التظاهرة تقدم مخطوطات ومسكوكات تؤرخ لمراحل مختلفة زليج ونقوش على الجبص وخشب وأثواب ومسكوكات ومعادن وخزف وغيرها، ستكون محور متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ضمن فعاليات معرض "المغرب الوسيط، امبراطورية من إفريقيا إلى إسبانيا".حدث كبير ينظم تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، من قبل المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف اللوفر بباريس، ويفتح أبوابه أمام الجمهور لاكتشاف مجموعة من العوالم التي ميزت المغرب الوسيط.انتقيت المعروضات التي سيكتشفها المغاربة والزوار الأجانب بعناية وفق محاور المعرض، إذ تراعي مختلف التحف الحقبات التاريخية المتعاقبة على المملكة، إذ أشرفت ثلاث لجان على تحديد لائحة المعروضات، عملت الأولى على انتقاء المخطوطات والثانية على اختيار الأجزاء الأركيولوجية والثالثة على انتقاء التحف، كما ستقدم للزوار مجموعة من المعلومات بالعربية والفرنسية شارك في صياغتها مجموعة من الأكاديميين المتخصصين، كما تدخلت في تنظيم هذه التظاهرة مجموعة من القطاعات الحكومية وبعض المؤسسات العمومية، من بينها المكتبة الوطنية للمملكة التي تكلفت بترميم المخطوطات.معرض كبير للاحتفاء بتاريخ المملكة على الخصوص ومنطقة المغرب العربي على نطاق واسع، يقدم الدور الذي قامت به هذه الامبراطوريات التي كان لها أثر سياسي وجغرافي بالغ الأهمية إذ تمكنت للمرة الأولى من توحيد كامل فضاء الغرب الإسلامي، في الوقت الذي أتاح متحف اللوفر في المرحلة الأولى ومتحف محمد السادس في المرحلة الموالية، إمكانية فهم المزيد عن التاريخ الثري للمنطقة، الذي يمثل، بدوره، مفتاحا لفهم تاريخ المغرب المعاصر ومصدر حداثته.يتميز المعرض، أيضا بتنظيم سلسلة من الندوات واللقاءات التواصلية التي تعرف الجمهور على محطات بارزة من التاريخ المغربي، بعدما التقى زوار اللوفر في المرحلة الأولى مع ندوات، توزعت بين محاور "سجلماسة: باب المغرب على العلاقات عبر الصحراء"، بمشاركة الباحث الفرنسي جان غزافييه فوفال والأستاذ في جامعة تولوز جان جوريس و"الشرافة والصوفية في تاريخ المغرب" بمشاركة أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، و"ابن خلدون مفكر الحضارة"، التي ترأسها الباحث الفرنسي، غابريال ماتيناز غروس، الأستاذ في جامعة باريس واست نانتار.ويضم المعرض ما يزيد عن 300 تحفة فنية، تعكس ما حققه المغرب من منجزات خلال العصر الوسيط في مجال الهندسة المعمارية والخزف والمنسوجات وفن الخط وصناعة الكتاب والأعمال الإبداعية في مختلف العلوم العقلية والنقلية، وما كان لهذه المنجزات من انعكاسات وآثار على النهضة الأوروبية.كما تجتمع فيه تحف فنية ذات رمزية دينية عالية منها منابر لمساجد جامعة وعناصر معمارية كالأبواب وتيجان المسلات والأعمدة وقطع خزفية ولوحات من "الزليج" وأدوات ذات صلة بالحياة اليومية منها الصحون والجرار وصناديق حفظ الأثواب والقناديل، كما يعرض أدوات تتعلق بتقنيات استخراج المياه، ومصاحف ودلائل الخيرات ومخطوطات مختلفة في موضوعات فقهية وعلمية وأدبية، فضلا عن عدد كبير من القطع النقدية.ياسين الريـخ