90 سنة سجنا في جلسة واحدة بآسفي

المدانون متهمون بالقتل العمد مع سبق الإصرار ومحاولته والسرقة والاغتصاب والاختطاف الساعة تشير إلى الثامنة صباحا، جحافل من المواطنين أمام بوابة محكمة الاستئناف بآسفي.. وجوه شاحبة وأخرى غارقة في التأمل، في حين ترفع أخرى أكفها وتناجي الله... أطفال صغار رفقة أمهاتهم وقريباتهم، لا يدرون سبب وجودهم في هذا المكان. حراس الأمن الخاص، يقفون أمام البوابة، ويمنعون كل راغب في الولوج إلى بهو مقر محكمة الاستئناف، ولا يسمحون سوى بولوج سيارات القضاة والموظفين وأعضاء هيأة الدفاع، والسبب أنه لا يجوز فتح أبواب المحكمة، إلا في حدود الساعة التاسعة صباحا. في حدود الساعة التاسعة والربع، محكمة الاستئناف مكتظة بالزوار، وحركية دؤوبة في مختلف مكاتبها، أما قاعة الجلسات رقم واحد الخاصة بالقضايا الجنائية، فقد ضاقت بأسر المعتقلين والشهود وكذلك متقاضين.يقف رجلا أمن أمام باب القاعة، في حين يجلس آخرون بقاعة منبثقة عن قاعة الجلسات، يوجد بها عشرات المعتقلين، ممن ستنظر هيأة الحكم في ملفاتهم.محكمة.. هكذا نادى عون داخل القاعة، ليلج رئيس هيأة الحكم إلى داخل القاعة وخلفه القضاة وممثل النيابة العامة وكاتب الضبط، في حين وقف عموم الحاضرين لتحية الهيأة.افتتح القاضي الجلسة، ونادى على أحد المتهمين الذي تم إحضاره، ليتأكد من هويته المضمنة بمحضر الضابطة القضائية وأشعره بمتابعته من أجل جناية الضرب والجرح المفضي إلى الموت في حق أحد الأصول، ليجيب المتهم أنه لم يقتل أمه، وأنها توفيت «حيت كان فيها السكر ومريضة بزاف»، قبل أن يسأله القاضي حول الآلة الحادة التي استعملها في ضرب والدته ليرد عليه «راه قلت ليك مريضة وغير جابت سبتها علي»، ليتدخل دفاع المتهم، طالبا من هيأة الحكم منحه مهلة من أجل الاطلاع على الملف وإعداد الدفاع، وهو ما وافق عليه القاضي، وأرجأ الملف إلى الشهر المقبل.نادى القاضي على متهم آخر، يدعى «ص.ن» المتهم بمحاولة القتل العمد والهجوم على مسكن الغير، وأشعره القاضي بالمنسوب إليه، وسرد عليه فصول المتابعة.المتهم نفى التهمة المنسوبة إليه، وأوضح للمحكمة أنه لم يكن في نيته قتل زوجته، وأنه حينما هجم عليها في بيت مشغلها، فلأنه شعر بالإهانة من قبلها، فضلا عن أنه كان يعيش حياة مليئة بالمشاكل والصراعات التي لا تنتهي.«واش ضربتيها ولا لا» يسائل القاضي المتهم، الذي يعترف بواقعة الضرب والجرح، لكنه يصر على أنه لم تكن له نية قتلها، «هاد الشي راه غير ضرب وجرح»، يقول المتهم، قبل أن يخاطبه رئيس الجلسة بصرامة، «جاوب على قد السؤال، ومتدويش حتى نعطيك الكلمة».تدخل دفاع المتهم، وأعاد طرح السؤال نفسه على المتهم، والمتعلق بتوفر نية القتل من عدمها، لكن المتهم أجاب أنه لم يكن مصمما على قتل زوجته، وأن ما ارتكبه كان في حالة غضب.بعد ذلك، تناول ممثل النيابة العامة الكلمة، وبسط أمام هيأة الحكم وقائع القضية، معتبرا أن ملخص النازلة، حسب محضر الضابطة القضائية، ومحضر الاستنطاق أمام النيابة العامة، هو أن مصلحة الشرطة بآسفي، أُشعرت من طرف «ع.