أقر بوجود اختلالات تجعل بعض المغاربة يعيشون في ظروف ما قبل التاريخ وآخرين في الحلم اختار عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة مناسبة لقاء جمعه بالسفير الأمريكي بالمغرب، دوايت بوش، ورئيس البنك الإفريقي للتنمية، دونالد كابيروكا، مساء أول أمس (الأربعاء) بالرباط "للتشكي من تعرضه "للتشويش على مدى ثلاث سنوات من جميع الجهات".وأوضح رئيس الحكومة، لمناسبة إطلاق دراسة حول "تشخيص نمو المغرب: تحليل الإكراهات التي تعيق تحقيق نمو واسع وشامل"، قائلا "ارتبكنا كثيرا خلال ثلاث سنوات، وكنا مثل الصباغ الذي يحاول صباغة جدار عال، إلا أن هناك من يهز سلمه من الأسفل، لكن ولله الحمد، لم يسقط حتى الآن، وهو يستمر"، مشيرا إلى "الإنجازات التي حققتها الحكومة، سيما في مجالات التربية والتعليم والقضاء والجبايات ومناخ الأعمال والعقار".وأوضح بنكيران، لمناسبة إطلاق الدراسة التي أنجزها البنك الإفريقي للتنمية، بمبادرة من المؤسسة الأمريكية "هيأة تحدي الألفية"، قائلا "لا معنى لوجودك في الحكومة إن لم تغامر"، مشددا على أن من واجب رئيس الحكومة أن يركب المخاطر، وأن هذا المبدأ ينطبق على الحياة بكاملها.»وعاد رئيس الحكومة في اللقاء ذاته إلى التذكير بالأولويات الثلاث، التي رسمها لحكومته بمجرد تعيينه رئيسا لها، أولها كان تحقيق التوازنات الماكرو- اقتصادية، "وتوجهنا إلى هذا المشكل، الذي حمل الحكومة على نهج سياسة خاصة بصندوق المقاصة، واليوم تقدمنا بشكل كبير، ووفرنا 23 مليار درهم من المقاصة"، فيما تتعلق الأولوية الثانية، يضيف بنكيران، "بتسهيل الحياة للمقاولة لأنها المحرك الذي يقود إلى الأمام، ونحن نعمل على تسهيلها من خلال عدة عمليات من قبيل تحسين مناخ الأعمال، وإصدار القوانين والمراسيم اللازمة، التي انتظرت أكثر من عشر سنوات وقمنا بإخراجها"، منبها إلى أنه على المقاولة أن تعترف اليوم بما تحقق "رغم أن ذلك لا يوجد في الثقافة المغربية، فعندما تسير الأمور بشكل جيد لا أحد يتحدث، وعندما يحدث مشكل الجميع يشتكي". وتكمن الأولوية الثالثة في إحداث بعض العدالة الاجتماعية، فـ"الفئة التي لم تتمكن من أخذ حصتها، وحان الوقت لإنصافها"، مشيرا إلى أن هذه الفئة توجد أساسا بالقرى ومحيط المدن "كثيرون لا يملكون شيئا"، يستطرد بنكيران الذي شدد على أنه ليس شيوعيا، ولا يريد وضع الجميع على قدم المساواة، "فعلى الناس أن يعملوا ولابد من اختلافات، لكن لا يجب ألا تكون الفوارق كبيرة، فللأسف هناك من يعيشون في الأحلام، وآخرون في ما قبل التاريخ".وأكد بنكيران في سياق حديثه عن الدراسة موضوع اللقاء "لا نريد أن نصبح أغنياء، لكننا نحتاج إلى الإحساس بالراحة، وبأننا قمنا بأقصى ما نستطيع سواء في العدالة الاجتماعية أو ببعض المبادرات التي نقوم عليها، دون أن يرتبط ذلك بحزب أو حكومة أو أغلبية، بل لصالح البلاد، يجب أن نعمل يدا في يد، إذ لا يمكنك أن تخدم البلاد، إذا كنت تعطي الأولوية لشخصك أو حزبك أو إيديولوجيتك".وأثنى رئيس الحكومة على مجهودات السفير الأمريكي، ومن خلاله تحدي الألفية الذي قدم للمغرب برنامجا أول مهما بـ 700 مليون دولار، "أدركناه في منتصف مساره، واشتغلنا بشكل جيد مع مسؤولي البرنامج، الذين كانوا راضين جدا، ما سمح لنا بالحصول على برنامج ثان". وفي الوقت الذي أقر فيه رئيس البنك الإفريقي للتنمية بصعوبة الخطوات التي قام بها المغرب، أكد أنها كانت ضرورية، مثمنا الأداء السوسيو-اقتصادي للمغرب، خلال السنوات الأخيرة، رغم الأزمة العالمية، قبل أن يحث المسؤولين على ضرورة البحث عن رافعات للنمو، ليس فقط على صعيد السوق الداخلي، ولكن أيضا على صعيد السوقين الإقليميين الإفريقي والعالمي.من جهته، أكد السفير الأمريكي بالمغرب، التزام بلاده بدعم المبادرات التي انخرط فيها المغرب، والتي تتوخى تعزيز التشغيل، وتحسين النمو، وتسريع وتيرة التنمية خصوصا عبر القطاع الخاص.هجر المغلي