تلاميذ يغرقون الأساتذة بالهدايا وملاحظون يدقون ناقوس الخطر خرجت "تراندات" تطبيق "تيك توك"، الذي يستعمله الأطفال بقوة، عن السيطرة، بعد انتشار مقاطع فيديو لتوزيع هدايا، عبارة عن حلويات وشكولاطة على الأساتذة، ما حول مكاتبهم إلى قطعة من محلات المواد الغذائية. وانتشرت في الأيام الأخيرة عشرات المقاطع، التي توثق هذه الظاهرة التي اجتاحت المدارس، وأثارت الجدل وسط الأساتذة والمهتمين بقطاع التربية والتكوين، إذ أن البعض عارضها بشدة لما لها من تبعات، بينما البعض الآخر اعتبرها موجة عابرة. وبدأت هذه الظاهرة بتوزيع باقات الورد قبل أسابيع، عندما انتشر مقطع لتلاميذ في إحدى الدول الأجنبية، يفاجئون أستاذهم بباقة ورد، قبل أن تقوم مجموعة من التلاميذ بتكرار التصرف ذاته، وتصوير اللحظة، ومشاركتها عبر تطبيق "تيك توك"، من أجل الحصول على الإثراء وإرضاء الذات بالإعجاب والتعاليق. وفي الأيام الأخيرة خرجت الأمور عن السيطرة، بعدما أصبحت الهدايا فردية، في وقت كانت تقدم فيه بشكل جماعي، عبارة عن باقة ورد للتعبير عن التقدير والحب للأستاذ، إذ أصبحوا اليوم يقدمون الحلويات والعصائر والشكولاطة، ويضطر الأستاذ لقبول الهدية، خوفا من تدهور علاقته بالتلاميذ. وطرحت مجموعة من الأسئلة الإشكالية بعد انتشار هذه "التراندات"، إذ هناك من نبه إلى أن الهدايا يمكن أن يكون لها تأثير على قرارات الأستاذ، كما أن هذا الأمر يمكن أن يكرس التفاوتات بين التلاميذ، خاصة الذين لم يقدموا الهدايا. وهناك بعض الأساتذة الذين رفضوا تلقي الهدايا، غير أنهم وجدوا أنفسهم محط انتقادات، سواء من قبل التلاميذ أو زملائهم الأساتذة، إذ قيل إن الرفض يمكن أن يحدث شرخا بين الأستاذ والتلميذ، وإنه لا يجوز إفساد الفرحة على التلاميذ، الذين انطلقوا من مبدأ محمود، يتمثل بالاعتراف بمجهود الأستاذ. وهناك من الأساتذة حسب شهاداتهم بعد تلقي الهدايا، من أعاد تلك الهدايا إلى محلات تجارية، بسبب كثرتها، أو عدم استهلاكها من قبل الأساتذة، وتعويضها بسلع أخرى. وبعد أيام من انتشار هذه المقاطع التي توثق لحظات مفاجأة الأستاذ، وتصوير الأقسام والتلاميذ والأساتذة ونشرهم عبر "تيك توك"، ما تزال وزارة التربية الوطنية منحنية للعاصفة، إذ لم تعلق على الموضوع، خاصة أن أي موقف تتخذه في هذا الأمر، ستكون له تبعات وانتقادات، غير أن الصمت ليس حلا أمام ظاهرة تغزو المدارس، ويمكن أن تؤثر على علاقة التلاميذ بالأساتذة. عصام الناصيري