بعد التسخينات الانتخابية التي وسمت ثلاثة لقاءات لأحزاب الأغلبية، جاءت متزامنة نهاية الأسبوع الماضي، أولها لقاء المنصوري مع نحو 50 سفيرا وسفيرة، والمجلس الوطني للأحرار، وإحياء ذكرى 11 يناير بالدار البيضاء من قبل حزب الاستقلال، أعطيت الانطلاقة الفعلية للضرب من تحت الحزام والتنابز بين "الحلفاء" تحت خيمة المؤسسة التشريعية. وبينما انشغل "الحلفاء" تحت قبة البرلمان، بتبادل الاتهامات، و"تقطير الشمع" على بعضهم البعض، وهجوم نواب من الأغلبية على وزراء حزبيين، انبرى وزير "تقنوقراطي" لا يرتدي أية بذلة سياسية، ولا تهمه الحسابات السياسية، ولا من سيحتل المركز الأول في استحقاقات 2026، ولا من سيقود حكومة "المونديال"، للدفاع "بوجه احمر" عن الحكومة، وإخراس وإفحام المعارضة، التي تناولت موضوع تعديلات ضريبية على المقاس، وكذلك الانتقام من منتقد الفساد، وإغراقه بالمراجعة الضريبة، وفق ما روج لذلك عبد الإله بنكيران، وتفاعل معه "مناضلو فيسبوك" على نطاق واسع. هل كان من الضروري انتظار مرور لقجع تحت قبة البرلمان للرد على المشككين والطاعنين في السياسة الضريبة للبلد؟ وأين اختفى الوزراء "المتحزبون"؟ ولماذا تركوا الفرصة للمعارضة لكي "تتبورد" عليهم لأيام ليست معدودات، قبل أن يأتي وزير "تقنوقراطي" ليسفه اتهاماتها، ويضع النقط على الحروف، ويصحح المغالطات. وعودا على بدء، نتساءل: هل انطلقت "حرب" البحث عن المركز الأول في انتخابات 2026 مبكرا داخل أحزاب التحالف الحكومي وفرقه البرلمانية؟ هل يمكن اعتبار ما جاء على لسان نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال في مهرجان البيضاء، الذي رسم صورة سوداء عن ملفات كثيرة، بداية لتوجيه اللكمات؟ وهل يمكن اعتبار ما تعرض له محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الاثنين الماضي خلال الجلسة العمومية للأسئلة الشفوية، بمجلس النواب، من هجوم حاد من قبل فريق "البام" المنتمي للأغلبية البرلمانية بريئا؟ ومجرد اندفاع من برلماني شاب قادم من جبال الأطلس، وتحديدا من إقليم أزيلال؟ وبدل أن يساهم هذا البرلماني المنتمي إلى الأغلبية الحكومية، في مساعدة الوزير الذي مازال يتهجى الأجوبة المكتوبة له في مكتب الكاتب العام للوزارة، على الظهور الجيد تحت قبة البرلمان، في سياق تحالف الأغلبية، هاجمه بدون رحمة، وسط تصفيقات أعضاء فريقه، بزعامة الرئيس أحمد التويزي، وخاطب الوزير غاضبا بالقول : "السيد الوزير التعليم ماشي حرفة، راه مهنة شريفة، و شوف الوراق لي عطاوك واش لي فيها هادشي لي قلت لك، ياكما تقلبو لك الوراق". إنها بداية "الحرب" داخل فرق الأغلبية. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma