توقيف محاولات لإدخال رجال أعمال من النافذة وحديث عن كتلة من المال تتجاوز 150 مليارا توصل مسؤولون كبار بالبيضاء، بتعليمات صارمة لتوقيف محاولات وصفت بـ"الغامضة" لاستقطاب رجال أعمال من أوربا ودول من الخليج من أجل الحصول على فرص للاستثمار في مشاريع مرتقبة بالمركب الرياضي "الأمل" للتنس بتراب عمالة مقاطعات الحي الحسني. وكشفت تحريات عن وجود "تحركات" تجري على قدم وساق في عدد من الأماكن وعلى الخطوط الهاتفية وتحاط بسرية تامة، يقودها وسطاء وسماسرة من المغرب وخارجه، من أجل ترجيح كفة مجموعات استثمار بعينها للاستفادة من الإمكانيات والفرص الهائلة المتاحة في مشروع رياضي وتجاري وسياحي ضخم، يوصف بالواعد يوجد على حافة القطب المالي لأنفا، وقد تصل قيمة الاستثمارات الإجمالية المرتقبة فيه إلى 150 مليار سنتيم. وتسبق هذه المحاولات المحاطة بهالة من الشبهات وتبادل المنافع والمصالح الشخصية، مسطرة إطلاق طلب إبداء الاهتمام وصياغة دفاتر التحملات ومختلف الوثائق الأخرى المنصوص عليها في مرسوم 2.22.431 المتعلق بالصفقات العمومية. ويهدف طلب إبداء الاهتمام (أمي) إلى تمكين صاحب المشروع من تحديد المتنافسين المحتملين، قبل الشروع في الدعوة إلى المنافسة. وحسب المرسوم فإنه "عندما يقرر صاحب المشروع اللجوء إلى مسطرة طلب إبداء الاهتمام، يكون هذا الطلب موضوع إعلان ينشر في جريدة ذات توزيع وطني على الأقل وفي بوابة الصفقات العمومية لمدة يحددها صاحب المشروع". في حالة المركب الرياضي "الأمل"، فإن الأمور تجري على نحو معكوس، إذ بدأ البحث عن مستثمرين وإجراء اتفاقات أولية معهم، وإعطاؤهم وعودا من أجل الاستفادة من برامج الاستثمار المقترحة، دون المرور من هذه المسطرة القانونية المهمة التي تضع جميع المتنافسين على قدر واحد من التباري الشريف وتساوي الفرص. وأخذت الأجهزة الوصية علما بهذه التحركات، وطلبت توقيفها فورا، مع تأنيب المسؤولين الذين أغمضوا العين عن ذلك، أو تساهلوا مع السماسرة والوسطاء و"الشناقة" الذين يتربصون بمشروع مهيكل يندرج في منظومة تحسين جاذبية المدينة وإحداث أقطاب رياضية كبرى للاستقطاب ببعد ترفيهي وتجاري مدرة للقيمة المضافة والربح. وقبل هذه المرحلة، انطلقت أشغال التهيئة في الفضاء الرياضي، تحت إشراف شركة "سونارجيس"، بقيمة استثمار بلغت 120 مليون درهم، ما يترجم الطموح لتحويله إلى أكبر ملعب من نوعه في إفريقيا وضمن الأكبر عالميا بفضل التوسعة التي سيخضع لها قريبا. ومن المقرر أن يرتفع عدد المقاعد من 5500 مقعد إلى 13 ألفا، كما يشمل التأهيل أيضا، إنجاز 8 ملاعب أخرى للتنس، وبناء فندق من أربعة طوابق، ومركز للأعمال من أربعة طوابق، ومرأب تحت أرضي من طابقين بسعة 900 مركبة، إضافة إلى مساحات خضراء واستراحات ومقاه ومطاعم وفضاءات للترفيه ومصحات، وتهيئة المحيط الخارجي بشكل يليق بهذا المشروع. يوسف الساكت