تجتاح منطقة بني ملال خنيفرة، موجة برد قاسية أثرت سلبيا على حياة الأسر التي سارعت للبحث عن حطب التدفئة وتوفير المؤونة التي تساعدها على التكيف مع الأجواء الباردة الناجمة عن التساقطات الثلجية. وأعادت الثلوج التي تغطي قمم الجبال الأمل لسكان الجبل بعد غياب طويل جعل الحياة صعبة في المناطق الجبلية النائية، بسبب تراجع منسوب مياه السقي والشرب، وتعرض فئات هشة لتداعيات البرد القارس الذي تلسع ألسنته أجساد المحرومين من سكن يؤويهم ويضمن لهم عيشا كريما ويوفر لهم التدفئة الكافية لمواجهة مخاطر صحية تتربص بهم. وتجتاح إقليم أزيلال حاليا موجة برد قارس بعد انخفاض قياسي لدرجات الحرارة إلى أقل من الصفر، ففي الوقت الذي يأوي معظم المواطنين إلى فراشهم ويحتمون بجدران وأسقف منازلهم التي تقيهم لسعات البرد القارس، يحرم آخرون من المبيت في مساكنهم لقلة ذات اليد أو لسبب من الأسباب، ويقضون لياليهم الباردة في أمكنة محرومة من أبسط مستلزمات العيش الكريم، يفترشون الثرى وفي أحسن الأحوال" الكارتون" ويلتحفون ألحفة وأسمالا طلبا للدفء لعل جفونهم تنعم بلحظة سكون صعب المنال، ويتسلل إلى جفونهم النوم قبل بزوغ ضوء الصباح. ولتحقيق الدفء لهذه الفئات، بادرت جمعية النور لحماية الأشخاص بدون مأوى بأزيلال بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأزيلال، وبحضور ممثل السلطة المحلية وأفراد القوات المساعدة وأعوان السلطة وفعاليات المجتمع المدني، ليلة الأحد الماضي، إلى نقل شخصين بدون مأوى إلى مركز الأمل للأشخاص في وضعية صعبة بأزيلال، وتمكينهما من فضاء يوفر لهما حياة كريمة ويقدم لهما خدمات إنسانية افتقداها في الشارع، في انتظار تحسن أحوال الجو لإيجاد بدائل أخرى تساعد الأشخاص بدون مأوى على الاندماج في الحياة الطبيعية. وفق تصريح لهشام أحرار، رئيس جمعية النور، يجسد هذا المركز الاجتماعي ترجمة عملية للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال سعيه إلى تحسين الظروف الإنسانية الصعبة للأشخاص بدون مأوى والعمل على إدماجهم في الحياة الاجتماعية. وأضاف أن مركز الإيواء ذو بعد اجتماعي وإنساني، يروم التكفل ورعاية الأشخاص الذين لا مأوى لهم، ويعيشون في وضعية هشاشة في غياب دعم مالي فردي أو أسري يوفر العيش في ظروف إنسانية واجتماعية تضمن لهم حدا من الكرامة. وذكر إبراهيم مسطاج، ممثل المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأزيلال، أن مبادرة إنسانية تمت بجماعة ايت امحمد في محطتها الثالثة بعد أزيلال و أفورار في إطار "حملة دفء" التي دأب التعاون الوطني على تنظيمها كل عام، بتنسيق مع باقي الشركاء لفائدة هذه الفئة، مؤكدا أنها جاءت في وقت تعرف فيه المنطقة موجة برد قارس، ما يستدعي تضافر كل الجهود لإنجاحها وتحقيق أهدافها. سعيد فالق (بني ملال)