نادي «إثران» اختار فن الخشبة للمساهمة في تعزيز الهوية الوطنية والتواصل الثقافي إذا كان المسرح أبا الفنون لما يحمله من رسالات نبيلة ومتعددة، فإن شباب اليوم اتخذوه وسيلة للدفاع عن الهوية الأمازيغية والتراث والموروث الثقافي. ونجح نادي "إثران" في دخول نادي "قافزين" عن جدارة، استحقاقا لما تميزت به مبادراته في البصم على أداء جيد فوق الخشبة التي يتم تطويعها لإبراز مشاهد ولقطات فنية إبداعية وبعث رسائل مهمة، بهدف تسليط الضوء على المجهودات الجبارة لعناصرها، المتمثلة في تسخير العمل المسرحي لإطلاق مبادرات ذات أهداف وقيم نبيلة لابتكار طريقة، للتواصل الثقافي ونشر قيم التعايش. وبصمت مجموعة شابة على مسار جيد في مسابقات المسرح، من خلال مشاركة نادي "إثران" ممثل المدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة محمد الأول بوجدة، في الدورة الأولى للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالرباط، بمسرحية "تماغيت" التي كانت تجربة مميزة. "تماغيت"... دروس ورسائل حرص نادي "إثران" من خلال العرض المسرحي "تماغيت" الذي جسده الطلبة، على تقديم عرض ممتع يجمع بين جهات سوس، الأطلس والريف، ليقدموا درسا عميقا عن الهوية الأمازيغية ومكانتها في وجدان المغاربة. وتناولت المسرحية موضوع الهوية الأمازيغية، ودورها في الحفاظ على التراث والموروث الثقافي، كما سلط العمل الفني الضوء على العادات والتقاليد والأزياء والإكسسوارات الأمازيغية التي تعبر عن عمق الثقافة والتاريخ سواء من الريف أو الأطلس أو سوس. روح العمل الجماعي من بين عوامل النجاح التي استثمرها أعضاء نادي "إثران"، حرصهم على الاشتغال وفق روح العمل الجماعي. وتميز الطلبة الذين يشكلون نادي "إثران" عن غيرهم، بروح الانسجام والتلاحم، مقدمين صورة مشرفة عن العمل الجماعي والإبداع الفني، مما يعكس أهمية المسرح وسيلة لتعزيز الهوية الوطنية والتواصل الثقافي. واعتبارا لأن المهرجان دولي ويعرف حضور أساتذة وطلاب جامعيين من دول شقيقة من المملكة العربية السعودية وفلسطين وتونس وليبيا فقد كانت فرصت لتبادل الثقافات والتعرف عن الثقافة المغربية . وانفتح الطلبة من خلال هذه الدورة على تقنيات وأساليب مسرحية وأوراش مهنية، كما كانت لهم فرصة الالتقاء بطلبة آخرين من جامعات الرباط والبيضاء يتابعون دراستهم في تخصص المسرح والتنشيط الثقافي الذي يصب في السياق نفسه لشعار الدورة، كما كان الطلبة سفراء مميزين لمدرستهم، المدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة محمد الأول، بعد أن جسدوا روح الإبداع والانضباط، التي حرصوا على تفعيلها في ممارساتهم اقتداء بتوجيهات من إدارة وأطر الفضاء الجامعي وبتأطير من أستاذتهم، التي لعبت دورا هاما في تحفيزهم ودعمهم لتحقيق هذا التميز. محمد بها