت بالارتباط بعبد الغني المسن الموافق على كل شروطها لتمضية بقية حياته معها، وتتواتر الأحداث تباعا إلى أن يتصل بمحامية تنوب عنه استعدادا لتفويت كل أملاكه لزوجته الشابة، لكن حلمهما لم يتحقق بعد وفاته المفاجئة، ما أدخلها في دوامة من المشاكل بعد فشل خطتها في الاغتناء بالاستحواذ على أملاكه. تستفيد الياقوت من خطة وضعها والدها "بوعروف" الخبير في الحياة وقوالبها، باعتباره نقابيا معروفا عاش كثيرا من التجارب. دبر الأب وتآمر مع ابنته بعد أن أقنعه "قلقول" الموظف عند عبد الغني، بتقمص شخصية ودور المرحوم وتوقيع الوصية سيما بعد هجرة "الجوك" لوجهة مجهولة وتواريه عن الأنظار في ظروف غامضة. لم يتوقع الكل أن حيلتهم ستنكشف وينقلب سحرهم عليهم، بعدما تقمص رجل أمن شخصية المحامي لضبط هذه الجريمة وكشف حقيقة "بوعروف" وابنته الياقوت"، ليجدا نفسيهما في السجن أقوى لقطات المسرحية وتديرها حنان بونو، فيما تكلف محمد العلامي بتصميم الجرافيك، وحسن إيحوضيكن بالعلاقات العامة. وقال حميد الرضواني مخرج المسرحية وأدار تقنياتها رشيد آيت حساين وأمين المريني، إن إخراجها اعتمد على تكسير نمطية الحوار الثنائي وخلق الفرقة المنتشرة، مضيفا "حاولنا من خلال القراءة الثانية للنص المسرحي على إخراجه من الجمودية للحركة، بشكل مرتبط بالممارسات الفنية والفكرية والمالية المتعددة والمتنوعة". وأكد استغلال الوسائل المتاحة ليصبح العرض في متناول المتلقي، عبر جعل الحوار مشحونا بحملات ودلالات متعددة "ما يعطي الممثل الدور الأساسي في تناغم تام مع الآخر"، مؤكدا أن التصور الإخراجي "حاول جاهدا تفكيك الدلالات اللغوية والرمزية المتسمة بالتركيب والتكيف والانتماء الاحتفالي وتفجير لغة النص وحواراته". وقال الرضواني "التصور حاول جاهدا في تناسق تام مع مكونات العرض المسرحي، الكشف عن المخزون الجمالي والفكري والفني في قالب فرجوي بديع"، ما أخرج عن المألوف نصا مسرحيا شخصه الممثلون عدنان مويسي وجواد نخلي وحسن بوعنان وإيمان أبلوش، وجوها تعاملت معها الفرقة في نصوص مسرحية سابقة مختلفة. حميد الأبيض (فاس)