المبادرة الوطنية جهزت مركزا مؤقتا لإيواء الأشخاص بدون مأوى تواصل مصالح المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بالجديدة بتنسيق مع القسم الاجتماعي بعمالة إقليم الجديدة والسلطة المحلية صاحبة الاختصاص الترابي، حملاتها التفقدية لاحتواء المشردين وحمايتهم من موجة البرد القارس، التي تتزامن مع بداية السنة الجارية. ونظمت حملة أولى بداية الشهر الجاري، شملت تراب المقاطعة الأولى والثانية وعملت على نقل أربعة أشخاص في وضع هشاشة نحو المركز المؤقت لإيواء الأشخاص بدون مأوى الموجود برحاب المستشفى الإقليمي القديم. ونظمت اللجنة المختلطة حملة ثانية، ليلة تاسع يناير الجاري، بتراب المقاطعتين الرابعة والخامسة، بحضور قائدة المقاطعة الأخيرة وأعوان السلطة، وتمكنت في جولاتها التفقدية من نقل ثلاثة رجال مشردين نحو المركز نفسه، كما نقلت امرأة من المقاطعة الرابعة وهي في وضعية صحية متدهورة، رغم رفضها الانصياع لأوامر المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، لكنهم استفادوا من أغطية دافئة ووجبات خفيفة. وأكد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، حمان حطبي، في تصريح صحافي، أن اللجنة المختلطة، تقوم بحملات تفقدية وتوعوية للعمل على نقل المحتاجين من المشردين الذين لا مأوى لهم، ووضعهم في مكان آمن وتوفير وتقديم الخدمات اللازمة لهم. وأضاف أنها قامت لحد الآن بحملتين وستواصل حملاتها بخرجة ثالثة ستهم المقاطعتين السادسة والسابعة، كما ستنظم حملة مماثلة لمدينة أزمور خلال الأسبوع الجاري. وأضاف حطبي، أن هذه الحملة قادت إلى نقل ثلاثة رجال وامرأة إلى المركز نفسه، لكن ثلاثة أخرين رفضوا الالتحاق بالفضاء ذاته، الذي سهرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إعادة تهيئته وتجهيزه. وأوضح أن هذه المبادرة تدخل في إطار برنامج وطني يهدف إلى تقديم خدمات لفئة معينة من المجتمع المغربي وجدت نفسها في ظروف معيشية صعبة. وأوضحت حنان سلماني، المشرفة على المركز المؤقت لإيواء الأشخاص بدون مأوى، أن المركز افتتح أبوابه تزامنا مع انتشار فيروس كورونا، وظل مفتوحا يقدم خدماته للمحتاجين إلى مساكن قارة، سيما أنهم يستفيدون من التطبيب والرعاية الاجتماعية والإقامة والتغذية والمواكبة النفسية. وأضافت أن إدارة المركز تشرف على تدبير وتسيير وتأطير حوالي 80 نزيلا من الرجال والنساء، وتحرس على تنظيم خرجات للراغبين في مغادرة المركز نهارا والعودة إليه ليلا. وأشارت سلماني إلى أن المركز يتلقى إعانات وتبرعات من العديد من المحسنين، وتقدم ألبسة للنزلاء الجدد، كما تساهم في إعادة إدماج النزلاء الذين يتعرف عليهم أهاليهم شريطة توقيع وثائق رسمية تقضي بتحمل مسؤولياتهم خاصة في الفئة التي تعاني مرض ألزهايمر. وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة المختلطة تقوم من حين لأخر، بتنسيق مع السلطة المحلية المتمثلة في قياد المقاطعات السبع، بضبط المشردين والأشخاص بدون مأوى وتعمل على جلبهم للمركز، لكن أغلبهم يغادره بعد الاستفادة من عملية التنظيف والحلاقة واللباس. وفي زيارة ميدانية لـ "الصباح"، لاحظت أن المركز رغم خضوعه لإعادة الهيكلة والتجهيز،مازال في حاجة إلى المزيد من العناية والنظافة، لأن البناية قديمة تعود إلى أربعينات القرن الماضي، كما يحتاج إلى اليد العاملة، المتخصصة في التمريض والمواكبة الاجتماعية والإدارة. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)