ن» مشغل الضحية بأنها تعرضت للضرب والجرح من قبل زوجها الذي حاول قتلها، وعند الانتقال إلى مكان الحادث، تبين أن الضحية تم نقلها إلى مستشفى محمد الخامس قصد العلاج، في حين تمكن بعض المواطنين من إلقاء القبض على الجاني وتجريده من السكين أداة الجريمة، وأن الضحية أصيبت بجروح نتيجة الطعنات التي تلقتها من زوجها الجاني، في البطن والكلية اليسرى..وعند الاستماع إلى الضحية، أفادت أنها تشتغل عند «ع.ن» وأثناء هذه الفترة تعرفت على «ص.ن» وربطت معه علاقة انتهت بالزواج والاستقرار معه في بيت الزوجية.ونظرا لأن الزوج أصبح عاطلا عن العمل ولا يتوفر على مال يمكنه من الإنفاق عليها، بدأ يطلب منها تدبير الأمر عن طريق العودة إلى الشغل وتمكينه من المال وفي حالة رفضها كان يعرضها للعنف، الشيء الذي جعلها ترفع دعوى ضده لدى قضاء الأسرة، وعندما علم بذلك أصبح يعترض سبيلها ويهددها بالقتل.وبتاريخ الواقعة هجم عليها ببيت مشغلها على الساعة التاسعة صباحا، وتوجه إلى المطبخ، حيث كانت توجد، وكتم أنفاسها حتى لا تتمكن من الصراخ، ووضع حزامه الجلدي الأسود حول عنقها وأخرج السكين من ملابسه ثم شرع في طعنها في كل مكان دون تحديد وهو يصرخ «غادي نقتلك».وتناول دفاع المتهم الكلمة والتمس تمتيع موكله بأقصى ظروف التخفيف، وتكييف المتابعة من جناية إلى جنحة الضرب والجرح بواسطة السلاح، لتقرر هيأة الحكم حجز الملف للمداولة.بعد ذلك، عرض ملف آخر على هيأة الحكم، يتعلق بخمسة أفراد يشكلون عصابة للسرقة الموصوفة وتحت وطأة التهديد بالسلاح الأبيض والاغتصاب والاحتجاز، إذ تم الاستماع إليهم بخصوص اعتراضهم سبيل المارة بضواحي الصويرة وسلبهم ما بحوزتهم والاعتداء بالضرب والجرح العمديين في حق الضحايا، واغتصاب إحدى الفتيات واحتجازها في منزل مهجور لمدة ثلاثة أيام، إذ أكد أحد المتهمين أن الضحية لم يتم احتجازها، وأنها على علاقة حب ب»ياسين» (أحد المتهمين)، وهو ما رد عليه الأخير بأنها على علاقة ب»أحمد» وهو من اغتصبها.وتم الاستماع إلى الضحية، التي أفادت أن المتهمين الأربعة اغتصبوها ولعدة مرات، وقاموا باحتجازها، ومنعها من المغادرة.كما استمعت هيأة الحكم إلى دفاع المتهمين في إطار المساعدة القضائية وكذا النيابة العامة لتقرر حجز الملف للمداولة.كما نظرت هيأة الحكم في ملف آخر يتعلق بواقعة القتل العمد، المتابع فيها شخص من مواليد 1976، والذي وضع حدا لحياة شقيقه بسبب خلاف حول الإرث، إذ تمت مناقشة الملف وحجز للمداولة.بعد المداولة قضت هيأة الحكم في حق المتهم بمحاولة قتل زوجته ب 15 سنة سجنا، وعشر سنوات لكل واحد من المتهمين بالسرقة الموصوفة والضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح والاغتصاب والاحتجاز، في حين قضت بإدانة المتهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ب25 سنة سجنا نافذا.محمد العوال (آسفي)

90 سنة سجنا في جلسة واحدة بآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سقوط الدعوى العمومية في حق زوجة قيادي بالعدل والإحسان

حجز 8 أطنان من الشيرا بالشاون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات